في زمن كورونا الحزين، عاد المال ليكون صاحب الكلمة العليا، في أهم وأبرز بطولات الأندية عبر التاريخ، تأهل فريقا باريس سان جيرمان، المملوك لقطر، لمواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي، المملوك لمجموعة أبو ظبي، في دور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، ليضعا عنوان المال يحكم ملاعب أوروبا، وربما مستقبلها الرياضي.
بخزائن مشرعة، وحسابات لا تعرف النضوب، يواصل فريقا مان سيتي وباريس سان جيرمان سيطرتهما على الدوري الإنجليزي والفرنسي، على الترتيب، خلال المواسم الأخيرة، لكن الحلم الأغلى لا يزال بعيدًا وهو دوري أبطال أوروبا، صك النجاح والإنجاز الغائب عن كليهما.
يتصدر الناديان قوائم الأكثر إنفاقًا في أوروبا في المواسم الأخيرة، مان سييتي يحل في المركز الثاني كأكثر أندية أوروبا إنفاقًا على الصفقات خلال السنوات الخمس الأخيرة، بقيمة تقترب من مليار يورو، بينما يحل باريس سان جيرمان في المركز السابع بقيمة 773 مليون يورو، على الرعم من كونه ينافس في الدوري الفرنسي.
وخلال أزمة نجم برشلونة، ليونيل ميسي، الموسم الماضي، وإعلانه الرحيل عن صفوف البلوجرانا، اقتصرت قائمة الأندية القادرة على ضمه وتحمل تكلفة ما كانت لتصيح أكبر صفقة في تاريخ كرة القدم على مان سيتي وباريس سان جيرمان فقط، مع التداعيات المالية الكارثية لأزمة كورونا وتضرر ميزانيات أندية القارة العجوز بشدة.
المال، والمال فقط، لا يعرف التوقف، أو حدود ما يمكن التوقف عنده، في باريس أو مانشستر.
يتمتع الفريقان بقوام هو الأكثر تكاملًا وقوة في أوروبا، وبشأن باريس سان جيرمان بالذات، فإنها الفرصة الأخيرة أمام نادي العاصمة الفرنسية لامتلاك خط الهجوم المكون من نيمار ومبابي، مع أنباء رحيل أحدهما المؤكد خلال الموسم المقبل.
بينما يعد الموسم الحالي هو الأخير للأسطورة الأرجنتيني وهداف الفريق كون أجويرو في قلعة السيتيزين، وبالتأكيد سيكون حافزًا إضافيًا لتتويج مشواره الرائع في مانشستر سيتي بالبطولة الأغلى.
مشوار الفريقين
تصدر مان سيتي مجموعته بدوري الأبطال الموسم الحالي، والتي ضمت بورتو وأولمبياكوس ومارسيليا، برصيد 16 نقطة من 5 مرات فوز، وتعادل وحيد، ثم عبر دور الستة عشر على حساب بروسيا مونشنجلادباخ الألماني بالفوز 4/0 في مجموع المباراتين.
وعبر فريق مان سيتي إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بالفوز ذهابًا وإيابًا على بوروسيا دورتموند الألماني أيضًا، ويعد أحد أكثر فرق أوروبا تكاملًا بالموسم الحالي.
ويطمح المدير الفني للسيتيزين بيب جوارديولا في تحقيق لقب أوروبي غائب عنه منذ تركه لملعب كامب نو، وهو هدف أيضًا لإدارة النادي التي تنفق بسخاء شديد.
بينما تصدر باريس سان جيرمان مجموعته، التي ضمت لايبزيج ومانشستر يونايتد وأسطنبول باشاك شهير، بفارق الأهداف أمام لايبزيج الألماني، بالانتصار في 4 مواجهات والسقوط مرتين.
وفي دور الستة عشر حقق باريس الفوز الرائع على برشلونة بخماسية مقابل هدفين في مجموع المباراتين، وشهدت المباراتين وصول كتيبة ماوريسيو بوتشيتينو لأفضل أداء جماعي لها الموسم الحالي.
وفي دور الثمانية، نجح فريق باريس سان جيرمان، خلال الموسم الحالي من بطولة دوري أبطال أوروبا في الثأر من سقوطه العالم الماضي بنهائي البطولة ضد بايرن ميونخ، وعبر رفاق كيليان مبابي الخصم المرعب بالفوز ذهابًا 3/2 والسقوط على ملعبهم بهدف نظيف.
يقدم فريق باريس الأداء الأفضل هجومًا، فريق شرس للغاية، تحت القيادة الفنية للداهية الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، الذي أجاد استغلال قوة الفريق.
ويبقى الملعب أخيرًا هو الفيصل في الحلم القطري والطموح الإماراتي للسيطرة على أهم جائزة أوروبية للأندية، وأغلاها، بعد أن استكمل كل منهما صفوفه وعدّل مساره بالمواسم الماضي، وكلا الفريقين تحت قيادة فنية مميزة.
