“كلاسيكو النفط” يشعل الصراع في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا

“كلاسيكو النفط” يشعل الصراع في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا

لا صوت يعلو على صوت المال، المال الخليجي وفوائض دولارات النفط، التي تدفقت على الأندية الأوروبية، وتقترب من تحقيق حلمها بمعانقة المجد واقتناص لقب أقوى مسابقة للفرق على الإطلاق، دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي.

وصل فريقا باريس سان جيرمان، المملوك لقطر، وفريق مانشستر سيتي، المملوك للشيخ منصور بن زايد، شقيق حاكم الإمارات، إلى نصف نهائي المسابقة الأوروبية، في سعي الإدارتين الحثيث نحو التتويج باللقب العنيد، في لقاء يمكن أن يسمى "كلاسيكو النفط"، أموال عربية على ملاعب أوروبا.

وطوال السنوات الماضية، أنفقت كلا الإدارتين مئات الملايين من الدولارات على بناء فرق تستطيع الفوز في المعترك الأوروبي، لكن -وللمفارقة- فشل كلاهما في ترجمة النجاح المحلي بإنجلترا وفرنسا إلى إنجاز مواز بالقارة الأوروبية، وظلت الفرق الكبرى ريال مدريد وبايرن ميونخ وليفربول، هي صاحبة اليد العليا أوروبيًا، كما كان الحال دائمًا.

مان سيتي.. الدراهم دواء

في عام 2008، وقف نادي مانشستر سيتي العريق على حافة الانهيار مع الأزمة السياسية التي ضربت المالك السابق تاكسين شيناواترا، لتتدخل مجموعة أبو ظبي للاستثمار، وتشتري النادي الإنجليزي.

منذ ذلك الوقت لا يكاد ناد إنجليزي يتفوق على مان سيتي من حيث جملة الإنفاق على اللاعبين والرواتب والمديرين الفنيين، كان أول مدربيهم سيفين جوران إريكسون، مرورًا بروبيرتو مانشيني، وأخيرًا العملاق الإسباني جوارديولا.

دائمًا تجذب دراهم الإمارات أغلى المدربين وأكثر اللاعبين تكلفة.

بدا المشروع واعدًا بشدة في لحظاته الأولى، بعد أقل من 3 سنوات على الأزم، في موسم 2011، حقق مانشستر سيتي الدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب 44 عامًا، ونجح النادي في أن يكون منافسًا دائمًا وقويًا على لقب البريميرليج، الدوري الأقوى في العالم.

ورغم النجاح المحلي الهائل، في ظل المنافسة المستعرة بإنجلترا، إلا أن النادي فشل بشكل دراماتيكي في الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا، رغم جلب بيب جوارديولا تحديدًا من أجل هذا الهدف.

لكن في الموسم الحالي تحديدًا، يبدو التتويج أقرب من أي وقت مضى، مع نسخة بائسة من ريال مدريد، وصعود بفضل القرعة الكريمة من تشيلسي، ووجود منافس واحد قوي بالدوري نصف النهائي، هو باريس سان جيرمان، يبدو طريق مان سيتي نحو ذات الأذنين ممكنًا، وقريبًا أيضًا.

باريس سان جيرمان.. المال القطري يشتري الجن والملائكة

دائمًا ما عُرفت باريس، أجمل مدن الأرض، بأنها مدينة الجن والملائكة، المكان الأكثر إثارة وروعة على الكوكب، معقل الثقافة وصنعة الإنسان الأرقى، التي أجبرت جنرالات الحرب العالمية الثانية على تسليمها مرتين دون قتال، إكرامًا وتبجيلًا للفن والجمال.

منذ أن عرفت الأموال القطرية الطريق إلى باريس، تحول النادي الفرنسي إلى قبلة قادرة على جذب أكثر الصفقات جدلًا وإثارة، وستبقى صفقة كسر عقد نيمار دا سيلفا من برشلونة والمقدر تكلفتها بـ 222 مليون يورو هي الأهم منذ مطلع القرن الجديد.

يسيطر باريس سان جيرمان على بطولات فرنسا قاطبة، بلا مجهود يذكر، مع وجود خط هجومي يضم كيليان مبابي ونيمار دا سيلفا، يعجزون أقوى فرق أوروبا عن مجاراتهم، تبقى الأندية الفرنسية عاجزة عن التنافس العادل مع فريق ناصر الخليفي.

خلال الموسم الماضي اقترب باريس من تحقيق لقبه الأوروبي المنشود، لكن بايرن ميونخ الألماني حرمه من ملامسة المجد، وأدى ذلك إلى سلسلة تغييرات ضربت القيادة الفنية للفريق، والإطاحة بتوماس توخيل، وتعيين الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو.

أخيرًا تمكن بوتشيتينو من وضع يده على مفاتيح قوة العملاق الباريسي، وتمكن من رد الضربة إلى بايرن ميونخ وإقصائه من دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، والوصول لنصف النهائي.

تبقى خطوتان على مشوار بوتشيتينو، في ظل خروج مؤكد بنهاية الموسم الجاري لكيليان مبابي أو نيمار، وربما كلاهما، وبالتالي ستكون الفرصة الأخيرة للتمتع بهذا الفريق الأكثر تكاملًا في أوروبا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com