غيرت الأشهر الـ 18 الماضية حياة لاعب خط الوسط الإسباني بيدري، ففي 18 أغسطس 2019، ظهر لأول مرة مع فريق الدرجة الثانية لاس بالماس عن عمر يناهز 16 عامًا فقط، ويوم الخميس الماضي، مثل منتخب بلاده لأول مرة على مستوى الكبار.
جذب مستوى بيدري المفاجئ في لاس بالماس، انتباه كشاف فريق برشلونة على الفور، وتحركوا سريعًا قبل إغلاق فترة الانتقالات، وحصلوا على توقيع اللاعب الشاب، وأعاره على الفور إلى ناديه الأصلي، وكانت بداية الصعود النيزكي للاعب يصنع لنفسه اسمًا لامعا بالفعل.
اللاعب الشاب هو الأحدث في سلسلة من لاعبي الوسط المتميزين الذين خرجوا من جزر الكناري، موطن ديفيد سيلفا وخوان كارلوس فاليرون وبيدرو.
فهو متعدد الاستخدامات بما يكفي للعب في القناة الداخلية أو على أي من الجناحين ، سرعان ما ترك بيدري الموهوب تأثيرًا عندما تم تجنيده في فريق برشلونة وهو الآن الخيار الأول تحت قيادة المدرب رونالد كومان.
بالتعاون مع ليو ميسي دائم الخضرة ، والذي يستمر في تقديم المساعدة لبرشلونة ، فإن رغبة بيدري في الحصول على الكرة وقدرته على توزيعها وتنظيم الهجوم جعلته ترسًا رئيسيًا في خطط المدرب الهولندي.
أرقامه هذا الموسم تعكس ذلك، لقد سجل ثلاثة أهداف وسجل ستة تمريرات حاسمة في 42 مباراة خاضها في الموسم حتى الآن، أكثر من أي لاعب آخر تحت سن 22 عامًا في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا.
ومن بين تلك المباريات الـ 42 ، كانت آخر 29 مباراة متتالية ، وهو أعلى مستوى للنادي في الموسم الحالي.
ولم يكن الأمر مفاجئًا لأي شخص ، إذن ، عندما استدعى لويس إنريكي مدرب إسبانيا بيدري لبدء انطلاق التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2022 المقرر إقامته في قطر.
فكانت شخصيته وقدرته الواعدة القوية من الصفات التي لم يستطع إنريكي تجاهلها ، حيث أكمل الشاب صعودًا مذهلاً قاده من كأس العالم تحت 17 سنة في البرازيل إلى منتخب تحت 21 عامًا وإلى المنتخب الوطني بكامل طاقته.
وعلى الرغم من أن ظهوره الأول الكامل أمام اليونان يوم الخميس الماضي انتهت المباراة بالتعادل المخيب للآمال 1-1 ، إلا أن بيدري أظهر أنه في الجانب الإسباني للبقاء. مع كفاح فريقه لتحطيم الدفاع اليوناني ، لم يتردد مدرب إسبانيا في إبعاد الكناري الشاب عن مقاعد البدلاء ودخول المعركة. على الرغم من أن بيدري ، الذي يبلغ من العمر 19 عامًا في نوفمبر ، لم يتمكن من قلب المباراة لصالح فريقه ، إلا أن إنريكي كان سعيدًا بمساهمته:
وقال مدرب إسبانيا، " لقد راقبوا بيدري رجلاً لرجل ولم يكن محظوظًا. كان عليه أن يذهب ويبحث عن الكرة ، مما جعل الأمور صعبة عليه".
ومن المؤكد أن الشاب سيحضر مكانه في التشكيلة الأساسية ضد جورجيا غدًا الأحد أو كوسوفو يوم الأربعاء المقبل. كلما حدث ذلك ، ستكون قدرة بيدري على الكرة وموهبته في لعب التمريرة القاتلة أمرًا حيويًا بالنسبة لإسبانيا ، التي يأمل أن يلعب دورًا ملهمًا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة UEFA وعلى الطريق إلى قطر 2022.
يقول خورخي جونزاليس، مدرب الشباب، " يمكنك أن تقول من أول جلسة تدريبية أنه كان من الأفضل. أخبرونا أنه كان هناك هذا الطفل الموهوب حقًا الذي كان سينول اعجابنا وهذا ما حدث. كان بيدري شيئًا مميزًا ".
بينما علق بيبي ميل، المدرب الذي قدم له أول ظهور له في لاس بالماس، قائلًا، "شاهدنا فريق الشباب عندما جئنا إلى هنا وكان شعورنا أنه إذا كان بإمكانه فعل الشيء نفسه في الفريق الأول ، فيمكنه تحديد حقبة. إنه يعبر عن نفسه بالكرة ، ويعرف أين يجب أن يكون ، وكيف يضع نفسه ، ويبقي الامور بسيطة ويساعد جميع زملائه في الفريق على رفع مستوى لعبهم ".
"لم يفاجئني أحد أكثر منه. إنه في الجانب لأنه يستحق أن يكون. يلعب في مواقع مختلفة ، اعتمادًا على الخصم والتكتيكات. لديه الكثير ليقدمه لأنه ، أولا وقبل كل شيء ، لاعب ذكي ".
رأي لويس إنريكي، مدرب منتخب إسبانيا
"أكثر ما يعجبني فيه هو أنه هادئ ، ولديه الكثير ليساهم في الهجوم كما في الدفاع."
ليونيل ميسي:
"لقد قدم لي بعض النصائح القيمة حقًا حول كيفية الاستمرار في التركيز وكيفية اللعب في المساحات بين الدفاع وخط الوسط."
وتحدث بيدري عن طموحاته مع المنتخب الوطني، قائلًا، "هذا استدعائي الأول، أحتاج إلى الاستمتاع بها وأبذل قصارى جهدي حتى أتمكن من العودة مرة أخري.
وأضاف، " الشيء الأكثر أهمية هو أن آخذ الأمور بجد ومواجهة التحدي. في الملعب ، أريد أن أكون مجرد لاعب آخر لأنك إذا فعلت ما تستمتع به وتستمتع به ، ستتحسن الأمور بشكل أفضل. أنا ممتن لكومان لأنني لن أكون هنا بدونه ".
وفي المرة الأولى التي رآه فيها كومان: "سحبني جانبًا ذات يوم وقال إنه لا يعرف الكثير عني ، وأنه بالكاد رآني ألعب وأنني سأحتاج إلى أن أظهر له المزيد مما يمكنني القيام به في التدريب. لقد حفزني ذلك ".
هل هو انيستا القادم؟
شاهد بيدري وهو يعمل ويذكر أندريس إنييستا ، أحد أعظم اللاعبين الذين أنجبتهم إسبانيا على الإطلاق. كما أن ظهوره المفاجئ على الساحة يذكرنا بعودة إنييستا في 2004/05.
بيدري سعيد للغاية بحيث لا يمكن مقارنته بلاعبه المفضل: "لم أفوت أي مباراة عندما كان إنييستا يلعب وشاهدت جميع مقاطع الفيديو الخاصة به على اليوتيوب . وأعجبت به كشخص داخل الملعب وخارجه. لقد كان قدوتي وقد حاولت تقليده ".
بيبي ميل ، الذي أعطى الشاب بدايته الاحترافية ، يرى أيضًا التشابه بينهما: "بيدري يشبه إلى حد كبير إنييستا. لديه فهم كبير للمساحات ، سواء كان ذلك يسمح للاعبي الدفاع بالتقدم أو خلق ميزة عددية في مناطق خط الوسط".
يرى مشجعو أسبانيا أن بيدري هو الرجل الذي يمكنه إعادة إسبانيا إلى القمة مرة أخرى وربما لعب الدور الذي لعبه إنييستا في تلك الحقبة الذهبية في 2008-12.
