وفي حياته، أمضى دييجو مارادونا مسيرته المتألقة محاطاً باللاعبين الذين يحاولون إخراج الكرة منه.
والآن في حالة الوفاة، يتم التعامل مع ممتلكاته البالغة 75 مليون جنيه إسترليني من قبل ما يصل إلى 10 أولاد، وعاشقه سابقه ورجل ضرائب إيطالي- كل منهم يهدف إلى الحصول على نصيب من الملايين.
بالأمس، بدأت لعبة الميراث بحركة شنيعة مثل أي من نجوم الأرجنتين على أرض الملعب، وبعد 48 ساعة فقط من دفنه، طالب مراهق يدعي أنه نجل مارادونا غير الشرعي باستخراج الجثة.
ويريد سانتياجو لارا، 19 عامًا، استخراج جثة حتى يمكن إجراء اختبار الحمض النووي لأسطورة كرة القدم الذي توفي بنوبة قلبية وهو في الـ 60 من عمره، وهذا مجرد الافتتاح.
وتضم قائمة ثروة مارادونا روشيو أوليفا، التي خطبت معه لمدة ست سنوات قبل أن ينفصلا في عام 2018، وتقول المحامية الأرجنتينية البارزة آنا روزنفيلد إنها تريد تعويض مالي.
الأطفال الخمسة المؤكدين للبطل بما في ذلك دييجو جونيور، 34 عامًا – المولود للعارضة الإيطالية كريستيانا سيناجرا وأبقوه سرا 29 عامًا- دلما، 33 عامًا، جيانا، 31 ، جانا، 24 ودييجو فرناندو، سبعة، يحق لهم أيضًا جزء من ثروته.
وكشفت روزنفيلد أنه قد تكون هناك مزاعم من جميع نسل مارادونا المزعوم، ومن بينهم سانتياجو لارا وماجالي جيل، 23 عامًا، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين ولدوا لوالدتين منفصلتين في كوبا حيث كان يعالج من مشاكل المخدرات.
وفيما يتعلق بما إذا كان من الممكن الموافقة على طلب سانتياجو لاستخراج الجثة، قالت الخبيرة في قانون الأسرة الآنسة روزنفيلد إن البلاد شهدت حالات أخرى كان من الضروري فيها إخراج جثة لفحص الحمض النووي.
ويقول الخبراء إن حقوق الملكية للفائز بكأس العالم 1986 ستدر الملايين لسنوات قادمة في حقوق الصور والتذكارات ومن خلال الاستثمارات المربحة التي حققها النجم في جميع أنحاء العالم.
مع بدء البحث لتعقب أصوله، يظهر أيضًا أن جزءًا من ثروة مارادونا قد يذهب إلى الحكومة الإيطالية في فاتورة ضريبية متنازع عليها بملايين الجنيهات الاسترلينية أثناء اللعب مع نابولي في الثمانينيات.
وحارب اللاعب الفاتورة لعقود، لكن في عام 2013، قضت محكمة في روما بأنه مدين بـ 36 مليون جنيه إسترليني من عام 1985 حتى عام 1990، بما في ذلك رسوم الفائدة والغرامات.
وشكك محامي مارادونا الإيطالي منذ فترة طويلة أنجيلو بيسانو في مقدار الأموال التي تركها مارادونا بالفعل- مدعيا أن النجم لم يدفع له قط وعاش من صدقة المعجبين، حتى أنه تناول الطعام في المطاعم مجانًا.
وقال بيسانو: "لم يكسب الكثير كلاعب.. ولم يكن مهتمًا بالمال – استغل الكثير من الناس ذلك ".
وزعم بيساني أن مارادونا كان سيُبرأ أخيرًا من التهرب الضريبي في جلسة استماع بالمحكمة العام المقبل، مضيفًا: "لم يُعامل أي مجرم، حتى المافيا، بهذا السوء".
وتوفي الرجل الذي اكتسب سمعة سيئة في إنجلترا بسبب هدفه في يد الله عام 1986 ميتًا في منزل استأجره خارج بوينس آيرس.
وكان مارادونا يتعافى من الجراحة بعد إصابته بجلطة دموية في دماغه وخرج من المستشفى في 11 نوفمبر.
ويقول أصدقاؤه إنه لم يستخدم الكوكايين لسنوات بعد عقود من سوء المعاملة، لكن من المفهوم أنه استبدل هذه العادة بإدمان جديد على الكحول والمخدرات.
كما كان يعاني من مشاكل في الحركة، ناجمة عن إصابات كرة القدم، مما جعله يكافح لمغادرة المنزل في أيامه الأخيرة.
من المفهوم أن أصوله تشمل خمسة عقارات على الأقل في بوينس آيرس، ويضم جراج سيارات مثل رولز رويس الشبح و بي إم دبليو اي 8 .
وكان لديه عقد طويل مع شركة الملابس الرياضية بوما ويتعامل مع شركتي ألعاب الفيديو Konami و EA Sports مما يسمح لهما باستخدام اسمه.
ويقال إنه لا يزال لديه مصالح تجارية مختلفة في إيطاليا، واستثمارات في كوبا ومدارس كرة القدم في الصين.
ونشأ الرجل الذي كسب الملايين في حالة يرثى لها، بالكاد قادر على القراءة أو الكتابة، في بلدة الصفيح في فيلا فيوريتو في ضواحي بوينس آيرس.
لكن حياته أصبحت قصة نجاح كلاسيكية من الخرق إلى الثروات بعد أن ظهر لأول مرة في فريق بوكا جونيورز في دوري الدرجة الأولى وهو في سن 15 عامًا فقط، وقاد الأرجنتين إلى المجد في كأس العالم عام 1986.
بعد تقاعده كلاعب بعد فترات في برشلونة ونابولي وإشبيلية، أدار مارادونا الأرجنتين قبل أن ينضم إلى فريق دورادوس المكسيكي في كولياكان، حصن كارتل سينالوا للمخدرات الذي ظهر في سلسلة ناركوس نيتفليكس.
وفي هذه الأثناء، المرأة الرئيسية الوحيدة في حياته التي لا يمكنها الانضمام إلى قائمة انتظار الميراث هي دلما ووالدة جيانا كلوديا فيلافان، 58 عامًا، والتي كانت متزوجة منه لمدة 19 عامًا، ولكنه طلقها في عام 2004.
