عمرو فهمي.. صدمة الرحيل وفرصة الفاسدين

عمرو فهمي.. صدمة الرحيل وفرصة الفاسدين

رحل المصري عمرو مصطفى فهمي، أحد أبرز الوجوه المصرية التي طبعت الكرة الإفريقية وساهمت في إدارتها وتطويرها، من خلال موقعه كسكرتير عام للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، خلال السنوات القليلة الماضية، وأبى أن يترك موقعه سوى بحرب شعواء أعلنها على رئيس الكاف، ليسجل حضورًا قويًا، حتى في لحظة وفاة مأساوية لشاب لم يتجاوز الـ 37 عامًا.

فـ من هو عمرو فهمي، ضحية مؤامرات الكاف السوداء.

البداية لن تكون يوم مولده، أو توليه وظيفته المرموقة في الكاف، بل منتصف شهر إبريل 2019، حين أعلن عمرو فهمي الحرب على الفساد داخل الاتحاد الإفريقي، وراسل مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بشأن تصرفات مالية تندرج تحت وصف الفساد المؤسسي الممنهج، وراعي هذا الفساد الأول والأبرز كان رئيس الاتحاد الإفريقي أحمد أحمد.

وقال فهمي في مخاطباته للفيفا، إن أحمد أحمد أمر بدفع 20 ألف دولار لحسابات خاصة برؤساء اتحادي كاب فيردي وتنزانيا، الأمر الذي يعد مخالف للقواعد حيث يجب إرسال الأموال إلى حسابات الاتحادات الأهلية، ودفع 400 ألف دولار من أموال كاف لشراء سيارات في مصر ومدغشقر، كما اتهمه بالتحرش بـ أربع موظفات في مقر "الكاف" بمصر.

تحرك رئيس "كاف" على الفوز، وحرض على إقالة عمرو فهمي، وبدأ حملة علاقات عامة مدفوعة الأجر، يتهم فيها الشاب المصري بالفساد، وإدارة عقود الاتحاد الإفريقي لحسابه، ومحاباة ناديه "الأهلي المصري"، وهي اتهامات لم تجد أذانًا صاغية، فالفساد في "كاف" لا يحتاج دليلًا على سوء إدارة أحمد أحمد، ومن قبله عيسى حياتو، فالجميع يرى ويلمس يوميًا كيف تمنح حقوق البث وشرف تنظيم البطولات، وغيرها.

ونشر الليبيري موسى بيليي، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي، المستقيل من منصبه، تقريرًا دعم اتهامات عمرو فهمي، بالفساد داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

وأبرز التقرير أن كاف رفض عرض شركة بوما الألمانية، الخاصة بإنتاج الأدوات والملابس الرياضية، بإمداد بطولة كأس الأمم للمحليين الماضية بمعدات قيمتها إلى 312 ألف يورو، في المقابل وافق مسؤولي كاف على عرض من شركة تاكتيكال ستيل الفرنسية، لتوريد نفس المعدات مقابل 1.2 مليون دولار.

كما كشف التقرير تحويل مسؤولي كاف 20 ألف دولار، مباشرة لرئيس اتحاد كاب فيردي، مما أدى إلى اندلاع الخلاف بين أحمد أحمد، وعمرو فهمي السكرتير العام للاتحاد الإفريقي.

الراحل عمرو فهمي أعلن، فور قيام رئيس الكاف بإقالته، عن دخوله الانتخابات المقبلة على رئاسة الاتحاد الإفريقي، وهي خطوة هائلة، كانت ستضمن لمصر وللدول العربية الإفريقية المقعد الأهم بالاتحاد القاري، في ظل خبرة فهمي الكبيرة بالدول الإفريقية، وقدرته على التعامل مع مسؤولي الكرة الإفريقية وأصحاب القرار بها.

فداحة الخسارة تتضمن أيضًا أن المنصب الرفيع بالاتحاد، والذي كان يشغله عمرو فهمي، ذهب إلى المغربي معاذ حجي، أحد أبرز حلفاء أحمد أحمد، ما يهدد بالمزيد من الترصد للمنتخب والأندية المصرية من قبل مسؤولي "كاف".

وإلى لحظة البداية نعود، الراحل عمرو فهمي سليل أسرة مصرية رياضية عريقة، فجده المهندس مراد فهمي كان لاعبًا سابقًا في الأهلي، وتولى منصب مدير الكرة كما أصبح عضوًا بمجلس إدارة النادي الأحمر، وسبق له تولى منصب السكرتير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الأول.

وعن إنجازات الحياة، قصيرة المدة عميقة الأثر، فقد حصل فهمي على وسام الاستحقاق من "فيفا"، ليصبح المصري الوحيد الذي يتوج بالوسام الأعلى من اتحاد الكرة العالمي، كما تشهد مناصبه في الاتحادين الدولي والإفريقي على شخصية بارعة، وإداري كفؤ، كان محل ثقة وإجماع على مواهبه وقدراته.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com