ودع بايرن ميونخ بطولته الكبيرة، دوري أبطال أوروبا، أمام العملاق الفرنسي باريس سان جيرمان بهامة مرفوعة، وكذلك تأهل باريس كبطل أبهر الجميع بأداء راقي ومميز، في إحدى أروع ليالي دوري الأبطال.
فوز بايرن ميونخ على معقل باريس سان جيرمان بحديقة الأمراء بهدف نظيف، لم يكن كافيًا للتأهل لدور نصف النهائي، لكنه يكفي بالتأكيد للوداع من الباب الملكي، بالتعادل في مجموع اللقائين 3/3، وأعاد العملاق البافاري الكثير جدًا من الثقة المفقودة في مباراة الذهاب.
بداية، فإن المباراة كانت أفضل مباريات الموسم الحالي من دوري أبطال أوروبا، قدم الفريقان فيها كل فنون كرة القدم، وكان باريس أقرب للتسجيل قبل أن يبادر تشوبو موتينج مهاجم بايرن ميونخ بضربة رأسية أصابت شباك العملاق كيلور نافاس، وفي الشوط الثاني حاول الفريقان أيضًا الوصول لهدف يقتل الخصم، لكن الصافرة حرمت المتابعين من وجبة فنية كروية دسمة، واستحقت المتابعة.
بكثير من الواقعية والأمل، دخل المدير الفني الألماني هانز فليك مباراة الإياب، ليعوض مغامرته ذهابًا والتي جعلت من مباراة اليوم غاية في الصعوبة، كون العملاق الألماني كان مطالبًا بالفوز 2/0 إن أراد التأهل، وفي لحظات كثيرة خلال المباراة كان بايرن قريبًا جدًا من الحلم الكبير.
اعتمد فليك على تشوبو موتينج أيضًا كأفضل مهاجمي فريقه في غياب الهداف روبرت ليفاندوفسكي، ومن خلفه الثلاثي الرائع، توماس مولر بالوسط، وكينجسلي كومان وليرويي ساني على الأطراف، وفي السوط الدفاعي وضع ديفيد ألابا وجوشوا كيميتش للتقليل من انطلاقات الثنائي المزعج كيليان مبابي ونيمار.
في ظل تألق لاعبي الفريقين، وامتلاكهما هجومًا رائعًا، كانت المباراة الخاصة في إياب دور الثمانية بين حارسي الفريقين، مانويل نوير وكيلور نافاس، والأول لم يظهر في مباراة الذهاب بالشكل الأمثل، ويتحمل مسؤولية هدف مبابي الأول، على الأقل.
لكن في مباراة باريس، عاد الحارس الألماني إلى ثوب التألق، وذاد عن مرماه ببسالة، ونجح في الخروج أمام أحد أقوى خطوط الهجوم في أوروبا بشباك نظيفة.
واستمر نافاس في ربح رهان ثقة ماوريسيو بوتشيتينو، وحرم بايرن في عدة لقطات من تسجيل هدف التأهل، وقدم مباراة كبيرة أخرى بعد مباراة الذهاب.
لم يذهب ماوريسيو بوتشيتينو، مدرب باريس سان جيرمان، إلى النهاية وراء النشوة بنتيجة الذهاب، كان يدرك إنه سيلاقي بطل القارة، فتعامل بواقعية شديدة، ورفض المغامرة، وخلق فريقه العديد من فرص التهديف المحققة، وتصدى نوير والقائمين والعارضة لكرات نيمار، سيئ الحظ اليوم.
دخل بوتشيتينو المباراة ليلعب على ما يعرف أنه يضمنه، فقد كان بايرن ميونخ يحتاج للفوز بفارق هدفين، أو نتيجة أكبر من مباراة الذهاب 3/2، وبالتالي كان على الألمان أن يندفعوا هجومًا إن أرادوا التأهل.
وضع بوتشيتينو مبابي في الأمام، ومن خلفه نيمار، ودخل بجناحين أيضًا مثل مباراة الذهاب، أنخيل دي ماريا وجوليان دراكسلر، للحيلولة دون اندفاع لاعبو وسط البافاري لدعم الهجوم دائمًا، واستغلال المساحات الواسعة لتسجيل هدف، كان قريبًا من التحقق.
لكن غياب ماركينيوس، قائد دفاع باريس سان جيرمان ترك ثغرة واضحة في الخط الخلفي للفرنسيين، ولولا سوء الحظ الذي لازم الألمان في فرصهم الكثيرة، لدفع بوتشيتينو ثمنًا غاليًا لغياب أفضل مدافعيه.
سدد لاعبو بايرن ميونخ الكرة نحو مرمى باريس 14 مرة، وهو رقم كبير في مباراة كبيرة، 5 مرات بين القائمين والعارضة، وسجلوا هدفًا واحدًا، بينما جاءت 7 كرات بعيدة عن المرمى، وتكفل دفاع باريس بالتصدي لكرتين.
وسدد لاعبو باريس الكرة 10 مرات فقط، 3 كرات بين القائمين والعارضة، و6 أخطأت مرمى نوير، وتسديدة واحدة ابعدها دفاع البافاري.
وجاء الاستحواذ لصالح بايرن ميونخ، بنسبة 54% مقابل 46% لباريس سان جيرمان، الذي كان مثل الذهاب يلعب على الهجمات المرتدة السريعة.
وانتجت إستراتيجية بوتشيتينو أخطر فرصتين في اللقاء، لصالح البرازيلي نيمار، الأولى ردها القائم والثانية ارتطمت بعارضة نوير، قبل دقائق من خطف تشوبو موتينج هدف اللقاء الوحيد بالدقيقة 40 من زمن المباراة.
وأنقذ مانويل نوير وكيلور نافاس مرماهما من 3 و4 فرص خطرة للخصوم على الترتيب.
