إلا أن المباراة كان لها رأي مخالف؛ حيث أظهرت نجمًا آخر لم يكن متوقعًا على حساب نيمار ومبابي وروبرت ليفاندوفسكي، وهو صاحب الهدف الفائز بالمباراة "الملك كينجسلي كومان".
الرجل الذي فاز بلقب الدوري في جميع المواسم الثمانية كلاعب في الفريق الأول، سجّل برأسه الهدف الوحيد لبايرن ليبقى اللاعب "الباريسي" الوحيد الذي يحتفل في لشبونة، قال: "هذا شعور غير عادي، أشعر بفرح كبير، لكنني أشعر بالحزن أيضًا لباريس، إنه يؤلمني قليلاً على الرغم من أنني 100% بايرن".
وبداية، كان اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا مفاجأة أمام باريس سان جيرمان، حيث حلّ محل إيفان بيريسيتش في الجناح الأيسر وهو التغيير الوحيد الذي أدخله هانسي فليك على التشكيلة الأساسية لدوري أبطال أوروبا منذ استئناف كرة القدم.
وقال أوين هارجريفز، لاعب وسط بايرن ميونيخ السابق على قناة بي.تي سبورت الرياضية، "إنهم يطلقون عليه لقب الملك في ملعب التدريب وكان فعلا الملك اليوم."
ولمس كومان الكرة 38 مرة فقط لكنه تسبب في الكثير من المشاكل لظهير باريس سان جيرمان ثيلو كيرر مع تمريرة الكرة الذكية بين أرجل الظهير التي كانت أبرز مآثره في الشوط الأول.
ولكن لحظته الحاسمة أتت بعد الاستراحة حيث أصبح خامس لاعب فرنسي يسجل في نهائي دوري أبطال أوروبا، وأول من يفعل ذلك ضد فريق فرنسي.
وحصل على متوسط تقييم 8.09 من قراء موقع بي بي سي سبورت؛ حيث سجل هدفه الثامن في حملة تعطلت وتضررت بسبب الإصابة.
وقال فليك: "ربما خرج أخيرًا من ظل فرانك ريبيري وآريين روبن هذا الموسم، يتمتع كينجسلي بموهبة مذهلة وقد أظهر الليلة أنه يمكنه أيضًا تسجيل الأهداف".
سيرج جنابري، الذي لعب في الجناح المقابل، قال: "لقد ساعدنا كثيرًا، لقد دخل ووجدنا أنه سيكون صعبًا على الخصم، بالنسبة له أن يسجل هذا الهدف بعد أن خرج من المباراتين مصابًا والعودة إلى الفريق كان أمرًا لا يصدق".
وكان هناك تناسق في مسيرة كومان؛ حيث جاءت أعظم لحظاته ضد النادي الذي نشأ يدعمه والذي لا يزال أصغر لاعب في الفريق الأول "16 عامًا، ثمانية أشهر، أربعة أيام".
وفاز بلقبين في دوري الدرجة الأولى الفرنسي مع مجموع 39 دقيقة على أرض الملعب – وخاض مباراتين بديلين مع باريس سان جيرمان خلال موسمي 2012-13 و2013-14.
ومن هناك انتقل إلى يوفنتوس، حيث فاز بلقب الدوري الإيطالي 2015-16، لعب مباراة واحدة في الدوري في الموسم التالي (ليست كافية للحصول على ميدالية) قبل الانتقال إلى بايرن؛ حيث فاز بخمسة ألقاب متتالية في الدوري الألماني.
كما يمتلك أيضًا "ثنائية" ألماني و"ثلاثية" و"ثنائية" إيطالي في خزانة تذكاراته، للتكرار، ويبلغ من العمر 24 عامًا فقط، وقال هارجريفز: "وجد هانسي فليك جميع القرارات الصحيحة في اللحظة الحاسمة واليوم كان هذا القرار كينجسلي كومان".
حتى أن توماس توخيل، رئيس باريس سان جيرمان، اعترف بأن القرار فاجأه.
وقال المدرب الألماني: "كان لدينا تغييران في أذهاننا [الذي قد يقوم به بايرن] لكن كان مفاجأة بعض الشيء [أن بدأ بكومان]، بيريسيتش قدم أداءً جيدًا في المباريات الأخيرة".
وقال ريو فرديناند، خبير بي تي سبورتس: "كان كينجسلي كومان قرارًا كبيرًا، حيث أخرجه للعب في مثل يوم كهذا، وكان رائعًا".
كانت هذه هي اللحظة الأخيرة في سلسلة طويلة من القرارات الذكية التي اتخذها فليك، الذي استقال من مساعد مدير بايرن ليحل محل نيكو كوفاتش الذي أقيل كمسؤول مؤقت في نوفمبر.
وقال كريس ساتون، مهاجم بلاكبيرن روفرز السابق، ومحلل راديو بي بي سي 5 على الهواء مباشرة: "يا له من تحول حققه رجل لهذا النادي، فليك مدرب سابق في الدوري الأدنى ومساعد مدرب منتخب ألمانيا بالكاد كان معروفًا خارج وطنه عندما تولى قيادة النادي الأكثر شهرة في ألمانيا.
وكان بايرن قد خسر للتو 5-1 أمام أينتراخت فرانكفورت وجلسوا في المركز الرابع في الجدول.
بدأ بايرن في الفوز تحت قيادته، لذلك تم تمديد عهده المؤقت، عندما استمروا في الفوز، تم تمديده مرة أخرى، وعندما لم يتمكنوا من التوقف عن الفوز، حصل على الوظيفة بشكل دائم، استمروا في الفوز.
ومن بين 36 مباراة خاضها في تدريب الفريق، فاز بايرن بـ 33 مباراة، وفاز في آخر 21 مباراة، وهو ما جعله يفوز بالدوري الألماني (بفارق 13 نقطة) ونهائي كأس ألمانيا والآن دوري أبطال أوروبا.
وقال ساتون: "إنه شيء ضخم بالنسبة لهانسي فليك، المهمة التي قام بها – هناك حجة أنه لم يكن متوقعًا حتى أن يفوز بالدوري الألماني من المركز الذي تولى منه المنصب وفاز بدوري أبطال أوروبا، وتنظر إلى الموسم المقبل، كيف يمكن لهانسي فليك تحسين هذا؟ لقد كان مذهلاً، الطريقة التي دخل بها وحول النادي".
وقال كريس وادل، المحلل في بي بي سي، الذي خسر نهائي كأس أوروبا 1991 مع مرسيليا: "عليك أن تمنح بايرن كل الفضل الذي سيحصل عليه، وسيحصل على الكثير، لقد غيروا المدرب وفليك يعرف اللاعبين من الداخل، يبدو الأمر كما لو كان صديقًا لهم. هذه إدارة حديثة.
وأضاف: "لديهم الكثير من اللاعبين الكبار الذين يمكنهم التعامل مع المناسبات الكبيرة، إنه فريق ذو غرور كبيرة ولكن لديهم أخلاقيات العمل، والرغبة".
وقال هارجريفز، الذي كان جزءًا من فريق بايرن الفائز بدوري أبطال أوروبا عام 2001: "هذا أحد أعظم فرق البايرن على الإطلاق، لقد حول فليك هذا الفريق إلى آلة مطلقة، الجميع في ألمانيا مذهول، كرة القدم أذهلت الجميع".
وأضاف: "في العام الماضي تفوق ليفربول عليهم واعتقدنا أنها كانت نهاية حقبة والآن هي بداية حقبة، لا يزال ليروي ساني سينضم إلى هذا الفريق".
