الجفاف.. عنوان مشروع أنطونيو كونتي في إنتر ميلان

الجفاف.. عنوان مشروع أنطونيو كونتي في إنتر ميلان

لا يملك إنتر ميلان رفاهية الإنكفاء أمام سطوة يوفنتوس، وسيطرته الخانقة على الكرة الإيطالية.. لا يملك النيراتزوري الاستمرار في درب الضياع، والبوصلة المختلة التي لا تعرف للبطولات عنوانًا، لم ينقذ النادي الإيطالي العريق قدوم أنطونيو كونتي وإنفاق مئات الملايين من الدولارات على جلب مجموعة من أفضل اللاعبين، من إنجلترا خصوصًا، ليكون الجفاف هو اللافتة الأبرز التي ثبتها وجود كونتي مع الإنتر.

موسم جديد تهل مبارياته، ولا يزال إنتر بعيدًا عن القائمة المكتملة، والصفقات التي تستطيع استكمال النقص وسد الثغرات، والأهم: البداية القوية اللائقة بفريق يسعى لمقارعة اليوفي، سيد الدوري الإيطالي منذ تسعة أعوام.

إنتر ميلان، مع أنطونيو كونتي، فقد الثقة في قدرته على تحقيق لقب الدوري الإيطالي "الكالتشيو"، في ظل تساقط المنافسين، وبالنهاية توّج المدرب العجوز ماوريسيو ساري ببطولة وحيدة في يوفنتوس، بفارق نقطة وحيدة عن إنتر كونتي.

لا يتوقف عشاق النيراتزوي عن الحلم بموسم 2010، موسم الثلاثية تحت قيادة الاستثنائي جوزيه مورينيو، هو الموسم الذي توقف فيه تاريخ إنتر ميلان، ولا يبدو في الأفق ثمة تغيير بالموسم المقبل، لعدة أسباب، سنحاول رصدها عبر "واتس كورة".

لا بريق لا نجوم

يفتقد إنتر ميلان البريق، أو الهيبة، التيمة المميزة للبطل، عنوان المجد وحصان البطولات السريع، في الثلث الأخير من الموسم الماضي فقد إنتر توازنه، وخسر العديد من النقاط أمام فريق أقل منه كثيرًا، مباراة ساسولو على سبيل المثال، التي فقد كونتي نقاطها، كانت لتتوج الفريق باللقب، بعد انتظار 8 سنوات، ورغم تقدم الفريق، ووجود خط هجوم ناري، فقد كونتي نقطتين فيها، وفشل في الحفاظ على تقدمه.

الفريق الإيطالي العريق لا يجتذب نجوم الصف الأول، رغم الإمكانيات المادية الهائلة، وصفقاته التي تتركز على الدوري الإنجليزي تمر عبر فترة تدريب كونتي في البريميرليج، ما يجعله صالحًا لدور المدير الرياضي لا الفني، توزيع الأدوار أفقد إنتر الكثير من قوته وقدرته.

ومع أنباء رحيل ميسي عن برشلونة، والشائعات التي ربطت إنتر ميلان بجذب الأرجنتيني إلى الدوري الإيطالي، مثلما فعل منافسه يوفنتوس مع كريستيانو رونالدو، وتوافر الأموال والخزائن الصينية المستعدة للإنفاق، فإن إنتر كان أول الأندية المستبعدة من لائحة الوجهات المتوقعة للبرغوث، لا أضواء هنا تغازل ميسي للمغامرة.

فلسفة المال الكاذبة

بالتأكيد في عصر الكرة الحديثة، يضمن المال انتقاء أفضل العناصر للفرق الراغية في التتويج، لكنه لا يضمن البطولات وحده، المال عنصر ضمن مجموعة عناصر أخرى، إدارتها الكفؤة تصنع ما يمكن وصفه بـ "خلطة التفوق".

باريس سان جيرمان هو المثال الأوفى والشاهد الأرقى على خيبة المال في ترجمة الأحلام إلى درجات حقيقية لمنصات البطولات، رغم إنفاق ما يقرب من مليار ومئتي مليون يورو، فشل العملاق الفرنسي في استنساخ نجاحه بالدوري الفرنسي إلى دوري أبطال أوروبا، ونجحت إدارة بايرن ميونخ في تعبيد طريق المجد نحو معانقة المجد الأوروبي.

استطاعت إدارة الإنتر خلال الميركاتو الشتوي الماضي جلب أحد نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز، كريستيان إيركسن، نجم توتنهام هوتسبير، قبل 6 شهور فقط من إتاحته للانتقال المجاني، ودفعت الملايين للسبيرز للتخلي عن اللاعب، وكانت النتيجة فوق خيبة الأرقام، أداء ضعيف للغاية من اللاعب، لا يرقي لأي متابع للعملاق الإيطالي المتخبط، وكأن النيراتزوري اشترى ظلًا من إنجلترا.

ميركاتو باهت جدًا

رغم إنفاق إنتر ميلان الهائل، خلال الميركاتو الصيفي الماضي، لم ينجح الفريق في استثمار صفقاته بالشكل الأمثل، وكان فقدان نجم وحيد من تشكيلة كونتي يسبب تراجعًا مروعًا في الأداء والنتائج، لدرجة خروج الفريق صفر اليدين بلا بطولات من الموسم بأكمله.

وجهة غير مفضلة

فضل النجم التشيلى أرتورو فيدال، لاعب وسط فريق برشلونة، العودة إلى الدوري الإيطالي، خلال الصيف الحالى، ولكنه يرغب في الانضمام إلى ناديه السابق يوفنتوس، على إنتر ميلان، الذى يحاول الحصول على خدمات منذ حوالى أكثر من عام،

وقال فيدال، نجم فريق برشلونة، إنه يفضل العودة إلى يوفنتوس، من أجل العمل تحت قيادة زميله السابق أندريا بيرلو، الذى تولى تدريب فريق اليوفى.

فيدال كان أحد رغبات المدير الفني أنطونيو كونتي، ورغم خروجه من حسابات المدير الفني الجديد رونالد كومان، إلا أنه رفض الذهاب إلى إنتر في النهاية.

مشوار كونتي

حلّ كونتي في صيف العام الماضي، 2019، على رأس الإدارة الفنية لإنتر ميلان، خلفاً للمدرب لوسيانو سباليتي، بعد قضائه عامًا بعيدًا عن التدريب عقب رحيله عن نادي تشيلسي الإنجليزي.

ومنذ التعاقد معه، حاولت الإدارة توفير كل طلبات المدرب الإيطالي، الطامح لقيادة النيراتزوري إلى منصات التتويج مرة أخرى، بعد 8 سنوات من الخفوت وسيطرة يوفنتوس على لقب الدوري الإيطالي.

وخاض إنتر ميلان موسم انتقالات صيفي هائل، قبل بداية الموسم الماضي، بضم 10 أسماء من العيار الثقيل، ويأتي على رأس الصفقات، النجم البلجيكي روميلو لوكاكو، لاعب مانشستر يونايتد السابق، وكلف خزينة الإنتر 65 مليون يورو، بالإضافة إلى فالانتينو لازارو لاعب هيرتا برلين، بتكلفة 22 مليون يورو، وماتيو بوليتانو، لاعب ساسولو بتكلفة 20 مليون يورو، والتشيلي أليكسيس سانشيز.

واستكملت الإدارة الصفقات التي تأجلت من الصيف، خلال الميركاتو الشتوي الماضي، وأهمها اللاعب كريستيان إريكسن، نجم توتنهام، وأشلي يونج لاعب مانشستر يونايتد، وفيكتور موسيس، لاعب تشيلسي.

واحتل إنتر وصافة الدوري الإيطالي "الكالتشيو"، بالموسم المنقضي، وفشل في وقف سيطرة يوفنتوس الذي توج باللقب للموسم التاسع على التوالي، كما ودع بطولة كأس إيطاليا، وأخيرًا أضاع فرصة الحصول على لقبه الأوروبي الأول منذ 2010.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com