بينما كان أرسنال يكدح للفوز على رابيد فيينا في المباراة الافتتاحية للدوري الأوروبي الليلة الماضية، قدم مسعود أوزيل تعليقه الخاص على تويتر. استمتع مشجعو أرسنال الذين يتابعون المباراة على وسائل التواصل الاجتماعي بالمشهد السريالي للاعب الأكثر ربحًا في النادي وهو يقدم تحليلاً دقيقة بدقيقة من مقاعد المتفرجين.
كان هذا هو الأسبوع الذي بدا فيه أن مصير أوزيل في أرسنال قد انتهى، بعد استبعاده من تشكيلة الدوري الأوروبي، ثم شطب اسمه من تشكيلة الدوري الإنجليزي الممتاز.
منذ تلك اللحظة، تحدث كل من اللاعب ومدير أرسنال ميكيل أرتيتا علنًا عن الموقف، وصرح أوزيل بأنه يشعر بخيبة أمل شديدة لاستبعاده ، قبل أن يكرر أرتيتا بأن ضميره هادئ جدًا فيما يتعلق بلاعب الوسط.
الخلاف بين اللاعب والمدير الفنى طرح عدد من الأسئلة لدى كثير من المتابعين للنادى حول الآثار القانونية لما حدث، وهل خالف أي منهما شروط عقده؟ وكم من المال قد يوفره النادي بتركه؟ وكيف يجد الطرفان حلا مرضيا للجميع؟
حاول موقع أتلتيك بمساعدة بعض الخبراء في قانون الرياضة، تقديم بعض الإجابات عن تلك الأسئلة.
هل يفي أرسنال وأوزيل بالتزاماتهما التعاقدية تجاه بعضهما البعض؟
نعم في أي عقد مع لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، يلتزم النادي بتزويد اللاعب بوسائل الراحة ومنها توفير مكان للتدريب، وعلاجه وما إلى ذلك، وهو يفعله أرسنال، غير أن النادي غير ملزم باختيار أوزيل للعب أو تسجيله في المنافسة.
أما أوزيل فيواصل التدريب بانتظام مع الفريق الأول، ويقضى وقتًا أطول في صالة الألعاب الرياضية من أجل الحفاظ على لياقته البدنية في ظل غيابه عن المنافسة.
هل تشكل أي من تصريحات أوزيل العامة خرقًا للعقد؟
حسب رأى عدد من المحامين الرياضيين لموقع صحيفة أتلتيك، فإنه.من غير المرجح أن تشكل تصريحات أوزيل اختراقا للعقد، فقد عبر اللاعب عن رأيه فى مواقف عدة مثما اتخذ موقفًا علنيًا ضد اضطهاد مسلمي الإيغور في الصين، ولم يدعمه أرسنال في ذلك.
كما تصدر أوزيل، عناوين الصحف، عندما قدم الدعم المالي لجيري كوي، الذي تم تسريحه من عمله كتميمة الديناصورات في النادي Gunnersaurus، وهو ما تسبب في إحراج كبير لأرسنال، ورغم ذلك لا تعتبر تصريحاته خرقا للعقد المبرم بين الطرفين.
هل يمكن لأي من الطرفين إنهاء العقد من جانب واحد؟
لا، لا يمكن لأى منهما انهاء العقد من بدون اتفاق، فإذا تعرض اللاعب للفصل فسيكون من حقه المطالبة التعاقدية وسيكون أرسنال مطالب بدفع قيمة التعاقد كاملة باعتبار ذلك يشكل خرقا للعقد، وقد يؤدى إلى رفع أوزيل دعوى وسيتم الحكم له بقيمة العقد المذكور وربما تعويضات أكثر.
في الوقت الحالي، يفضل أوزيل البقاء حتى نهاية عقده للحصول على القيمة المتبقية التى لم تقنعه بالمغادرة، خاصة مع تمسك كلا الطرفين بمواقفهما، الأمر الذى سُيجبر إدارة أرسنال على دفع قيمة مالية أكبر بكثير مما يدينون به حاليًا للألماني الدولي السابق؛ لتغيير رأيه.
بشكل رسمى لم يتم تقديم أي تعويض من النادي للاعب لفسخ العقد، رغم المحادثات التى جمعت ممثلي أوزيل بمديري أرسنال التنفيذيين قبل بدء هذا الموسم، والتى لم تسفر عن شئ.
هناك مادة في لوائح الفيفا FIFA بشأن حالة اللاعبين ونقلهم (RSTP) تسمح للاعبين بإنهاء العقود لسبب رياضي فقط، تنص المادة 15 على ما يلي: "المحترف الذي يظهر خلال الموسم في أقل من 10% من المباريات الرسمية التي شارك فيها ناديه، يمكنه إنهاء عقده قبل نهايته، ولا يجوز للمحترف إنهاء عقده إلا على هذا الأساس في غضون 15 يومًا بعد آخر مباراة رسمية من موسم النادي الذي تم تسجيله فيه.
هل يوفر أرسنال أي أموال بعدم تسجيل اللاعب في المنافسة؟
نعم كما هو الحال مع معظم عقود اللاعبين، فإن نسبة ما يصنعه أوزيل مرتبطة بالأداء، فإذا تم استبعاده من الفريق الأول، فلن يحصل على أي مكافآت فوز. وحسب علم موقع أتليتيك، فإن إغفال اللاعب المستمر يمكن أن يوفر لأرسنال نحو 35000 جنيه إسترليني فى كل مباراة.
هل لدى أوزيل قضية للفصل التعسفي؟
ربما ، لكن يبدو أنه من غير المحتمل أن يحاول اللاعب السير في هذا الطريق، فمن الثابت بموجب القانون الإنجليزي؛ أن واجب الثقة سيكون ضمنيًا في جميع عقود العمل.
وحسب القانون لا يحق للنادى فصل أى لاعب بدون أسباب معقولة ومناسبة، وبطريقة محسوبة، فقد يتسببب الفصل فى أضرارًا جسيمة بعلاقة الثقة بين الأندية واللاعبين، كما سيحق اللاعب المطالبة بتعويضات عن المدة المتبقية من عقده.
ويبدو أن إصرار أرتيتا على أن حذف أوزيل يستند فقط إلى الجدارة الرياضية، وفى المقابل يقدم أوزيل دعم كبير لزملائه في الفريق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يدل على أنه لا يوجد أى طرف ينتهك الثقة.
حالات الفصل التعسفي نادرة جدًا في الرياضة، لكنها تحدث. في عام 2009، أيدت محكمة تحكيم لمديري الدوري الإنجليزي الممتاز مطالبة كيفن كيجان بالفصل التعسفي ضد نيوكاسل.
ومع ذلك ، فمن غير المرجح أن يُنظر أوزيل إليه على أنه خيار جذاب بسبب المحافطر الكبيرة التى قد يتعرض لها اللاعب
يوضح ديفيد هانت، الشريك في شركة قانونية: أن لجوء اللاعب للتحكيم للحصول على حقوقه قد يستغرق وقتًا، مما يعني أن اللاعب قد ترك في طي النسيان مع عدم معرفة ما إذا كان يتمتع بحرية الانضمام إلى ناد آخر.
وتابع: إذا وقع اللاعب لناد جديد أثناء استمرار التحكيم فسيؤثر ذلك على قيمة مطالبته، مضيفا، وإذا تم تأييد مطالبة اللاعب بفصله بشكل بناء، فسيكون لديه مطالبة بالتعويض عن الأضرار ضد ناديه السابق عن الأرباح المفقودة فيما يتعلق بالمدة المتبقية من العقد.
العامل الآخر الذي يجب ملاحظته فيما يتعلق بإدعاء الفصل التعسفي نفسه هو أن أصحاب العمل سيكون لديهم دفاع إذا تمكنوا من إثبات وجود سبب "معقول ومناسب" للإجراءات التي يتم الشكوى بشأنها.
ماذا بعد؟
يبقى السيناريو الأكثر ترجيحًا هو بقاء أوزيل حتى نهاية عقده الصيف المقبل – ربما من دون اللعب مع النادي مرة أخرى، مما يعني أن ظهوره الأخير كان أثناء الفوز 1-0 على وست هام يونايتد في 7 مارس، آخر مباراة لأرسنال، قبل بدء انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 الذى تسبب فى وقف المباريات.
ومن المثير للاهتمام، أننا الآن على بعد شهرين فقط من السماح للاعب البالغ من العمر 32 عامًا بالتوقيع والإعلان عن انتقاله إلى نادٍ آخر خارج المملكة المتحدة.
ربما يكون هذا هو الجزء الأول من الخاتمة التي ننتظرها في هذه الملحمة طويلة الأمد.
