بهدفين لهدف، وبأداء جيد في خضم أسبوع صعب، انتزع زين الدين زيدان انتصار ثالث لريال مدريد على حساب ضيفه برشلونة الإسباني، على التوالي، واقتنص قمة جدول ترتيب الدوري الإسباني، في ليلة تاريخية لعشاق الميرينيجي.
أثبت الفرنسي زين الدين زيدان أنه رجل المواجهات الكبرى، بعد 3 أيام فقط من انتصاره العريض على ليفربول بثلاثية مقابل هدف، في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، دخل مباراة برشلونة محرومًا من خط دفاعه الأساسي، ومتخليًا عن المصاب دائمًا إيدين هازارد، لكنه نجح في تقزيم لاعبي برشلونة، وانتزاع أهم فوز للفريق الملكي في الموسم الحالي.
بالشكل التقليدي، وبدون بدائل تمامًا، دخل زيدان إلى الكلاسيكو بالطريقة ذاتها التي يفضلها، بطريقة 4-3-3، بالاعتماد على كريم بنزيما كمهاجم وحيد، وجناحيه فينيسيوس جونيور وفيديريكو فالفيردي، وثلاثي الوسط الرائع مودريتش وتوني كروس وكاسيميرو، وفي خط الدفاع وضع تشكيلته الاضطرارية المكونة من الرباعي: ميندي وناتشو وميليتاو وفاسكيز.
منذ بداية المباراة وضح ابتعاد زيدان عن فرض الرقابة المباشرة على مكمن خطورة برشلونة، ليونيل ميسي، لكن البرغوث كان محاصرًا طوال الوقت بفريق يتحرك ككتلة واحدة دفاعًا وهجومًا، وأغلق لاعبو الملكي جميع منافذ التمرير أو المرور أمامه طوال الـ 90 دقيقة.
وخلال الدقائق الأولى من المباراة كان الصراع على منطقة الوسط عنيفًا بين لاعبي الفريقين، بفعل الكثافة العالية، لكن الميرينجي تحرك هجوميًا في 15 دقيقة فقط، ليسجل هدفين، عن طريق بنزيما بالدقيقة 13 من صناعة المتألق فاسكيز، و28 عن طريق تسديدة من توني كروس.
ووضح بين هدفي الريال قلة الخيارات أمام لاعبي برشلونة، في ظل الضغط العالي لخط وسط ريال مدريد، ونال بيدري وأراخو إنذارين متتاليين، بالدقيقتين 23 و26.
وبعدها عاد لاعبو مدريد لإغلاق الطريق إلى مرماهم عقب نجاح البداية النارية للفريق الملكي أمام برشلونة، وتركوا لهم الكرة ليستحوذوا دون صراع، تمامًا كما كان سيناريو انتصارهم على ليفربول.
بينما جاء تعامل رونالد كومان مع المباراة بطيئاً للغاية، خاصة في النصف ساعة الأولى، والتي شهدت تحقيق لاعبو الملكي كل ما أرادوه من المباراة، فلم يتدخل للتغيير أو لتعديل طريقة اللعب، واستمر مع لاعبيه في صراع وهمي على الكرة في نصف الملعب طوال المباراة.
حين انتهت نصف الساعة الأولى، كان الكلاسيكو فعليًا قد انتهى، بعض الفرص لبرشلونة، أجاد دفاع ريال التعامل معها، سوى لقطة هدف مينجوزا بالدقيقة 60، ولجأ زيدان إلى منح تعليماته لتوني كروس وبنزيما بالتسديد على مرمى تير شتيجن في الشوط الثاني كثيرًا.
بينما جاءت تغييرات زيدان متوافقة مع خطته، تهدف لإراحة لاعبيه الأساسيين قبل مباراته النارية مع ليفربول في أنفيلد، جاءت تغييرات كومان متأخرة للغاية، ولجوئه للهجوم بغية إنقاذ أي نقطة من المباراة أتى في ظل تفوق ريال مدريد الساحق دفاعيًا، ولم يؤد أي غرض لفريقه.
اللافت في المباراة، أن كومان دخلها بعقلية انتصاراته أمام الفرق الإسبانية الصغيرة، عقب تحقيقه 6 انتصارات متتالية في الليجا، بينما كان زيدان يخشى من برشلونة وأسلحته الهجومية الخطرة طوال الوقت، فانتصر، تمامًا كما فعل أمام يورجن كلوب قبل أيام.
لم يظهر ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم 6 مرات على مسرح الكلاسيكو نهائيًا، حضر فقط شبح ذلك اللاعب الذي كان مرعبًا لريال مدريد سابقًا.
خلال المباراة استكمل ميسي 5 مراوغات ناجحة فقط، وحاول مرة واحدة على المرمى، وصنع فرصة يتيمة حملت الخطورة على مرمى تيبو كورتوا، لم يسجل أي هدف، ولم يترك بصمة في مناسبة لطالما شهدت توهجه.
سدد لاعبو ريال مدريد 10 مرات على مرمى مارك أندريه تير شتيجن، 6 تسديدات جاءت بين القائمين والعارضة، بينما سدد نجوم برشلونة 8 كرات، نصفها كان من نصيب المتوهج تيبو كورتوا، الذي يثبت يومًا بعد الآخر أنه أحد أهم عناصر نجاح الملكي، وأنقذ كورتوا مرماه من 3 فرص محققة، بينما أبعد تير شتيجن كرة واحدة فقط.
جاء الاستحواذ لمصلحة برشلونة بالكامل، عقب تخلي لاعبي ريال عن صراع وسط الملعب في أعقاب التقدم بهدفين نظيفين، وجاءت النسبة 69% لبرشلونة مقابل 31% فقط لريال مدريد.
