قصة الحكام الأجانب في السعودية من الرشوة إلى صافرات الجماهير

قصة الحكام الأجانب في السعودية من الرشوة إلى صافرات الجماهير

"زامر الحي لا يطرب" هذا المثل ينطبق على حكام كرة القدم السعوديين الذين غابوا عن المستطيل الأخضر في دوري الامير محمد بن سلمان للمحترفين لتحل محلهم الصافرة الاجنبية وأصبح دورهم قاصرا علي دوري الدرجة الأولي و الثانية و دوري المناطق.

الحكام الأجانب اصبحوا المسيطرين في دوري الامير محمد بن سلمان للمحترفين وان كانت تكلفتهم المادية تتجاوز 14 مليون دولار سنويا فضلا عن أن وجودهم يهدد بحرمان السعوديين من شارة التحكيم الدولية وبالتالي القضاء على الجيل الجديد من الحكام الشباب في المملكة.

تنص قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " علي ان المستوى الأول للحكام يجب أن يتضمن 7 حكام ساحة و 9 مساعدين حاصلين علي الشارة الدولية وهو ما لا يتوفر حاليا في غياب الحكام السعوديين عن إدارة الدوري السعودي مما يعني حرمان الحكام السعوديين من الحصول علي الشارة الدولية.

الغريب أن ذلك يحدث في الوقت الذي يتواجد فيه حكام سعوديون في كل الرياضات الاخرى يشاركون في البطولات الدولية ويحظون بتقدير عالمي حيث يشارك احمد حسن آل حسن في البطولات الدولية لكرة السلة وفي المبارزة هناك تركي العنزي و خالد صدقة و تركي المطيرى وفي الكاراتيه فيصل دغيدي و عثمان الحكمي و علي الشهري وعمر الرشيد وعمر المطر.

وفي التايكوندو توجد قائمة طويلة تشمل نايف الغامدي و حمود المطرفي و خالد الشمراني و فتح الدين فوزي و مجاشع علوي وبالخير باتيس.

اما رياضة الريشة الطائرة فهي قصة أخري حيث توجد اثنتان من الحكمات هن هنون السدحان و ربي اللحيدان إلي جانب الحكام محمد باسودان و امجد هوساوي وأحمد المحيشن و محمد القحطاني و محمد العامري و عبد العزيز عامر.

في المقابل يغيب حكام كرة القدم السعوديون عن البطولات الدولية حتي انه في كأس خليجي 24 لم يشارك اي حكم سعودي كما أنه في كأس الأمم الآسيوية الأخير لم يشارك الا حكمين سعوديين بسبب تراجع تصنيف الحكام السعوديين نتيجة إسناد مباريات الدوري الممتاز لحكام اجانب.

قصة الحكام الأجانب في الدوري السعودي ترجع إلي عام 2005 عندما خضع اتحاد كرة القدم السعودي لضغوط رؤساء الأندية الذين طالبوا بإسناد المباريات ذات الحساسية الجماهيرية إلي حكام اجانب.

بدأت ظاهرة استقدام اطقم تحكيم أجنبية علي استحياء عندما كانت الأندية تتحمل التكلفة حتي أصبحت موضة وانتشر الحكام الأجانب في كل مباريات الدوري السعودي.

استشعر اتحاد كرة القدم السعودي الحرج فقرر الا يزيد عدد المباريات التي يطلب فيها اي ناد حكام اجانب عن 8 مباريات وكانت تلك بداية عودة الثقة في الحكام السعوديين.

وحصل العديد من الحكام السعوديين علي الشارة الدولية منهم تركي الخضير و خالد الطريس و محمد الهويش و شكري الحنفوش و سلطان الحربي و ياسر السلطان.

غير أنه حدثت كارثة كانت فارقة في تاريخ التحكيم السعودي عندما تم إسناد نهائي كأس الملك للحكم الدولي السعودي فهد المرداسي ولكن صبيحة النهائي صدر بيان رسمي باستبعاده من إدارة المباراة وتحويله إلى المباحث الإدارية بتهمة الرشوة.
أثبتت التحقيقات ان المرداسي طلب علي الواتساب من حمد الصنيع رئيس نادي الإتحاد رشوة لحسم اللقب لصالحه واعترف المرداسي وتم إيقافه مدي الحياة.

ولامتصاص الغضب الجماهيري قررت الهيئة العامة للرياضة إلغاء القيود على استقدام الحكام الأجانب وان تتحمل الهيئة العامة للرياضة التكاليف.

لم يقتصر تأثير هذه الحادثة علي المستوي المحلي بل امتد ايضا إلي المستوي الدولي حيث قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " استبعاد الحكام السعوديين الثلاثة الذين كانوا مرشحين للمشاركة فى كأس العالم في روسيا وهم المرداسي و محمد العكيري وعبد الله الشلوي وتقرر استبدالهم بحكمين من الإمارات هما محمد عبدالله وحسن المهرى إلي جانب الياباني هيروشي باموسي.

تسيد الحكام الأجانب إدارة مباريات الدوري السعودي حتي وصل الأمر إلي الاستعانة بحكام من 70 جنسية في الدوري السعودي.

فكر الاتحاد السعودي لكرة القدم في التعاقد مع 20 حكما أجنبيا وان يقيموا بشكل دائم في المملكة لكن الفكرة فشلت لسببين أولهما رفض الحكام الأجانب الإقامة الدائمة في السعودية والثاني الخوف من تسلل الوسطاء إليهم وتكرار قصة الرشوة.

توافد علي المملكة حكام من كل قارات العالم أغلبهم من أوروبا وخاصة الجانب الشرقي منها إلي جانب حكام من دول الخليج و مصر والدول الآسيوية.

كان من أشهر الحكام الذين أداروا مباريات في الدوري السعودي الجامبي باكاري جاسوما والتركي كوينت شاكير والالماني توبياس فيلر والسويسري فيداي سان و الروماني اوفيدو هاتيجان.

لم يقتصر الأمر على ذلك بل تولي الانجليزي هاورد بيب عام 2015 منصب مدير دائرة التحكيم السعودي وخلفه الانجليزي مارك كاتنبيرج الذي تدرج في عمله مع لجنة الحكام السعودية حتي أصبح رئيسا لها.

جاء ايضا الحكم الدولي الإيطالي الشهير بيير لو يجي كولينا رئيس لجنة الحكام في الفيفا ليتولي الإشراف علي لجنة الحكام السعودية حتي وصل الإسباني فرناندو ترسياكو رئيس لجنة الحكام السعودية الحالي.

يتقاضي الحكم الأجنبي في المباراة الواحدة 7 آلاف دولار إلى جانب 3.5 الف دولار لكل من المساعدين في حين يحصل حكم الفيديو المساعد غلي 2800 دولار وذلك يعادل 5 أضعاف ما يحصل عليه الحكم الانجليزي وضعفي ما يحصل عليه الألماني والايطالي.

يبحث ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عن حلول لهذه المشكلة التي تستنزف موارد الاتحاد والأندية خاصة بعد انطلاق صافرات الاستهجان من الجماهير علي الحكام الأجانب الذين لا يرقي بعضهم لمستوي الدوري السعودي.

من بين الحلول التي طرحها الاتحاد السعودي لكرة القدم السماح لكل فريق ب 10 طواقم تحكيم أجنبية في الدوري مع تكليف حكام اجانب بإدارة مباريات كاس خادم الحرمين الشريفين اعتبارا من دور ال 16 وان يتولي اجانب مسؤولية الفيديو المساعد " var" في حالة تولي حكام سعوديين إدارة اي مباراة.

سمح الاتحاد السعودي لكرة القدم للأندية التي تستنفذ حصتها من الحكام الأجانب باستدعاء صافرة أجنبية مع تحمل التكاليف.

في نفس الوقت عمد الاتحاد السعودي لكرة القدم إلي تنظيم دورات تدريبية مكثفة داخليا وخارجيا للحكام السعوديين ورفع مكافأة إدارة المباريات لهم بنسبة 100%.

خطوات جادة يقوم بها الاتحاد السعودي لكرة القدم لعودة الحكام السعوديين إلي الملاعب و لكن يتبقي رد فعل الجماهير و رؤساء الأندية الذين يصرون على الصافرة الاجنبية لان "زامر الحي لا يطرب".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com