ساري… الفشل المغلف بأضواء الكذب

ساري… الفشل المغلف بأضواء الكذب

طوّر النازي جوزيف جوبلز، أسطورة الدعاية في فترة الرايخ الألماني إستراتيجية أكذب وأكذب وأكذب، حتى يصدقك الناس.. ورغم نهاية النازية كحقبة تاريخية سوداء، إلا أن أفكار وزير الدعاية الإبداعية صارت عنوانًا لعصر طويل من سيطرة الإعلام على العقول، في السياسة كما الرياضة، الوعي يُصنع جاهزًا مقولبًا، والأتباع خلفه يلهجون بالحمد والشكر.

لكن المأساة الحقيقة تبدأ حين يستولي فاشل على أدوات تمكنه من التأثير في مساحات واسعة من الجمهور، خاصة جمهور الرياضة، من تحركه العواطف فقط، الحب وليس العقل، هنا تبدأ الكارثة، فيكذب حتى يصدق نفسه.

ماوريسيو ساري، مدرب نابولي وتشيلسي ويوفنتوس السابق، ينتمي للصنف الأخير من مستخدمي وعشاق الدعاية، مدرب لامع، تتخاطفه أكبر أندية أوروبا، في اثنين من أقوى دورياتها، ومع أهم فرقها وأكثرها شعبية، لكنه في الحقيقة طبل ضخم أجوف، وحين تحين ساعة الحقيقة لم تجده الجماهير شيئاً، وتتسرب الآمال إلى صحراء الوهم والنسيان.

مسيرة فارغة من أي، وكل إنجاز، بطولتين طوال تاريخ المدرب العجوز، الأولى مع بطل إنجلترا، تشيلسي، متوجًا بالدوري الأوروبي، البطولة القارية الأضعف، طوال موسم كان الأكثر سوداوية على عشاق البلوز، ثم بطولة واحدة مع يوفنتوس، بأسوأ رقم في تاريخ فوزه بالدوري الإيطالي.

فلسفة ساري، التي فشل نجوم بحجم هازارد وكريستيانو رونالدو في هضمها واستيعابها، ما هي، وأين تقع بالضبط في كرة القدم الحديثة، والإجابة الحقيقية ستكون في حجم الأزمات التي خلفها ساري في كل مكان درّب فيه.

يعتمد ساري على إستراتيجية تدوير الكرة بين لاعبيه، لخلق فرص على المرمى، ليس استحواذًا بالمعنى الذي يفضله جوارديولا مع البارسا والسيتي، وليس اللعب بالفريق ككتلة واحدة كما يفعل زيدان مع ريال مدريد، لكنه فقط الاستحواذ بدون الانتقال إلى ما بعده.

وككل خطة في كرة القدم، يترك الاستحواذ مساحات شاسعة في خط دفاع الفريق، الأمر الذي أصاب يوفنتوس بالعطب في مختلف مراحل الدوري الإيطالي بالموسم المنقضي، كل فريق كان يملك قائدًا بخطه الأمامي، سواء ميلان أو نابولي، كان قادرًا على التهديف وهز شباك يوفنتوس، والحصول على أسهل 3 نقاط في موسمه.

تاريخ ساري في التدريب لا يوحي بأي نجاح لاسلوبه او فلسفته الكروية حيث انه لم يحقق بطولات علي الإطلاق مع نابولي الإيطالي، وأقصى ما حققه هو المركز الثاني بعد يوفنتوس.

وعندما تم الترويج غير مبرر لكرة ساري وأسلوبه وفلسفته انجذب إليه فريق كبير مثل تشيلسي وتصارعوا مع نابولي للتوقيع معه.

والمفاجأة الكبرى أن ساري استلم فريق كبير مثل تشيلسي وسجله من الفوز بالبطولات كان صفرا، وفي نهاية موسم 2019 لعب تشيلسي نهائي الدوري الأوروبي ضد آرسنال وفاز بكأس الدوري الأوروبي وكانت هذه أول بطولة يفوز بها ساري  في حياته المهنية صاحب الفلسفة المروج لها بقوة في كل أوروبا.

ووقع يوفنتوس في الفخ وانجذب إلى ساري، ومن حسن حظ تشيلسي نجحت المفاوضات وانزاح ساري من تشيلسي بكل كرته التي لا طائل منها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com