إدارة الأزمة وأزمة الإدارة.. سقوط كريستيان إيركسن يكشف مأساة الرياضة العربية

إدارة الأزمة وأزمة الإدارة.. سقوط كريستيان إيركسن يكشف مأساة الرياضة العربية

لم يستغرق الوقت بين سقوط لاعب منتخب الدنمارك كريستيان إيركسن وخروجه إلى المستشفى، الكثير من الوقت، لكنها كانت لحظات كاشفة، مضى الزمن فيها بشكل بطيء حتى يلقي الضوء على فوارق مذهلة، لا تزال تقف منتصبة بين الملاعب العربية ونظيرتها الأوربية.

كل أزمات الكرة العربية، وكل المدى الذي تبتعد فيه عن العالمية والاحتراف يمكن ببساطة رؤيته مع أي تفصيلة، كانت تترى عبر الشاشات محملة بالدلائل واضحة، قاطعة، على الخيبة الكبرى التي تدعى من باب السخرية "منافسات رياضية عربية".

استعان الجهاز الطبي لمنتخب الدنمارك بجهاز الإنعاش القلبي الرئوي، فور تأكد إصابة اللاعب بأزمة قلبية، وهو إجراء طبي لإنقاذ الحياة يتم إعطاؤه لشخص يعاني من سكتة قلبية، يساعد على ضخ الدم في جميع أنحاء جسم الشخص عندما لا يستطيع قلبه ذلك.

والسؤال الذي يتبادر للذهن بسرعة، هل يتوافر في أي ملعب عربي، بأي دوري مما يطلق عليهم دوريات المحترفين جهاز الإنعاش القلبي الرئوي؟

النجم المصري المعتزل محمد أبو تريكة كان أول من لمس الوتر الحساس لأزمة سقوط كريستيان إيركسن، مع استعادته لذكرى أليمة، وهي وفاة النجم المصري محمد عبد الوهاب خلال تدريب فريقه.

بالطبع لم يكن هناك جهازًا طبيًا متوافرًا لإنقاذ حياة اللاعب.

ومن تابع النادي الأهلي في تلك الفترة، يتذكر أن اللاعب نفسه، قد سقط قبلها في مباراة بين الأهلي والزمالك، ولم يسترع السقوط أيضًا دق جرس إذار ما، قبل الكارثة.

هذه فقط واحدة من فصول المأساة العربية.

إدارة الأزمة

فور سقوط إيركسن على أرض الملعب، وصل إليه قائد فريقه سيمون كاير ليطلب الطاقم الطبي، في اللحظة ذاتها اجتمع لاعبو الدنمارك حول زميلهم، وشكلوا درعًا بشريًا على مسافة كافية لمنح الأطباء مساحة ما للعمل، ما ينم عن تدريب أو وعي سليم بالإجراءات الطبية.

بالطبع لا يمكن مقارنة تصرف الدنماركيين بأي حالة شبيهة في ملعب عربي، الجميع فجأة يحاول أن يلتصق بالمصاب، ولا يترك أصلا فسحة للتنفس.

وفي الوقت ذاته، أبعد اللاعبين قدر ما استطاعوا الكاميرات عن زميلهم في لحظات عصيبة، سعيًا لعدم إثارة المزيد من الألم لأسرته.

ليست هناك مفاجأة

التعامل الواعي والسريع، سواء للاتحاد الأوروبي أو للمنتخب الدنماركي، بالإسراع في إصدار بيان يكشف الحالة الصحية للاعب، دون ترك المجال للمهاترات أو الشائعات، كان التصرف الأبرز من الاتحاد القاري.

بداية من وضع المباراة على محك التأجيل فور التأكد من خطورة الحالة، لتمرير إحساس بأن البطولة ملك للجميع ولن تستمر في حالة مأساة إنسانية.

إلى أن تم الاطمئنان على اللاعب وعودة المنتخبين لأداء المباراة وفق ما أقروه من قواعد وافق عليها الاتحاد الأوروبي مباشرة.

الأداء الإعلامي لكل الأطراف التي كانت جزءا من الأزمة نجحت في عبور الأزمة، بالثقة والشفافية، ببساطة ودون تعقيد عبروها.

لم تكن هناك مفاجأة في حادثة مفاجئة بكل مقياس، الإحساس المؤكد أن هناك تدريبات وتوزيع أدوار حاسم بين المسؤولين أو الهيئات، الكل يعرف دوره حال اكتشاف عائق ما، والكل يساعد حتى عبور اللحظة الحرجة بأقل الخسائر.

ونجا لاعب الدنمارك كريستيان إيركسن من توقف مفاجئ لعضلة القلب، خلال اللحظات الأخيرة من الشوط الأول لمباراة فريقه ضد منتخب فنلندا، في افتتاح مشوار المنتخبين ببطولة يورو 2020.

ونجا إيركسن

وكشف الفريق الطبي لمنتخب الدنمارك عن نجاح جهود إنعاش قلب اللاعب، بواسطة جهاز الإنعاش القلبي الرئوي، وهو إجراء طبي لإنقاذ الحياة يتم إعطاؤه لشخص يعاني من سكتة قلبية، يساعد على ضخ الدم في جميع أنحاء جسم الشخص عندما لا يستطيع قلبه ذلك.

وانخرط لاعبو منتخب الدنمارك في حالة بكاء جماعي عقب سقوط زميلهم فجأة، قبل لحظات من نهاية الشوط الأول، خلال المباراة التي تجمع بين الفريقين في مدينة كوبنهاجن.

وعقب إجراء الإسعافات العاجلة للإنعاش القلبي، تم نقل اللاعب البالغ من العمر 29 عامًا إلى خارج الملعب في نقالة متحركة مع أكسجين متصل بفمه، لكنه بدا في حالة من الوعي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com