أستون فيلا.. المجد لا يعود أحيانًا

يواجه نادي أستون فيلا الإنجليزي العريق مأزقًا خطيرًا، في بطولة الدوري الإنجليزي، مع وضوح فشل الصفقات الهائلة التي أبرمها فور صعوده للبريميرليج، وتوقف أحلام مشجعيه عند أمنية البقاء ضمن دوري الكبار في نهاية الموسم، بعد خروجه من كأس الاتحاد الإنجليزي أمام فولهام.

نادي أستون فيلا ليس بالنادي الصغير أو المجهول، فهو فريق عريق وواحد من أهم أندية إنجلترا، وكان الفريق ضمن 12 ناديًا ( أستون فيلا – ولفرهامبتون – ويست بروميتش ألبيون – ستوك سيتى – ديربى كاونتى – نوتس كاونتى – بيرنلى – بلاكبيرن روفرز – بولتون – إيفرتون – بريستون نورث – أكرينجتون ) تنافست في دوري كرة القدم الافتتاحي عام 1888 حيث كان رئيس نادي أستون فيلا وليام ماكجريجور هو صاحب فكرة إنشاء الدوري الإنجليزي.

وتضم قائمة عشاق النادي عددًا من مشاهير بريطانيا والعالم، ويأتي في مقدمتهم الأمير وليام، نجل ولي عهد بريطانيا تشارلز، والثالث في ترتيب تولي العرش الإنجليزي.

يعود تاريخ تأسيس النادي إلى مارس 1874 في برمنجهام بإنجلترا، وشهدت أولى مبارياته واقعة تاريخية لا تُنسى عندما وافق على خوض مواجهة أمام نادي أستون بروك سانت مارى للرجبي وكان من شروط اللقاء موافقة أستون فيلا على لعب الشوط الأول من المباراة بقانون مباريات الرجبي والشوط الثاني من المباراة بقانون كرة القدم، وانتهت المباراة بفوز أستون فيلا 1 – صفر.

في أولى نسخ الدوري الإنجليزي التي أقيمت موسم 1888/1889 احتل فريق أستون فيلا المركز الثاني خلف بريستون نورث بطل الدوري، بينما كانت أول بطولة يتوج بها موسم 1893/1894، كما حصل على ثنائية دوري والكأس موسم 1896/1897، وشارك أستون فيلا في بطولة كأس أوروبا 1982 بعدما تُوج بطلًا لبطولة الدوري الإنجليزي موسم 1980/1981 وفاز باللقب، واستمر النادي حتى القرن العشرين أحد أبطال إنجلترا حتى اشتدت المنافسة بين الأندية إلا أنه حافظ على كيانه كأحد أهم الأندية الإنجليزية.

تغير موقف النادي الإنجليزي وسط الأندية الكبرى خلال العقود الأخيرة، وابتعد عن المنافسة على البطولات سواء كانت محلية أو أوروبية، حتى الموسم الكارثي في 2015/2016 الذي انتهى بهبوطه إلى دوري تشامبيونشيب.

وجاء شراء ناصف ساويرس للنادي بمثابة الإنقاذ، ليعود مرة أخرى لدوري الأضواء.

في 27 مايو الماضي، فاز نادي أستون فيلا العريق بأغلى مباراة كرة قدم في العالم، وبهزيمة ديربي كاونتي، صعد أستون فيلا للبريميرليج، وحصد 170 مليون جنيه إسترليني، استغلها في التعاقد مع 12 صفقة جديدة، بالتوازي مع دعم ملاكه الجدد، رجل الأعمال المصري ناصف ساويرس وشريكه الأميركي ويسلي إيدنز.

وضخت شركة NSWE، المملوكة للثنائي، أموالًا ضخمة، ضمنت له الصعود مجددًا إلى الدوري الإنجليزي، بعد هبوطه في موسم 2015/2016.

النادي الإنجليزي وفور حصوله على بطاقة العودة إلى البريميرليج دعم فريقه بـ12 صفقة بعد أن كان مُهدداً بالإفلاس.

"سنعمل مع رئيس النادي على تعزيز قوة الفريق، وإبرام صفقات جديدة لإعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي". بهذه الكلمات تحدَّث ناصف ساويرس للموقع الرسمي إلى أستون فيلا فور استثماره بالنادي.

وتخطت قيمة الصفقات الجديدة 140 مليون يورو، صنعت أحلامًا وردية لعشاق النادي العريق، صاحب الـ7 بطولات دوري إنجليزي.

لكن الإدارة التي توفرت لها الأموال اللازمة لحل أزمات النادي السابقة، وجلب لاعبين جدد، تقف في منتصف الموسم حائرة، مع سلسلة النتائج السيئة بالدوري الإنجليزي الممتاز.

ويقبع أستون فيلا في المركز الثامن عشر، الثالث من القاع، برصيد 21 نقطة فقط، حققها بالفوز في 6 مباريات فقط، والتعادل في 3، والسقوط 13 مباراة، من 22 مباراة خاضها حتى الآن.

وتلقت شباك أستون فيلا 43 هدفًا، كثاني أسوأ خط دفاع بعد متذيل الترتيب نورويتش سيتي، وسجل 28 هدفًا فقط، بفارق هدف وحيد عن آرسنال، الذي يعاني الآمرين هذا الموسم هو الآخر.

وتعاقد أستون فيلا مع العديد من النجوم المتميزين،  أولهم لاعب وسط مانشستر سيتي دوجلاس لويز في صفقة بقيمة 15 مليون جنيه إسترليني

وتعاقد مع الجناح البرازيلي ويسلي قادماً من صفوف كلوب بروج البلجيكي كأغلى صفقة في تاريخه بلغت 25 مليون يورو.

كما تعاقد الفريق مع لاعب بورنموث تايرون مينجز مقابل 22.30 مليون يورو، ولاعب مانشستر سيتي دوجلاس لويز مقابل 16.80 مليون يورو، ومن صفوف نادي ساوثهامبتون ضمَّ مات تارجت بـ15.60 مليون يورو.

وضم النادي اللاعب الشاب كونسا من صفوف برينتفورد الإنجليزي بـ15.60 مليون يورو، فضلاً عن 12 مليون يورو دفعها إلى نادي كلوب بروج البلجيكي لضم لاعبه ناكامبا، و10 ملايين يورو لشراء المصري محمود حسن "تريزيجيه" من صفوف فريق قاسم باشا التركي.

وفعّل أستون فيلا بند شراء أنور الغازي، الهولندي صاحب الأصول المغربيَّة مقابل 9 ملايين يورو، وضمَّ حارس المرمى توم هيوتن مقابل 8.80 مليون يورو، ودفع 8 ملايين يورو لضم مدافع استاد رميس الفرنسي بيرون إنجيلز.

وتعاقد الفريق مع جوتا لاعب بيرمنجهام مقابل 4.50 مليون يورو، ولاعب وولفرهامبتون مورتني هوس مقابل 3.40 مليون يورو، فيما شهدت صفوفه عودة عدد من اللاعبين بعد انتهاء فترة إعارتهم.

لكن الصفقات والأموال والعشاق لم تضع أستون فيلا على طريق استعادة المجد، الذي كان، بل ولم تضمن حتى مركزًا دافئًا في جدول ترتيب البريميرليج، فهل يصنع الفريق المعجزة ويضمن التواجد في أفضل دوري في العالم الموسم المقبل، أم يعود من حيث أتى بعد موسم واحد كلف خزائنه الكثير من الأموال بلا جدوى.