نادي ليفربول .. 30 عامًا من الإنتظار

نادي ليفربول .. 30 عامًا من الإنتظار

وجد رونى روزنتال نفسه في دائرة إهتمام نادي ليفربول في لمح البصر حيث بدا مسيرته مع ستاندر ليدج البلجيكى وإستمر فترة في الدوريات الأوروبية المتوسطة ليستلم مكالمه تبلغه أن فريق ليفربول الإنجليزى الكبير يرغبون في التعاقد معه.

نجاح رونى روزنتال مع نادي ليفربول

ذهب رونتال للريدز ليمضى فترة معايشه مدتها 10 أيام ولكن على الرغم من توتره في البداية، إلا أنه نجح في نيل إعجاب مدربه كيني دالجليش.

إتضح للجميع حينها أن إذا ما أراد الريدز إكمال المنافسة مع أستون فيلا على لقب الدوري، سيحتاج الفريق إلى ضخ دماء جديدة، لذلك أصبح روزنتال لاعب لليفربول في أخر يوم بفترة الإنتقالات.

تعرض فريق ليفربول حينها للهزيمة من توتنهام وإستقبلت شباكهم هدف من فريق ساوثهامبتون في ملعب الأنفيلد بعد مرور 20 دقيقة فقط من بداية المباراة، لذلك قرر دالجليش إستعمال سلاحه السري. شارك روزنتال في المباراة كبديل ونجح في تغيير الأمور سريعا حيث قلب النتيجة من هزيمة بنتيجة 2-1 لفوز بنتيجة 3-2.

إستمر اللاعب الموهوب في تقديم العروض المميزة مع فريقه بعد أن سجل هاتريك في شباك فريق تشارلتون أثليتك في أول مباراة شارك فيها كأساسي ومن ثم سجل في شباك تشيلسى ونتوتنجهام فوريست ونجح في زيارة شباك أرسنال بالدقيقة 86 من عمر المباراة ليحصد نقطة مهمة للغاية في مشوار تحقيق اللقب.

إقترب ليفربول أخيرا من تحقيق اللقب فهم يحتاجون للفوز بمباراتين فقط من آخر 3 مباريات في الموسم للتتويج بلقب الدورى وكان من ضمنهم مباراة حاسمة أمام فريق كوينز بارك رينجرز.

نجح الكوينز بارك في تسجيل هدف التقدم مبكرا وتصعبت المباراة بشكل كبير على الريدز حتى نجح كلا من إيان راش وجون بارنس في إنقاذ الموقف وإزدادت الأمور روعة بعد أن أدرك مشجعي ليفربول أن فريق نوريتش سيتي قد سجل هدف التعادل في شباك أستون فيلا ليتوج الريدز بطلا للدورى للمرة ال18 في تاريخهم وللمرة ال10 أيضا طوال 15 موسم.

إحتفل الجميع في الملعب بهذا الإنجاز ومن بينهم المدرب دالجليش الذى هزت أصوات ضحكاته الملعب وهو يهنئ مساعديه رونى موران ورى إيفانز ولكن على الرغم من كل ذلك إلا أن روزنتال الذي إنضم حديثا في هذا الموسم لم يحصل على ميداليته الخاصة للفوز ولكن لم يكن هذا السبب الوحيد لشعوره بأن الإحتفال ينقصه شئ.

وصف روزنتال هذه اللحظة قائلا: " مشينا في الملعب ولوحنا للجماهير فرحا بالفوز وقد إحتفلنا أيضا في غرفة الملابس ولكن كانت الفرحة عادية للغاية.

إعتاد هؤلاء اللاعبين والجماهير على الفوز لذلك كانوا سعداء بالفوز للغاية ولكن في نفس الوقت لم يطلقوا فرحتهم لعنان السماء بسبب تعودهم على تحقيق البطولات".

إتفق معه في الرأي المدافع الأسكتلندى السابق للريدز ستيف نيكول والذى توج ببطولة الدورى للمرة الرابعة في هذا الموسم ولكنه وصف هذه اللحظة بشكل مختلف قائلا: " كانت هناك غيامه فوق رؤوسنا تمنعنا من الإحتفال بشكل صاخب، ولكن حدث شئ محزن للغاية قبل هذا التتويج بعام جعلنا في حالة من الحزن".

موسم 1989/1988 لنادي ليفربول

لم يقصد نيكول بخسارتهم للقب في اللحظات الأخيرة في موسم 1989/1988 ولكنه كان يتحدث عن مقتل ال96 مشجح من صفوف الريدز الذين لقوا حتفهم أمام شيفيلد في ملعب الهيلزبروغ ولكن نجح نيوكل وزملاؤه في التتويج بلقب كأس الإتحاد الإنجليزى بعد مرور 5 أسابيع على هذه الحادثة الأليمة.

قال نيكول عن هذه الحادثة: " تغيرت الأمور كثيرا بعد واقعة الهيلزبورو حيث شعرنا جميعا بوجود غيمة من الهموم والأحزان فوق رؤوسنا.

لعبنا بمستوانا الطبيعي حيث كانت هناك مباريات رائعة ومباريات سيئة ولكننا تأثرنا للغاية، فإذا كنا نقدم مستويات فنية جيدة ولكننا تأثرنا عقليا ونفسيا بشكل كبير للغاية."

بدأ الفريق الموسم الجديد بعد إنتهاءهم من الإحتفال باللقب ونجحوا في إفتتاح الموسم بشكل قوى للغاية نظرا لفوزهم ب12 لقاء من أول 13 مباراة في الموسم وتعادلوا لمرة واحدة فقط.

كانت أبرز اللحظات لهذا الموسم هى إكتساحهم لمانشستر يونايتيد في الأنفيلد بنتيجة 4-0 وقد سجل بيتر بيردسلي هاتريك رائع في هذا اللقاء.

لكن مع الوقت بدا موسمهم في الإنهيار شئ فشيئا بعد تعرضهم للهزيمة بنتيجة 3-0 من الأرسنال مما أدى إلى تغيير جدول المسابقة بشكل كبير.

تعرض دالجليش للعديد من الإنتقادات نظرا لضعف الخط الدفاعي وإختيارته للتشكيل واللاعبين وإستعجب الجميع من تعاقد الريدز مع ديفيد سبيدى من كونفيرتى سيتى وجيمى كارتر من فريق ميلواى بالإضافة إلى إستبعاد بريدسلي من التشكيلة الأساسية.

عانى دالجليش من الإرهاق وكان الجميع يعلم بأنه أخبر الإدارة بأنه متعب ويفكر في أن يأخذ راحة نظرا للضغط المتواصل للمباريات بالإضافة الى الصدمة التى تعرض لها بسبب الهيلزبورو.

استقالة دالجيش من تدريب نادي ليفربول

قدم دالجليش إستقالته بعد التعادل مع إيفرتون بنتيجة 4-4 فكانت هذه المباراة بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير، فبعد وصول اللاعبين إلى التدريبات في اليوم التالى أخبرهم كيني بأنه قدم إستقالته.

تعرض اللاعبون لصدمة وخيبة أمل من قرار دالجليش، حيث كان الفريق متصدر للبطولة ومتواجد في بطولة كأس الإتحاد في الوقت الذى قدم فيه إستقالته.

لكنهم تعرضوا لـ 3 هزائم بعد رحيله ب9 أيام ليودعوا بطولة الكأس ومن ثم يفقدوا الصدارة لصالح أرسنال بفارق 3 نقاط تحت قيادة مساعده القديم موران.

أدت إستقالة دالجليش إلى إنهيار فريق ليفربول بشكل كبير حيث أحدث صدعا في منظومة الريدز أدى إلى غيابهم عن منصات التتويج بالدوري لمدة 30 عام.

إستمرت الإدارة منذ هذه اللخظة في البحث عن البديل المناسب لدالجليش. بدا رئيس النادي الجديد حينها نويل وايت في البحث عن مدرب يفهم ليفربول بشكل كبير ويتناسب مع أسلوب لعبه، لذلك سعى وايت لإيجاد البديل الذى سيحل محل موران الذى فشل في قيادة الفريق بشكل كبير.

فكر وايت في جلب لاعبي الريدز المعتزلين مثل جون توشاك او جرايم سونيس، ولكنه وجد أن الحل المناسب سيكون في تعيين قائد الفريق ألان هانسن الذى بلغ من العمر 35 عاما وعلى مشارف الإعتزال لذلك لا يوجد أفضل منه حاليا لتولي هذه المهمة.

إجتمع هانسن بزميله السابق نيكول وأخبره بأنه أصبح المدرب الجديد ومن ثم سيجعل نيكول القائد، وطلب منه أيضا أن يجمع جميع اللاعبين لإجتماع مهم في غرفة الملابس.

إجتمع هانسن باللاعبين وأخبرهم أنه أصبح المدرب الجديد وأن نيكول سيكون القائد وأعلمهم أيضا بأن عليهم العمل بجد والإمتناع عن تناول الكحوليات وأى شئ سيؤثر على مستواهم.

خرج هانسن من الغرفة وبدأ زملاؤوه في الإعتراض وأبرزهم كان راش الذى إنزعج كثيرا من تعليمات هانسن ولكنهم تفاجئوا بعوده هانسن إليهم مرة أخرى ليخبرهم بأنه كان يمزح وأنه رفض العرض وأعلن إعتزاله اللعب ومن ثم تمنى لهم الحظ السعيد ورحل.

كان من المفترض أن يحل هانسن مكان زميله السابق وقائده أيضا جيروم سونس الذى تمت إقالته في عام 1994، ولكن الأمور لم تكن جيدة مع سونيس منذ أن تولى مهمة التدريب في عام 1991.

ترك سونيس الفريق على حال وعاد إليه بحال مختلف تماما حيث إنخفض مستوى العديد من نجوم الفريق بالإضافة إلى إرتفاع معدلات اعمارهم جميعا حيث أتم جروبيلار 33 عام وجيلسبى 30 عام بالاضافة الى كون نيكول وراش رونى ويلان في أواخر مسيرتهم بالإضافة وصول سبيدى وجلين هينسن الى عامهم ال31 وكان أصغرهم راى هيوتون وستيف ماكمنامان الذين أتموا عامهم ال29.

إستمر ليفربول في المعاناة لمدة 30 عام ببطولة الدورى، فعلى الرغم من تواجد العديد من المدربين الذين حققوا نجاحات مميزة مثل رافا بينيتز وتواجد أيضا الكثير من اللاعبين الموهوبين مثل ستيفين جيرارد ولويس سورايز وفيرناندو توريس وروبى فاولر والعديد من النجوم الكبار، إلا انهم فشلوا في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي منذ اخر مرة عام 1990.

عودة نادي ليفربول

نجح الريدز في التتويج ببطولة دورى أبطال أوروبا عام 2005 في نهائي إسطنبول المثير ضد الميلان بفضل عبقرية بينيتز في التعامل مع المباراة وفهمه لقدرات لاعيبيه بالإضافة إلى فوزه بالعديد من بطولات الكأس ولكنه فشل في التتويج بلقب الدوري.

عانى بينيتز بشكل كبير من تأخر الإدارة في التعاقد مع المواهب واللاعبين الذين كان يطلبهم وأبرزهم حينها داني ألفيس ونيمانيا فيديتش وجاريث بيل وسيرجيو أجويرو، فعلى الرغم من تماسكه أمام الإعلام إلا أنه كان يصب غضبه على المسئولين في النادي.

لكن على الرغم من كل هذه العوائق إلا أنه نجح في التتويج بالعديد من الألقاب المميزة حيث نجح في التنافس والفوز بالبطولات أمام أندية تتمتع بالأموال الكثيرة وينفقوا الملايين للتعاقد مع اللاعبين المميزين.

لكن الشرخ الذي سببه دالجليش منذ 30 عام  التئم بفضل كلوب ولاعبيه المميزين، حيث فاز ليفربول بلقب الدوري الانجليزي الممتاز ، فبعد أن فاز ببطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ونجح في الوصول إلى نهائيين متتاليين بالإضافة إلى منافسته الشرسة مع مانشستر سيتي الموسم الماضي، إلا أنه نجح في فرض هيمنته هذا الموسم وفاز بهذا اللقب الغالي.

موضوعات أخرى:

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com