رونالدو.. من أزقة ماديرا إلى عرش كرة القدم

رونالدو.. من أزقة ماديرا إلى عرش كرة القدم

في عام 2004، دمرت عاصفة تسونامي ملايين البيوت في ساحل جنوب شرق أسيا ولقى الكثير من الأشخاص حتفهم في واحدة من اصعب الكوارث الطبيعية التي مرت على العالم في العصر الحديث.

تناولت القنوات الإعلامية هذا الحدث ولكن كانت تسلطت الأضواء على مشهد فتى صغير عمره 7 سنوات يقف وسط الحطام مرتديا قميص اللاعب البرتغالي روي كوستا ويدعى مارتونيس.

نجح هذا الناجي الصغير في البقاء على قيد الحياة لمدة 19 يوما بعد أن شاهد عائلته تغرق أمام عينيه.

إنتشرت أخبار هذا الفتى الصغير بشكل كبير في جميع أنحاء العالم ولكن كان أبرزهم الشاب الصغير صاحب ال20 عام كريستيانو رونالدو الذي إنضم حديثا لمنتخب بلاده البرتغال.

حث هذا الموقف رونالدو لزيارة إندونيسيا على الرغم من مشاغله الكثيرة ليساهم في مساعدة الناجين من هذه الأزمة وإعادة بناء بيوت المتضررين.

قال رونالدو: " لقد إندهشت كثيرا من قدرة الصبي صاحب ال7 أعوام في أن يبقى على قيد الحياة كل هذه المدة".

قال أيضا لويز فيليب سكولاري مدرب المنتخب البرتغالي: " عندما شاهدنا هذه الأحداث، قررنا أن نتدخل في الحال وكان الحل الأمثل هو شراء قطعة أرض ومساعدة هؤلاء الأسر ببناء منازل جديدة لهم".

أثارت هذه الحادثة عاطقة رونالدو بشكل كبير نظرا لأنه يتفهم بشكل كبير حجم العواقب العصيبة التي يتطلب من المرء تخطيها للوصول إلى أحلامه.

ترعرع رونالدو في عائلة فقيرة وعانى كثيرا للغاية، فلقد كان أصغر طفل من 4 أشقاء وكان والده طباخا وعامل حدائق في سانتو أنطونيو وهي مقاطعة صغيرة تقع على الساحل الشمالي الشرقي لماديرا.

هاجرت والدته دولوريس لفرنسا للعمل كمنظفة منازل وعمرها 20 عام وكان من المفترض أن يرافقها زوجها ولكنه لم تجري الخطة كما كانت محددة. عانى رونالدو كثيرا في مدرسته نظرا لأنه كان عنيدا ومتمردا للغاية بسبب حبه وشغفه بكرة القدم والتي أصبحت حياته بالكامل فيما بعد.

حصل رونالدو على أول رخصة رياضية له وعمره 6 سنوات وصدرت من إتحاد مدينة فونشال لكرة القدم ليتواجد في صفوف فريق أندروينها ويرتدي قميصهم الأزرق الفاتح بالمباريات.

تألق اللاعب منذ صغره مع الفريق وعرف حينها بالنحلة نظرا لنشاطه الكبير في الملعب وتحركه في جميع الأماكن بدون كلل أو تعب.

وقع رونالدو عقدا إحترافيا مع نادي ناسيونال بموسم 1995 مقابل 20 كرة ومجموعتي ملابس للأطفال. أدرك مدرب الفريق حينها أنطونيو ميندوسا قيمة رونالدو وموهبته وكيف تطور بشكل سريع للغاية.

يمكن القول أن أكبر خطوة إتخذها اللاعب خلال هذه الفترة هي إنتقاله لنادي سبورتنج لشبونة على الرغم من أن والده وأخوه كانوا من أبرز مشجعي نادي بنفيكا.

كانت أمه تحلم بأن يصبح إبنها لاعبا كبيرا وهي التي حثبته للإنتقال لفريق لشبونه أملا منها أن يصبح مثل النجم الكبير لويس فيجو.

تألق رونالدو في مباراته التجربيبة وعلى أساسها إنتقل رسميا للنادي البرتغالي مقابل 22.500 يورو وكان هذا مبلغا كبيرا مقابل طفل صغير في عمر ال12 عام ونجح المدرب في إقناع إدارة النادي بأنه إستثمار لن يضيع هباء.

كان يومه الأول في المدرسة صعبا للغاية حيث تأخر في الحضور ومن ثم تعرض للسخرية والتنمر بسبب لكنته الماديرية وأخيرا تشاجر مع معلمه وهدده بأن يعتدي عليه بكرسي.

إفتقد اللاعب عائلته وأصدقاءه بشكل كبير وإعتاد على البكاء منفردا يوميا وكان يتواصل معهم من مرتين لثلاث مرات في الأسبوع فقط لتحتويه والدته وتشجعه على البقاء ليحصل على مسيرة ناجحة مع سبورتنج.

لعبت والدته دولوريس في تنمية قوة عزيمته بشكل كبير منذ الصغر والتي نراها حاليا في هذا النجم الكبير. بعد مرور 3 سنوات وبعد أن أتم عامه ال15، إكتشف النادي مشكلة كبيرة مع اللاعب حيث أبلغ عائلته أن معدلات ضربات القلب الخاصة برونالدو مرتفعة للغاية وبعد التوقيع على العديد من الأوراق والإقرارات، نفذ النادي عملية خارجية للاعب لمعالجة المشكلة في قلبه وبفضل عزيمته القوية عاد اللاعب للتدريبات بشكل أسرع مما توقع الجميع.

شارك اللاعب فيما بعد مع فريق سبورتنج تحت 16 عام وتحت 17 عام وتحت 18 عام ومن ثم شارك مع الفريق الأول.

بعد تألق رونالدو مع الفريق، تسلطت الأضواء بشكل كبير على البرتغالي في موسم 2002-2003 وإهتم به بشكل كبير نادي أرسنال ومانشستر يونايتيد والذين تنافسوا بشكل كبير للتعاقد معه.

إحتفل سبورتنج لشبونة في يوم 6 أغسطس عام 2003 بإفتتاح ملعب خوسيه ألفالاديس وقامت إدارة الفريق بدعوة مانشستر يونايتيد لحضور هذا الحفل وإقامة مباراة ودية.

كانت هذه المباراة على السبب وراء تعاقد الشياطين الحمر مع رونالدو ليرتدي القميص رقم 28.

موضوعات أخري:

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com