خط الدفاع..مشكلة أرسنال الأزلية

خط الدفاع..مشكلة أرسنال الأزلية

بدأ نادي أرسنال مبارياته بعد عودة النشاط الرياضي بشكل سيئ للغاية ولسوء حظهم إصطدموا بواحدة من أقوى  المباريات بالنسبة لهم هذا الموسم حينما قابلوا فريق مانشستر سيتي على ملعب الإتحاد.

تعرض الجانزر للخسارة بثلاثية بسبب تشكيلة الفريق التي إفتقدت للمرونة بالإضافة الى سوء الحظ وتعرض العديد من اللابين للإصابة.

صمد أرسنال في الشوط الأول بشكل كبير على الرغم من هيمنة السيتي وإستحواذهم على المباراة بشكل كبير وبدأ الشوط الثاني وكان المدافع البرازيلي ديفيد لويز قد شارك مع أرسنال.

دخل لويز بدلا من بابلو ماري المصاب في الدقيقية 18 وفي الوقت المحتسب بدلا من الضائع فشل أخطأ لويز في تقدير الكرة لتذهب إلى ستيرلينج المنطلق تجاه المرمى ليسدد الهدف الأول في المباراة.

https://www.youtube.com/watch?v=_BHCnPZJWzo

لم يكتفي لاعب تشيلسي السابق بهذا القدر بل قام أيضا بإرتكاب خطأ غير مفهوم ضد رياض محرز في منطقة الجزاء ليتحصل السيتي على ركلة جزاء وينال هو البطاقة الحمراء. إنهار الجانرز فيما بعد وإستقبلت شباكهم الهدف الثالث لينتهي  اللقاء بنتيجة 3-0 ويقضي السيتي على جميع أمالهم في التأهل للدوري الأوروبي.

كان اللقاء التالي ضد فريق برايتون وبدا أرتيتا بتشكيلة أفضل كثيرا من مباراة السيتي وتواجد فيها كلا من نيكولاس بيبي وأليكساندر لاكازيت. هيمن الجانرز على اللقاء في الشوط الأول وكاد أن يفتتح ساكا التهديف في الشوط الأول من كرة رائعة للغاية.

نجح أرسنال في تكليل مجهوداته بالشوط الثاني بعد هدف رائع من بيبي ولكن حدث بعد ذلك ما تخصص فيه الأرسنال منذ فترة طويلة وهو غياب تام من اللاعبين وإنخفاض غريب ففي المستوى بعد الهدف. تباطئ كلا من روب هولدنج وموستافي في التغطية الدفاعية ليتعادل برايتون في الدقيقة ال75 بأقدام لويس دانك.

إتضح للجميع حينها أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر من ذلك ولكن هذا ما حدث عندما سجل اللاعب الفرنسي نيل موباي هدف الفوز لبرايتون في الدقيقة ال95 وتعرض حارس المرمى الأساسس للفريق برنرد لينو إلى إصابة قوية للغاية لينتهي اللقاء بالخسارة وسط حسرة ودهشة من جماهير الجانرز.

تواجد الأرسنال في المراكز المؤهلة للدوري الأوروبي على مدار المواسم الماضية وتحديدا منذ رحيل أرسين فينجر عام 2018 حيث كان السبب الرئيسي لتغير هذا المدرب التاريخي والأسطوري للنادي هو التطوير من مستوى الفريق. تولى مدرب إشبيلية السابق أوناي إيمري تدريب الفريق ولكنه تعرض للإقالة فيما بعد نظرا لفشله في التأقلم على الحياة في الدوري الإنجليزي وتواجد الفريق حينها في منتصف جدول البطولة ليأتي مكانه ميكيل أرتيتا الذي نجح إلى حد ما في إصلاح العديد من العيوب ولكنه لم يعيد الأرسنال قوته التي كان عليها في بداية الألفينيات.

تركزت مشاكل أرسنال الحديثة في الخط الخلفي وليس الأمامي، فالعديد من اللاعبين مثل أوباميانج ولاكازيت وبيبي ومارتنيلي نجحوا في تسجيل الأهداف وتكوين قوة هجومية مميزة ولكن ظلت مشكلة الدفاع مستمرة مع الجانرز لمواسم طويلة حتى الأن. كانت اخر تشكيلة قوية للجانرز التي كانت في موسم 2003-2004 حين فاز فينجر معهم بدوري اللا هزيمة وفي الوقت الذي كان فيه كلا من بيركامب وهنري وبيريس يحرزون الأهداف، كان كامبل وتوريه يقدمان أداء صلبا للغاية في خطوط الدفاع. تميز كامبل بقوته وصلابته الدفاعية بالإضافة إلى تمركزاته السليمة مما ساهم كثيرا في حمايه مرماه بينما تميز توريه بالسرعة والقوة والقدرات الهجومية لكونه في الأصل ظهير ايمن ونجح هذا الثنائي في حماية عرين الجانرز وإستقبلت شباكهم 26 هدف فقط من أصل 38 مباراة.

بعد رحيل هذا الجيل المميز، بدأ أرسنال في الإنهيار تدريجيا وفشلوا تماما في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي وإستمر كامبل مع الفريق حتى رحل في موسم 2006 إلى بورتسموث. جاء ويليام جالاس للفريق كبديلا له بنفس الموسم ونجح في تكوين شراكة مميزة مع توريه. رحل الإيفواري عن الجانرز في موسم 2009 مما سمح للناشئ الصغير توماس فيرمايلين بالمشاركة كأساسي وسرعان ما نجح البلجيكي في إثبات نفسه بالتشكيلة الأساسية بجانب جالاس وتمتع بثبات المستوى وفاز بجائز لاعب الشهر لمرتين، ولكن غاب اللاعب عن الفريق بمعظم موسم 2010-2011 بعد تعرضه لإصابة في وتر أكيلس.

بعد رحيل جالاس عن الفريق وإصابة فيرمايلين، إحتاج أرسنال للتعاقد مع مدافعين جدد لذلك أنفقت الإدارة 12 مليون في موسم الإنتقالات للتعاقد مع لورين كوسيليني وسيباستيان سكويلاكي. سرعان ما إنسجم كوسيليني مع الفريق وأصبح الإختيار الأول لفينجر بسبب ذكاءه وقدرته على التحكم بالكرة بالإضافة إلى بناءه للعب. إنضم أيضا جوهان ديورو للفريق بعد أن قطعت إعارته من فريق بريمينجهام ليضيف المزيد من القوة والدعم.

قدم الفريق أداء دفاعيا هذا للغاية وإستقبلت شباكهم 43 هدفا مما حث فينجر للتعاقد مع بيير ميرتساكر في عام 2010 بعد أداءه الكبير مع ألمانيا في كأس العالم لنفس العام. كان ميرتساكر مجتهدا ومتطورا ولكنه تواجد كبديل لفيرمايلين الذي أصبح نائب القائد للفريق بعد عودته من الإصابة ولكن سرعان ما شارك الألماني بشكل أساسي بسبب إصابة كوسيليني وأداء فيرمايلين المتواضع.

نجح ميرتساكر وكوسيليني فيما بعد بتكوين شراكة إستمرت لمدة 3 سنوات نجح فيها الثنائي بالتواجد بالمربع الذهبي للدوري بالإضافة إلى فوزهم بكأس الإتحاد موسم 2015. إستمر ميرتساكر مع الفريق وأصبحبمثابة القدوة للاعبين وللجماهير حتى أعلن إعتزاله نهائيا في موسم 2017.

بدا فينجر في التعرض لإنتقادات لاذعة خلال هذه الفترة بسبب بخل الإدارة في التعاقد مع اللاعبين بالإضافة إلى أدائهم السئ للغاية. أصبح كوسيليني قائد للفريق وتواجد بجانبه العديد من اللاعبين ولكن فشلوا جميعا في تعويض ميرتساكر أو أن يصبحوا مثل توريه وكامبل. إستمر الفريق في التعاقد مع المدافعين مثل جابريل باوليستا وشكوردان موستافي وروب هولدينج ولكن لم يتطور الفريق أو يتحسن بأي شكل.

تعاقد فيما بعد الجانرز مع سوكراتيس ومن ثم ديفيد لويز ولكن لم ينجح أي منهما في إقناع الجماهير باداءهم داخل الملعب مما حث الفريق على التعاقد مع الفرنسي ويليام ساليبا بعقد طويل الأمد نظرا لتقديمه لمستويات مميزة مع سانت إيتيان والتي نالت إهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة.

يمر أرسنال حاليا بمرحلة إنتقالية وهناك الكثير من العمل على الجانرز إذا ما أرادوا العودة مرة أخرة لدوري الأبطال والمنافسة على الدوري الإنجليزي. يعتمد الفريق حاليا على العناصر الشابة وإتضح ذلك في تواجد كلا من جابرييل مارتنيلي وبوكايو ساكا وريس نيلسون، ولكن علي الجميع أن يدرك أن أرسنال مازال امامه طريقا طويلا للغاية إذا ما أرادوا تحقيق أي إنجازات بالمستقبل.

موضوعات أخرى:

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com