تشكيلات كرة القدم..من البدائية إلى العبقرية

تشكيلات كرة القدم..من البدائية إلى العبقرية

يمكن القول أن خطط اللعب وتشكيلات الفرق لخوض المباريات هي أساس لعبة كرة القدم وفي عالم الساحرة المستديرة يتم تصنيف الخطط على حسب عدد المدافعين وخط الوسط والمهاجمين بإستثناء حارس المرمى لأنه سيتواجد في أي تشكيل سواء كان هجومي أو دفاعي.

تعبر تشكيلات اللعب عن الطريقة المبسطة التي تصف حالة الفريق التكتيكية وتختلف تمركزات اللاعبين عن كل طريقة فعلى سبيل المثال تختلف المسافة التي تفصل بين المهاجم الرئيسي والمهاجم الثاني في طريقة 4-4-2 و4-4-1-1 بينما تختلف أيضا تمركزات لاعبي خط الوسط وطريقة إنتشارهم بعرض الملعب في طريقة لعب 4-2-3-1.

سنعود قليلا للوراء لنستعرض أول خطة تم إستخدامها في كرة القدم وكانت 1-1-8 وكانت تستخدم في القرن ال19 وهو ما يعني ما قبل عصر كرة القدم الحديثة أو بمعنى أدق العصر البدائي. كانت يتم الإعتماد حينها  على مدافع واحد فقط ولاعب خط وسط واحد فقط بينما يتواجد 8 لاعبين في مركز الهجوم مما يعتبر أمرا جنونيا للغايةمقارنة بعصرنا الحالي،  ولكن إختلفت المباريات كثيرا في هذا الوقت حيث كانوا يمررون الكرة بشكل ضئيل للغاية ويعتمدوا على الركض بالكرة والمرواغة بشكل أكبر.

يعود السبب وراء إعتمادهم على الركض بالكرة فقط أن قاعدة التسلل كانت مختلفة حينها إختلافا تاما عن عصرنا الحالي حيث نصت القوانين حتى عام 1925 على أن اللاعب لا يحق له التواجد أمام الكرة ولذلك إضطر اللاعبون للركض بها لتظل دائما أمامهم.

تغيرت طريقة اللعب وتطورت قليلا فيما بعد إبتداء من عام 1890 لتصبح 2-3-5 وكانت تعرف بإسم الهرم. كانت هذه الخطة وقتها أكثر توازنا وإستمرت في التواجد لفترة طويلة من الزمن وإستخدمها جميع الفريق البريطانية ولكن على الرغم من ذلك، فإن التحول من طريقة 1-1-8 إلى 2-3-5 لم يحدث بين يوم وليلة. بعد هذا التطور الكبير بدأت بعد الخطط الجديدة في الظهور مثل 2-2-6 و1-2-7.

أدى تطور وتغير قواعد التسلل إلى الإستمرار في تطوير طرق اللعب لتتناسب مع القوانين الجديدة لذلك ظهرت خطة جديدة عرفت بإسم W-M أو بمعنى أدق 3-2-2-3. كان المدرب الأسطوري جراهام تشابمان هو أول من إخترع وإستخدم هذه الطريقة حينما كان مدربا لفريق أرسنال الإنجليزي في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي. إستخدمت العديد من الفرق هذه الخطة في بطولة كأس العالم عام 1950 ولكن لم تعتمد عليها الأوروجواي والتي فازت بهذه البطولة.

تغيرت طرق اللعب الهجومية والدفاعية بشكل كبير بعد عام 1925 وكانت القوانين الجديدة للتسلل تصب في مصلحة الهجوم بشكل كبير للغاية لذلك بدات الفرق في الإعتماد على مدافع ثالث لتصبح طريقة اللعب 3-2-5 وتم إستخدام أيضا طريقة أخرى خلال هذه الفترة وهي 3-4-4 ولكن في النهاية كان التركيز أيضا على الهجوم. تواجد 5 لاعبي في الهجوم وكان التشكيل يكون عبارة عن رأس حربة أساسي وحوله 4 أجنحة من على الجانبين وكان فريق أرسنال هو أنجح نادي يستخدم هذه الطريقة.

تغيرت طرق اللعب مرة أخرى وظهرت تشكيلة 2-3-2-3 وكان الغرض منها هو الإعتماد على 4مراكز داخل الملعب وإستخدم المنتخب الإيطالي هذه الطريقة وبرعوا فيها بشكل كبير نظرا لإنها ساهمت في تتويجهم ببطولتي كأس العالم لعامي 1934 و1938. إستمر التطور أكثر وأكثر حتى ظهرت تشكيلة 4-2-4 وكانت البرازيل هي أول دولة تستخدمها. إختبرت هذه الطريقة لأول مرة داخل الدوري البرازيلي ومن ثم إستخدمها منتخب السيليساو في بطولة كأس العالم 1958 ونجحوا في التتويج بالبطولة وعلى الرغم من أن البرازيلين لم يكونوا مخترعين هذه الطريقة ولكنهم تفننوا فيها بشكل كبير للغاية حيث عادوا للإعتماد عليها مرة أخرى في بطولة كأس العالم 1970 وفازوا بالبطولة بسببها.

ظهرت طريقة 4-3-3 العصرية مع منتخب إنجلترا في عام 1966 كبديل لطريقتهم الأساسية 4-1-3-2 ونجحوا في التتويج بالبطولة بسببها. ظهر بعد ذلك طريقة لعب 4-4-2 وهي خطة مشتقة من 4-3-3 وظهرت لأول مرة مع بعض الفرق السويدية مثل مالمو وجوثينبرج والتي أدت لتحقيقهم للعديد من البطولات المميزة ولكن يعود إكتشاف وإختراع هذه الطريقة للمدرب الروسي فيكتور ماسلوف. إعتمدت فلسفة اللعب في هذه الطريقة على التمركز السليم وفتح مساحات واسعة للاعبين في الملعب وحاليا يستخدم عدد كبير من الفرق هذه التشكيلة وتحديدا الفرق البريطانية.

تختلف تماما خطة 3-5-2 عن 4-4-2 نظرا لإعتمادها على الفرديات ومهارات اللاعبين أكثر من اللعب الجماعي ونجح منتخب ألمانيا الغربية في التتويج ببطولة كأس العالم 1990 بالإعتماد على هذه الطريقة وهي لازالت تستخدم حتى يومنا هذا. لا يوجد تاريخ محدد لإستخدامها لأول مرة ولكن يقول البعض أن مخترعها هو المدرب ميروسلاف بلازيفيتش الذي كان يدرب فريق دينامو زغرب في الخمسينيات.

أخيرا وصلنا إلى أحدث شكل وهي خطة 4-2-3-1 وهي تعتبر تعديل وتطوير من طريقة 4-4-2 وتم إستخدامها بشكل كبير ولأول مرة في بطولة كأس العالم 2010 تتميز هذه الخطة بتواجد 5 لاعبي وسط بين المهاجم الوحيد والرباعي الدفاعي وينقسمون إلى 3 في مركز الإرتكاز بينما يتواجد 2 في مركز صناعة اللعب خلف المهاجم.  لكن في النهاية لا توجد تشكية أفضل أو يمكن أن تتماشى مع جميع الفرق والمواقف فالإفضل دائما هو الذي يتناسب مع الظروف ولذلك لابد أن توضع التشكيلة بناء عن قوة وحجم المنافس بالإضافة إلى قدرات اللاعبين فهي متغيرات وليست ثوابت ستسير على الجميع بفس النتائج.

موضوعات أخرى:

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com