لكن علي الرغم من كل هذه السيطرة القارية، الا انهم لم يشاركوا ولو لمرة في بطولة كأس العالم، و تعود هذه الاسباب أيضا الي عدم تواجد المنتخب السعودي في الفيفا حتي عام 1956 ولكن قام الملك عبد الله بن فيصل السعود بتأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ولكنهم لم ينضموا الي الاتحاد الاسيوى حتي عام 1972 لذلك لم ينجحوا في المشاركة بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 1976.
أصيبت الجماهير السعودية باليأس والإحباط نظرا لفشل منتخبهم في التأهل للبطولة في الفترة بين عامي 1978 و1990 حيث عجزوا عن استعادة مستواهم القوي خلال البطولات الآسيوية.
لكن في هذه المرة تحلت الجماهير بالأمل والرغبة في الصعود نظرا لتواجد العديد من اللاعبين المميزين في بداية التسعينيات الذين تواجدوا ضمن تشكيلة المنتخب.
نجح هؤلاء اللاعبين في استعادة قوة وشراسة الفريق التي تمتع بها في الثمانينات وكانوا صغار في السن حيث لم يتعدي معظمهم ال24 عاما.
كان من ضمن هؤلاء النجوم حارس المرمي محمد الضياء والمدافعين محمد الخيلاوى واحمد جميل بالاضافة الي لاعبي وسط الملعب فؤاد انور وخالد المولد والمهاجم سامي الجابر.
تواجد أيضا العديد من اللاعبين أصحاب الخبرة الذين فازوا ببطولة كأس الأمم الآسيوية مثل محمد الجواد وفهد البيشي وماجد عبدالله.
دعمت المملكة ماليا الفريق الوطني بشكل كبير حيث عين الملك فيصل جيمي هيل في فترة السبعينيات ليقوم بتكوير الكرة السعودية ووضعوا ميزانية بلغت 50 مليون يورو تحت تصرفه.
سعت العائلة المالكة وراء التأهل لبطولة كأس العالم لذلك عينوا المدير الفني البرازيلي كانديدو بالاضافة الي تمويلهم المالي الكبير.
نجحت الصقور الخضراء في تصدر مجموعتهم في مرحلة التصفيات متفوقين علي الكويت وماليزيا وماكو. لكن شهدت المرحلة الثانية منافسين اصعب واكثر تنظيما حيث تكونت المجموعة من 6 فرق وعليهم ان يتقابلوا مع بعضهم البعض لمباراة واحدة فقط خلال اسبوعين.
أقيمت حميع المباريات في قطر واحتوت المجموعة علي السعودية واليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وايران والعراق وكان الفوز يحسب بنقطتين فقط وسيتاهل اصحاب أول مركزين فقط.
لعب المنتخب السعودي مباراته الاولي ضد المنتخب الياباني ولكنهم تعادلوا بنتيجة سلبية.
نجح بعدها المنتخب السعودي في هزيمة غريمه كوريا الشمالية بنتيجة 2-1 ولكن في النهاية نجحت السعودية وكوريا الشمالية في ان يتصدروا المجموعة.
لم يضمن المنتخب السعودي التأهل بعد حيث كانت آخر مباراتين لهم اما ايران والعراق.
لم تسير الأمور بشكل جيد ضد العراق حيث استقبلوا هدفا في اول دقائق بفضل المهاجم احمد راضحي ولكن نجح الفريق السعودي في التعادل بفضل هدف سعيد العويران.
ضيع اللاعب خالد المولد ضربة جزاء الفوز وقام المدير الفني كاندينو باستبدال خارس المرمي محمد الضياء خلال المباراة علي الرغم من عدم تعرضه للاصابة في قرار غريب لتنتهي المباراة بنتيجة1-1.
قدم كاندينو استقالته في اليوم التالي لاعتراضه علي تدخل الاسرة المالكة قي شئون المنتخب، حيث فسر تغيره لضياء بأن أحد الأمراء قد طلب منه ذلك ولم تكن هذه المرة الاولي لهذه الواقعة.
تولي محمد الخراسي مسئولية تدريب الفريق من بعد البرازيلي وكان مدربا لمنتخب اللاعبين تحت 16 عامًا.
كانت الفرصة متاحه بالنسبة لخمس منتخبات للتاهل وحصدت السعودية واليابان 6 نقاط بينما حصد منتخب كوريا الشمالية والعراق وايران 4 نقاط لكل منهم.
بدأ المنتخب السعودي المباراة بمنتهي القوة امام ايران حيث سجل هدفين رائعين باقدام الجابر وفهد المهلل ولكن نجح المنتخب الايراني في تسجيل هدف مميز قبل انتهاء الشوط الاول.
لكن نجح منصور الموسي في تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 47 ومن ثم عاد المنتخب الايراني في تسجيل الهدف الثاني بعد ٥ دقائق فقط من هدف الموسي لتصبح النتيجة 3-2 ولكن من ثم نجح المهاجم حمزة ادريس بتسجيل الهدف الرابع لتصبح النتيجة 4-2.
سجل المنتخب الايراني الهدف الثالث لتصبح النتيجة 4-3 ولكن انتهت المباراة بهذه النتيجة لتحتفل الجماهير مع اللاعبين بالتاهل لبطولة كاس العالم لاول مرة في تاريخهم.
تم صرف 100 الف ريال كمكافاة للاعبين بعد تحقيقهم لهذا الانجاز ولكن استمرت الصعوبات في الظهور خارج الملعب فبعد تعيين المدرب المخضرم ليو بينهاكر في عام 1993 الا انه رحل بعد 3 أشهر فقط وصرح الاتحاد السعودى ان الفريق لم ينجح في التاقلم مع اسلوب لعبه التكتيكيى.
تولي جورجي سولاري تدريب الفريق بعد رحيل بينهاكر بعد ان سمع الملك فهد نصيحة صديقه الرئيس الارجنتينى كارلوس مينيم ولكن علي الرغم من النجاح الكبير الذى حققه سولاري مع الاندية الجنوب امريكية الا انه لم يتولي تدريب اي منتخب دولى.
تواجد المنتخب السعودي في مجموعة متكوني من المنتخب المغربي والهولندي والبلحيكي واحتوت تشكيلة فريق المغرب علي العديد من النجوم الكبار مثل مصطفي حجي ونور الدين نيبيت بنما احتوت تشكيلة المنتخب البلجيكي علي العديد من النحوم اصحاب الخبرة الذين نجحوا فى الصعود الي الدور ربع النهائي في بطولة 1986.
تواجد ايضا الكثير من النجوم في تشكيلة هولندا مثل رونالد كومان ودينيس بيركامب ومارك اوفرمارس تحت قيادة المدرب المخضرم ديك ادفوكات.
كانت المباراة الاولي للمنتخب السعودي امام هولندا وتعرضوا لضغط كبير في أول 15 دقيقة ولكن نجحوا في تسجيل هدفا رائعا بعد ارسال فهد البيشي الكرة بشكل رائع داخل منطقة الجزاء ليحولها فؤاد انور براسه في شباك الفريق الهولندى.
تفاجئ المنتخب الهولندى بهذا الهدف واستمروا في الضغط وونجحوا في التعادل في الشوط الثاني بعد تسديدة قوية من ويم يونك واستمر الضغط الهولندي علي الجانب السعودي لتسجيل هدف الفوز ولكن صمدت الصقور الخضراء امام هذا الطوفان البرتقالي.
استمر الفريق الهولندي في الضغط علي حتي اخر 4 دقائق من عمر المباراة ولكن اخطا الحارس السعودي الضياء لتقدير الكرة وفشل في ابعادها ليستغل البديل جاتسون تومينت هذا الخطأ ليضع الكرة في الشباك.
تواجه المنتخب السعودي مع الفريق المغربي في المباراة التالية واحتاج كلا منهما الفوز نظرا لتعرض كلا منهما للخسارة.
كانت المباراة قوية للغاية حيث نجح الفريق السعودي بتسجيل الهدف الاول في اللقاء من ضربة جزاء ولكن نجح المنتخب المغربي في تسجيل التعادي واستمرت المباراة متوترة حتي نجح الفريق السعودي في تسجيل الهدف الثاني باخر لحظات المباراة لتحقق السعودية اول فوز لهم ببطولة كأس العالم.
تقابل المنتخب السعودي مع نظيره البلجيكي في اخر مباراة بهذا الدور ونجح المنتخب البلجيكي في تصدر المجموعة بست نقاط. لكن في مفاجاة كبيرة نجح العويران في تسجيل الهدف بعد مجهود فردي رائع وهو يعتبر واحد من افضل الاهداف التي سجلت في تاريخ كاس العالم.
انتهت المباراة بنتيجة 1-0 ونجح المنتخب السعودي في التاهل لدور ال16 برفقة بلجيكا ولكن لم تستمر الامور بالنسبة للعويران بهذا الشكل.
خرج الفريق من البطولة بعد التعرض للهزيمة من المنتخب السويدى ولكن تعرض العويران لعقوبات كبيرة بعد ان قبض عليه متواجدا في احد الملاهي اليلية خلال شهر رمضان لذلك تم منعه من ممارسة كرة القدم لمدة عام.
لكن في النهاية يظل هدفه واحد من افضل اهداف البطولة بالاضافة الي كون هذه المشاركة هي الابرز والافضل في تاريخ الصقور الخضراء.
