أرسنال وبداية الفوضى والإنحدار

أرسنال وبداية الفوضى والإنحدار

تبخر أي أمل لدى أرسنال للمشاركة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بعد أن سجل لاعب برايتون نيال موباي لفريقه في اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء ليخسر فريق ميكيل أرتيتا المباراة الثانية على التوالي في غضون 3 أيام بعد إستئناف النشاط الرياضي.

كانت هذه الخسارة تعني فشل أرسنال في التأهل لدوري أبطال أورويا للعام الرابع على التوالي بعد ان إستمروا في التواجد بها بشكل مستمر لما يقرب من عقدين من الزمن.

سيؤثر هذا الفشل بالطبع على مفاوضاتهم للتجديد مع نجم الفريق وقائده الحالي أوباماينج بالإضافة إلى تأثر سوق إنتقالاتهم حيث سيبتعد اللاعبون المميزون عنهم لرغبتهم في المشاكة مع أندية متواجدة في دوري أبطال أوروبا. لكن كيف بدأت هذه الفوضى وكيف إنحدر الوضع بهذا الشكل؟ لمعرفة ذلك علينا العودة قليلا للوراء وتحديدا في موسم 2015.

بالمقارنة بشكيلة الفريق حاليا، كانت مدافع أرسنال مدججة باللاعبين المميزين أمثال سانتي كازورلا وأليكسيس سانشيز ومسعود أوزيل والذين تمتعوا بقدرات وموهبة كبيرة للغاية لذلك كان من السهل عليهم التتويج ببطولة الكأس.

نجح أرسين فينجر في التتويج ببطولة كأس الإتحاد للعام الثاني على التوالي بالشكل الذي ظن فيه المشجعين بأنهم سيفوزوا ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز ولكن للأسف لم تسر الأمور كما تمنوا.

كان موسم الإنتقالات لعام 2015 هو الأسوء في تاريخ الفريق حيث تعاقدوا فقط مع بيتر تشيك وفشلوا في شراء أي لاعب أخر. بالإضافة إلى ذلك، قررت إدارة النادي التخلي عن تشيزني على سبيل الإعارة والذي أصبح فيما بعد واحد من أفضل الحراس في العالم.

إسترمت الأمور في الإنهيار بموسم 2015/2016 وهو العام الذي بدأت فيه إصابات كازورلا في التفاقم في الوقت الذي كان فيه الأسباني لاعبا أساسيا في تشكيل الفريق.

شكل كازورلا ثنائية قوية مع كوكلين وظهرت مميزاتها في موسم 2013/2014 ولكن المصائب لا تأتي فرادا حيث تعرض كوكلين للإصابة هو الأخر وعلى الرغم من أن الفريق إفتقد لمعظم لاعبي خط الوسط إلا أنهم قدموا بداية جيدة للغاية في الموسم وتصدروا جدول البطولة حتى رأس السنة.

لكن هذا لم يحرك الإدارة على الإطلاق ففي الوقت الذي كان فيه أوليفير جيرود متواجد مع النادي، إلا أنه لم يكن المهاجم الذي يقود الجانرز للتويج بالبطولات

لكن بدلا من التعاقد مع مهاجم ولاعبين إضافيين، تعاقدت الإدارة مع محمد النني مقابل 5 مليون جنية إسترليني لينفق الفريق إجمالي 15 مليون جنية إسترليني فقط وهو مبلغ لا يسمن ولا يغني من جوع.

لنكن واقعيين، إمتلك أرسنال كل الأموال المطلوبة للتعاقد مع اللاعبين بهذا الموسم ويتحمل فينجر المسئولية أيضا نظرا لإنتمائه الشديد مع العديد من اللاعبين ولكن في الناحية الأخرى لم تكن الأدارة حاسمة في العديد من الصفاقت حيث ضاع الكثير من اللاعبين من بين أيدي الجانرز بمنتهى السهولة.

أدى هذا الإهمال إلى خسارة الفريق للقب ومن ثم إحتل النادي المركز الثاني للبطولة.

دخل أرسنال موسم إنتقالات موسم 2016 بمنتهى القوة وأنفقوا ما يقرب من ال 100 مليون جنية إسترليني للتعاقد مع مصطافي وجرانيت تشاكا ولوكاس بيريز. لكن على الرغم من تواجد تشاكا بشكل أساسي مع الفريق، إبتعد الثنائي الأخر عن التشكيلة بشكل كبير.

بعد أن بدء الفريق الموسم بشكل جيد للغاية، بدأت القصور في الظهور بشكل واضح في الفريق بعد أن خرج كازورلا من حسابات الفريق بسبب الإصابة والمنافسة على اللقب مع تشيلسي تحولت سريعا إلى الإستماته للتواجد في المربع الذهبي.

إنضم أليكسندر لاكازيت للفريق في موسم 2017 مقابل أكثر من 50 مليون جنية إسترليني ولكنهم لم يتعاقدوا مع المدافعين أو بديل لكازورلا وعلى الرغم من تقديمهم للعديد من المباريات الكبيرة على ملعب الإتحاد، إلا أنهم قدموا أداء سيئا للغاية خارج الأرض حيث فازوا ب4 مباريات خارج الإتحاد طوال الدوري.

منذ عام 2015، سعت جماهير الأرسنال للتعاقد مع مهاجم متميز ليتواجد مع أوزيل وسانشيز وأرون رامزي ولكن في الواقع لم ينجح لاكازيت في تحقيق الطموحات المطلوبة منه. إستمرت الإخفاقات الإدارية بعد أن قرروا أن يرفعوا مرتب أوزيل ليصبح 350 ألف جنية إسترليني في الأسبوع وكان من الغريب أن ينجح الفريق في إنهاء هذا الملف مبكرا.


كانت هناك مشكلة أخرى تواجه الفريق وهي أنهم لم يمتلكوا أجنحة على الرغم من إنفاق الإدارة ل100 مليون جنية للتعاقد مع أوبامياج ولاكازيت في الوقت الذي قاموا فيه بالإستغناء عن جنابري وثيو والكوت وتشامبرلين في الفترة بين عامي 2016 و2018.

إمتلئ هذا الموسم بغضب شديد للغاية من الفريق ومن فينجر أيضا وطالبوا برحيلهمن أجل التغيير في الوقت الذين كانوا يكنون فيه كل الحب الإحترام. فشل الفريق في التأهل لدوري الأبطال لمدة موسمين وتواجد إيمري مور مع الفريق في عام 2018.

تعاقد الفريق مع سقراط مقابل 17.6 مليون جنية إسترليني وكان هذا القرار خاطئا للغاية نظرا لكونه في عمره ال30 بالإضافة إلى إنخفاض مستواه بشكل ملحوظ للغاية.

يعود الفضل بشكل كبير لإيمري في التغلب على نابولي وفالنسيا في الدوري الأوروبي ولكن تكمن مشكلة إيمري أن كان مدربا جيدا للغاية لبطولات الكأس التي تعتمد على نتائج من مباراة واحدة، على عكس بطولة الدوري.
بعد أن قدم الكثير من النتائج السيئة مع الفريق، تعرض إيمري للإقالة في النهاية وكانت معظم مشاكل الفريق معه متمثلة في خط الدفاع والوسط وتحديدا في مركز 8 وصناعة اللعب أيضا.

تولى أرتيتا مسئولية تدريب الفريق بعد رحيل إيمري وإستمرت مشاكل أرسنال الفاعية بشكل كبير هذا الموسم وبخط الوسط أيضا. يحتاج الفريق حاليا للتعاقد مع لاعب خط وسط مدافع بإمكانه الربط أيضا مع الهجوم فحاليا مركز الوسط هو الأهم في كرة القدم ويحتاج الجانرز أيضا إلى مدافعين أكفاء ليتواجدوا مع صاليبا ليطوروا من أداء الفريق.

بالطبع يمكنك أن تنتقد أرتيتا فنيا ولكنه يحتاج إلى الوقت ولكننا رأينا جميعا كيف يعتمد على بوكايو ساكا في خط الوسط، لذلك فمعظم مشجعي الجانرز مقتنعين بأن لديه الكثير من الأفكار ولكنه يحتاج إلى الوقت والتدعيم والصبر من الجمهور والتشجيع ليعود الأرسنال مرة أخرى لمنصات التتويج.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com