فى البداية نود أن نقول أنكرة القدم تعتبر لعبة جميلة نظرا لانها بالفعل تتمتع بالجمال والبساطة والمتعة التى تسر العين وتبهج القلب. هناك جمال يكمن فى الأهداف التى تٌسجل والضربات الحرة التى تٌنفذ بالاضافة الى المهارات ومراوغة النهاجمين للمدافعين بمنتهى السهولة وفن واتقان بناء اللعب بمنتهى السلاسة من قبل اللاعبين الذين يتكاتفوا ويقاربوا الخطوط من اجل أن تسكن الكرة شباك الخصوم فى النهاية.
أضافت المهارة السحرية للعديد من الاساطير الكروية مثل يوهان كرويف وبيليه وزين الدين زيدان ورنالدينهو ودييجو مارادونا المزيد من الجمال والدلال لهذه الرياضة بالاضافة الى الأهداف التاريخية التى تسجل بطرق رائعة سواء بالراسيات او من تسديدات او حتى باسقاط الكرة فى الشباك من مسافات بعيدة.
ساهمت الشراكات الميزة التى كونها اللاعبون فى إظهار اساليب جديدة وممتعة لكرة القدم وابرزهم مدرسة التيكى تاكا الأسبانية والتى ادت الى تتويج الماتادور ببطولتى دورى أبطال وبطولة كاس عالم على التوالى. ظهرت هذه القوة فى الشراكة التى كونها كلا من تشافى واندريس انيستا وليونيل ميسى تحت قيادة الفيلسوف العبقرى بيب جوارديولا.
لا يمكن أيضا أن نغفل عن واحدة من أعظم الشراكات الهجومية الكبيرة التى كونها تيرى هنرى ودينيس بيركامب فى صفوف نادى أرسنال الإنجليزى وكيف اثرت على الكرة الإنجليزية وطورت منها ويمكن قول نفس الشئ بالنسبة لثلاثية ليفربول الحالية التى تشمل كلا من محمد صلاح وروبيرتو فيرمينيو وساديو مانى.
تكمن المتعة أيضا فى الفرص التى تعطيها بطولات كبيرة مثل دورى أبطال أوروبا وبطولة كأس العالم وحتى بطولات الكأس حيث دائما ما تحتوى الأدوار الاقصائية على المفاجائات وتنجح احيانا الفرق الصغيرة فى الاطاحة بالعمالقة من البطولة.
يتربع كلا من ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس وباريس سانت جيرمان على عرش الكرة الأوروبية حاليا كفرق قوية للغاية ولكن فى كرة القدم دائما ما توجد فرصة تسمح للصغار بأن يطيحوا بالكبار فى غفواتهم. لا يهم كم الاهداف التى سجلها الفريق أو القيمة المالية لتشكيلة اللاعبين او حتى نسبة الأستحواذ خلال المباراة حيث أن الإحصائية الوحيدة التى تهم الجميع هى نتيجة المباراة بعد انتهاء ال90 دقيقة.
إشتهرت بطولة دورى الأبطال بالعديد من المباريات التى شهدت عودات تاريخية بالنتيجة حيث نجح كلا من روما وليفربول فى قلب الطاولة على منافسهم برشلونة فى موسمى 2017/2018 و2018/2019 حيث سقط كلاهما فى مباراة الذهاب ولكنهما نجحا فى الإطاحة بالعملاق الكتالونى من البطولة فى مباريات العودة. قدم فريق اياكس ايضا مستويات كبيرة للغاية فى بطولة دورى الابطال موسم 2018/2019 حيث كانوا بمثابة الحصان الأسود للبطولة بعد أن نجحوا فى الإطاحة بكلا من ريال مدريد ويوفنتوس فى الأدوار الإقصائية.
وشهد أيضا الدورى الإنجليزى مفاجآت كبيرة لهذا الموسم بعد أن نجح فريق واتفورد المهدد بالهبوط بإذاقة المتصدر ليفربول أول هزيمة لهم بالدورى لهذا الموسم وعلى صعيد أخر نجح ولفرهامبتون فى العودة بالمباراة والتغلب على مانشستر سيتى فى مباراة رائعة للغاية.
هذه هى كرة القدم حيث لا يمكنك أن تضمن فيها اى شئ فكونك فريق غنى أو قوى حتى على الورق لا يحصنك من التعرض للمفاجئات المذهلة للساحرة المستديرة. لكن ما يجعل كرة القدم عظيمة حقا هو شغف الجماهير بالتشجيع وكيف يمكن لفريق أن يحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة فى جميع انحاء العالم وتبعد عنه الاف بل ملايين الأميال.
كرة القدم هى لغة عالمية توحد الشعوب تحت سقف واحد فمهما إختلفت طرق التشجيع للجماهير للاندية واللاعبين سيظل هؤلاء كتلة واحدة بغض النظر عن الإختلافات الكبيرة بينهم. تتشارك الجماهير الفرحة والحزن بفوز أو خسارة فريقهم ولكن فى النهاية الكل يجتمع تحت راية واحدة فقط. لا يهم اذا ما كنت مشجعا لفريق أوروبى يقع فى الجانب الأخر من العالم أو انك مشجع لفريق محلى يبعد ملعبه عن منزلك بشارعين، ففى النهاية تتشارك الجماهير نفس المشاعر والشغف فى حب وتشجيع ودعم أنديتها.
