شهد يوم 14 ابريل عام 2010 انفجار بركان ايافيالايكول مما نتج عنه كميات كبيرة من الغبار البركانى التى غطت السماء لعدة اسابيع، لذلك علقت الشركات جميع رحلات الطيران خوفا من تعطل محركات الطائرة اذا ما تخلل اليها هذا الغبار.
ادى توقف رحلات الطيران الى تعليق نشاط العديد من المباريات والبطولات الدولية للرياضات المختلفة تماما كما يحدث الان فى ازمة كوفيد-19.
شهد عالم الساحرة المستديرة عدة تغيرات بعد ان انتهت ازمة الغبار من الجو، حيث تغير ملاك فريق ويستهام يونياتد، واستغل البرتغالى جوزية مورينيو اجهاد فريق برشلونة من السفر لمدة يومين ليتغلب عليهم فى ايطاليا، واخيرا فشل المدرب سام الاردايس فى التعاقد مع المهاجم البولندى روبيرت ليفاندوفسكى بسبب هذه الازمة.
لم تستانف شركات الطيران رحلاتها بشكل كامل بعد انتهاء الازمة خوفا من حدوث اى كوارث نظرا لوجود بعض البقايا فى الجو، لذلك استمر الوضع معلقا جزئيا فى اوروبا حتى منتصف شهر مايو لنفس العام.
لذلك اضطرت بعض الفرق الى السفر باستخدام السفن البحرية او الطرق البرية كما كان يحدث فى الماضى مما اثر كثيرا على الكثير من اللاعبين نتيجة الارهاق والمعاناة من دوار البحر.
لكن يمكننا القول ان اكثر الفرق تضررا من هذه الازمة كانت برشلونة، حيث اضطر لاعبى البلوجرانا للسفر مع مدربهم بيب جوارديولا لايطاليا مسافة ما يقرب من ال652 ميل لمواجهة انتر ميلان بقيادة مورينيو فى نصف نهائى دورى ابطال اوروبا.
نجح الميلان فى التغلب على البرسا بنتيجة 3-1 فى مباراة الذهاب نظرا لارهاق لاعبى الفريق الاسبانى وبالاخص ميسى وتشافى نظرا لسفرهم 14 ساعة بالحافلة.
كان المدير الرياضى السابق تشيكى بيغريستين لفريق برشلونة، قد صرح أن هذه الخسارة لم تكن لتحدث لولا هذه الظروف.
نجح فريق انتر ميلان الايطالى فى التاهل للنهائى بعد الفوز بنتيجة 3-2 بمجموع اللقائين بعد تعرضه للهزيمة فى العودة بنتيجة 2-0.
خرج ايضا فريق ليون الفرنسى من المنافسة بسبب الارهاق الناتج عن سفرهم 450 ميل لملاقاة العملاق الالمانى بايرن ميونيخ حيث تعرض الفريق للخسارة بسبب الاجهاد.
لم يقتصر الامر على بطولة دورى الابطال فقط، حيث شهدت بطولة الدورى الاوروبى بعض الضحايا ايضا وابرزهم فريق ليفربول حيث استغرق الريدز يوما بكامله للسفر لاسبانيا لملاقاة اتليتكو مدريد فى نصف النهائى حيث استقلوا القطار فى نصف الرحلة الاول حتى مدينة بوردو الفرنسية ومن ثم تم السماح لهم باستقلال الطائرة فى الجزء المتبقى من رحلتهم.
تعرض الريدز للهزيمة بمجموع المبارتين ولكن اختلف الوضع بالنسبة لفريق فولهام حيث نجحوا فى الوصول الى النهائى على الرغم من سفرهم ما يقرب من 570 ميل لمدينة هامبورج الالمانية.
لكن تعتبر التضحية الكبرى للرياضة بشكل عام فى هذا الوقت هو ما قام به راكب الخيول الشهير اوليفير تاونيند بعد ان استقل سيارة اجرة من انجلترا لمدينة مدريد الاسبانية كلفتة 1600 دولار حتى يستطيع استقلال طائرة من هناك للولايات المتحدة الامريكية ليشارك فى سباق الخيل بمدينة كنتاكى الامريكية.
لكن على الرغم من انتهاء هذه الازمة سريعا وعودة الامور لطبيعتتها بالنسبة لمعظم الرياضات، الا ان هناك بعض المؤوسسات التى تكبدت خسائر كبيرة تماما كما يحدث الان خلال ازمة الوباء الحالى.
تعد ابرز هذه المؤوسسات نادى فريق ويستهام الانجليزى، حيث تكبد المالك الايسلندى بورجولفور جودموندسون وشريكه إيجرت ماجنسون خسائر فادحة حيث كانوا يمتلكون اكثر من نصف اسهم الفريق ولكن بسبب هذه الازمة انسحب الرجلان من النادى بشكل نهائى.
كان سام الارديس ضحية اخرى لهذه الازمة حيث فشل مدرب فريق بلاكبيرن فى التعاقد مع الموهبة البولندية روبيرت ليفاندوفسكى بعد ان فشل اللاعب فى السفر لانجلترا بسبب الغبار البركانى.
تحسر الارديس بشكل كبير على هذه الصفقة حيث اضطر المدرب للتعاقد مع اللاعب ليتش بوزنان وانتقل ليفا بعدها الى فريق بوروسيا دورتموند.
تسبب الانفجار البركانى فى الغاء ما يقرب من 100.000 رحلة طيران وتم الغاء العديد من الاحداث فى جميع انحاء العالم مثل بطولة السيارات فى اليابان بالاضافة الى العديد من ماراثونات الركض التى كانت ستقام فى مدينة لندن.
عانى ايضا فريق نيوكاسل الانجليزى من هذه الازمة حيث حقق الفريق الرقم القياسى كاطول رحلة فى تاريخ الكرة بعد ان سافر الفريق الانجليزى مسافة 916 ميل لمدينة بليموث ولكنهم نجحوا فى النهاية فى الفوز بالمباراة بنتيجة 2-0 والفوز ببطولة الدورى القسم الاول بفضل اهداف اندى كارول وواين روتليدج.
