عودة الدوري المصري.. ضجيج بلا طحن

عودة الدوري المصري.. ضجيج بلا طحن

السياسة الحقيقية تجري خلف الستار، بعيدًا عن الأضواء والعيون المتحفزة للرصد، والكاميرات الجاهزة لنقل كل شاردة وواردة، الجميع يلعب تحت الطاولة، وليس فوقها، ومصائر الأندية وصحة اللاعبين وصناعة كرة القدم المصرية، كلها باتت أوراق بين أيدي من يحركونها، بدون حساب العواقب أو الخطر المحدق بأطراف اللعبة الشعبية الأولى.

موجة ثانية من "كورونا" ترعب العالم، بينما الموجة الأولى لا تزال تختبر حظها في مصر، الغائب عنها الإمكانات والوعي والإرادة، في هذا الوقت اختارت وزارة الرياضة أن تجرب حظها في استئناف بطولة الدوري الممتاز.

قرر وزير الرياضة أن يمضي على خطى ألمانيا، التي أعادت مسابقاتها المحلية، لكن نسى الوزير –أو تناسى- الفارق المذهل في كل شيء، من التنظيم إلى القدرة على إدارة الأزمة، ثم وجود الضمانات الطبية والصحية اللازمة، في حال تفشي واسع للوباء.. باختصار ألقى الوزير حجرًا في جحر ثعابين، ثم مضى.

الصراعات الفضائية الليلية، والخناقات الزاعقة اليومية بين قطبي الكرة المصرية والتي كان آخرها ما تم نشره عبر أحد المنصات الإعلامية الزملكاوية عن اكتشاف إصابتين بفيروس كورونا بين أعضاء فريق الأهلي بالرغم من إعلان قلعة الجزيرة سلبية نتائج المسحة الأولي التي أجريت على لاعبيه ، جعلت من المجلس الأعلى للإعلام يتدخل لمحاولة فرملة قناتي الغريمين، الأهلي والزمالك، والتي حوّلت الواقع الرياضي المصري إلى بئر سحيق من الوضاعة، لكن الرواية المصرية تبدو صراعًا بلا نهاية منظورة.

ومنذ إعلان قرار عودة النشاط الرياضي تباينت ردود الأفعال، وفقًا لمصالح وأهواء أندية البطولة المصرية، فمنها من دعم القرار واعتبره انتصارًا، لكن البعض الآخر أكد استحالة التنفيذ كما حذرت من المخاطر الصحية التي تهدد أطراف المنظومة الرياضية وفى مقدمتهم اللاعبين .

الأندية مزقتها الخلافات بين راغب بشدة وشوق بعودة المسابقة المحلية، وعلى رأس المشتاقين كان النادي الأهلي، المتصدر وحامل اللقب، من كان يحلق في مدار آخر عند توقف المسابقة، ويدفع مسؤولو النادي الأحمر بشدة إلى استئناف المسابقة، أسوة بالدول الأوروبية التي أعادت الأنشطة.

ويتكأ الأحمر على نقطة غياب الجماهير عن المباريات من الأصل، كحافز إضافي يدفع لعودة سريعة للمسابقة، إذ يكفي وضع لائحة قوية تمنع وجود أكثر من العدد القانوني المسموح له دخول ملعب المباراة.

الأهلي مشتاق للعودة

البداية كانت مع رد الفعل السريع من جانب الأهلي المصري الذي رحب بالعودة، كما دعم قرار الحكومة التي اعتبرها تضع صحة المواطن المصري في المقام الأول قبل أي اعتبارات أخرى.

الأهلي يستهدف استئناف المسابقة التي يتربع على قمة ترتيبها، سعيًا للوصول إلى تتويج جديد، يجنبه خسائر مادية فادحة فى حال إلغاء الدوري، وحفاظًا على عوائد تسويقية وإعلانية قد تذهب أدراج الرياح مع إلغاء المسابقة .

المسابقة الإفريقية هي الأخرى دافع قوي للأهلي للمطالبة باستئناف النشاط المحلي، إذ لن يكون الفريق جاهزًا، في حال قرر الاتحاد الإفريقي استكمال دوري أبطال إفريقيا بينما الدوري المحلي متوقف، والفريق لم يلعب أي مباراة منذ مارس الماضي.

الزمالك .. خيار شمشون

وعلى النقيض تمامًا من موقف الفريق الأحمر، يرفض الزمالك «الغريم التقليدي» قرار العودة والتي اعتبرها مستحيلة فى ظل زيادة أعداد المصابين بالفيروس التاجي الذي تسبب فى تعطيل المسابقة منذ شهر مارس الماضي .

مرتضى منصور كالعادة حمل القضية كلها إلى حافة الهاوية، وموقف اللجنة الخماسية "الهزيل" حين قرر منصور الانسحاب في قمة الدوري يمنحه المزيد من الشجاعة الزائفة، في ظل فقدان الزمالك لفرصة المنافسة، وبالتالي فليتهدم المعبد على رؤوس الكل، وطالما لن يربح، فلا يريد لأحد أن يربح أيضًا.

رئيس الزمالك خرج عبر قناة ناديه الفضائية يتوعد الجميع ويؤكد أن الغالبية العظمي من الأندية تؤيده فى رفض العودة، كما دعم الإعلام الأبيض رؤية رئيس النادي الذى أكد موافقته على تتويج الأهلي بلقب الدوري فى حال إلغاء الموسم لكنه تراجع عن موقفه بعد ذلك .

رئيس الزمالك هاجم الجميع وفى مقدمتهم اللجنة الخماسية المكلفة بإدارة اتحاد كرة القدم والتي اعتبرها لاترعي مصالح الأندية، كما رفض ما وصفه بالتهديد الذى صدر عن أعضاء الجبلاية بأن فرق الدوري سوف تستأنف المسابقة رغمًا عن إرادتها .

وادي دجلة.. عودة باطلة

ماجد سامي، رئيس مجلس إدارة نادي وادي دجلة المهدد بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، رفض عودة الدوري في ظل انتشار فيروس كورونا واعتبره قرارًا باطلًا، ويصدر ممن لا سلطة له على الأندية، كما هدد بتصعيد الأمر في حال إجبار ناديه على غير ذلك.

يؤيد سامي موقف مرتضى منصور، في ظل موقف فريقه المتعثر بجدول الدوري المصري الممتاز، فالعودة كما توقف النشاط لن تفيده، ولن تضره أيضًا.

تعامل وادي دجلة البراجماتي تذهب إليه غالبية أندية الدوري المصري، خصوصًا الخمس القابعة في مؤخرة الجدول، فالعودة تهدد استمرارها، بينما يمكنها رفض الهبوط، أو حتى الذهاب للمحكمة الرياضية في حال هبوطها بقرار إداري.

سموحة.. ندعم قرار الدولة

نادي سموحة أثني علي جهود اللجنة الخماسية المسيرة للاتحاد المصري لكرة القدم ، كما أكد فرج عامر، رئيس النادي السكندري، أن قرار عودة الدوري ليس من اختصاص الأندية، قائلًا إنه من غير المعقول الأخذ برأي الأندية في استئناف الدوري أو إلغائه، معتبرًا أن الدولة هي صاحبة الشأن .

الاتحاد السكندري.. عودة مستحيلة

محمد مصيلحي رئيس نادي الاتحاد السكندري أعلن  أن ناديه يرفض عودة الدوري الممتاز، والذي اعتبره أمرًا مستحيلا، وطالب بفترة إعداد للاعبيه لا تقل عن 3 أشهر، كما تسائل عن كيفية تعامل وزارة الرياضة في حالة اصابة أحد المنتمين لمنظومة اللعبة بفيروس كورونا في حالة إقامة المسابقة.

الإسماعيلي.. قرار غير مدروس

إبراهيم عثمان رئيس النادي الإسماعيلي، رفض استئناف المسابقة و اعتبر قرار عودة منافسات الدوري المحلي " غير مدروس"، فى ظل انتشار فيروس كورونا حاليا بشكل ملحوظ  مما يعرض اللاعبين للإصابة.

وتسائل رئيس الدراويش كيف يتخذ المسؤولون مثل هذا القرار في ظل تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا في مصر؟".

موضوعات أخرى:

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com