ديتمار هوب.. عدو الجماهير الألمانية رقم 1

ديتمار هوب.. عدو الجماهير الألمانية رقم 1

تتوالي التوقفات في مباريات الدوري الألماني لكرة القدم، والتي بدأت خلال الأسبوعين الماضيين، شتائم ولافتات مسيئة، هتافات وأوصاف فاحشة، الغالبية الساحقة من جماهير الأندية جعلت من رجل واحد عدوها اللدود، والمطلوب تدميره وإبعاده عن عالم الساحرة المستديرة.

في مباراة بايرن ميونخ وهوفنهايم تجلت الأزمة كأوضح ما يكون، جماهير تريد توصيل صوتها ورسالتها، وإدارات أندية تدعم رئيس ناد منافس في رغبة محمومة للسيطرة على القرار بعالم الكرة الألمانية، والنهاية توقفت المباراة، لكن الجمهور لم يتوقف، وأعلن التحدي لمواصلة اعتراضه على شخص بات بحكمهم "عدو الجماهير".

ديتمار هوب، صانع الأزمة وعدو الجماهير الألمانية رقم 1، بات الهدف الأول لكل لافتة مرفوعة في مدرجات الملاعب الألمانية، الغريب أن الرجل حتى شهور قليلة مضت كان أحد أكثر رواد الأعمال الألمان تمتعًا بالسمعة الطيبة، بعد تبرعه بنحو 70% من ثروته للأعمال الخيرية، كما يوجه أمواله بشكل مستمر أيضًا لخدمة المجتمع عبر شركات تقنية ناشئة، كانت تُجري أبحاثًا في علاج ومحاربة أمراض السرطان والشيخوخة، إلى جانب تقديم الإعانات للجامعات والمستشفيات والمدارس ودور المسنين وبعض النشاطات الرياضية.

رائد الأعمال الألماني الناجح "هوب" هو مؤسس إحدى شركات البرمجيات الشهيرة SAP""، وهي الأكبر بأوروبا في هذا المجال والثالثة على مستوى العالم، ونشأ هوب في بلدة هوفنهايم الصغيرة، ولعب في شبابه ضمن صفوف فريق البلدة "هوفنهايم".

وتبلغ ثروة هوب حوالي 15.9 مليار دولار، لكنه قرر عام 2006 تخصيص حوالي 70% منها لمؤسسة خيرية تحمل اسمه، لدعم البرامج الرياضية، الطبية، التعليمية والاجتماعية.

ومع تركه لشركته الكبرى، وجه جزءا من ثروته إلى فريق هوفنهايم، وتوالت نجاحات الفريق الصغير إلى أن وصل للصعود لدوري الدرجة الأولى الألماني، بل وفوزه في موسمه الأول بلقب "بطل الشتاء" متغلبًا على بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند، وكبار البوندزليجا.

لكن الرجل، وبدافع من الحفاظ على استثماراته، ورغبة في إطلاق يده نحو الفريق الذي بناه، صرح برغبته في إلغاء نسبة 50% + 1، وهي النسبة التي تمنح الأغلبية للجمعيات العمومية للأندية الرياضية للمشجعين لا الأثرياء، وتضمن أسعار تذاكر معقولة وغيرها مما يهم مشجعي الأندية الألمانية العريقة.

ويقضي قانون "50+1%" الألماني بمنع الأندية من بيع أكثر من 49% من أسهمها للمستثمرين، وضرورة احتفاظ الجمعية العمومية للنادي بنسبة 51% من الأسهم على الأقل.

وخلال السنوات الماضية بدأت الأندية الاستثمارية خرق القانون بشكل منظم، لكن عن طريق نقل الملكية لشركات، وليس لأشخاص، مثل باير ليفركوزن، المملوك من شركة باير، وفولفسبورج، التي تملكها فولكس فاجن، لكن قضية هوب مختلفة فهو يريد أن يكون المالك الفردي الوحيد لنادٍ بالبوندزليجا.

وحاول هوب العام الماضي إلغاء القانون، وقبل تصويت الأندية عليه، بدأت الجماهير الألمانية حملة هائلة، وأوقفت التصويت في اللحظة المناسبة، وسقط المشروع، لكن حلم هوب لم يمت، ويحاول بقوة دفع الأندية الأخرى لتصويت جديد.

وفور إعلانه، بدأت جماهير مختلف الأندية الألمانية في حربها المعلنة ضد الرجل، لإنه يريد إلغاء دورها في عالم كرة القدم، ومنح السيطرة على قرارات الأندية واهتماماتها لمجموعة من المستثمرين.

وأصبحت مباريات الدوري الألماني بالفعل تحت رحمة التوقفات المتكررة، كما حدث من جماهير بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند وبروسيا مونشنجلادباخ، والتي تصمم على مهاجمة ديتمار هوب في كل مباراة لفرقها، حتى لو لم يكن هوفنهايم طرفًا فيها، كما تهاجم روابط المشجعين الاتحاد الألماني، وتتهمه بمحاباة هوب والمستثمرين على حساب المشجعين.

وأصدرت مجموعات الألتراس في ألمانيا بيانًا تؤكد فيه استمرار الحملة ضد ديتمار هوب، مالك هوفنهايم، والاتحاد الألماني لكرة القدم.

وأكدت مجموعة روابط الألتراس عدم قبولها لممارسات الاتحاد الألماني وحمايته للملياردير الشهير، على حد قولها، في إشارة لمالك هوفنهايم، ووصفت المجموعة في بيانها ردة فعل الاتحاد الألماني بالعار، وذلك لانحيازها لديتمار هوب على حساب المشجعين.

وهددت روابط الألتراس المختلفة، في إجماع نادر للغاية، على مواصلة الحملة المضادة لهوفنهايم ولرئيسه ديتمار هوب، خلال الأسابيع المقبلة من البوندزليجا، غير عابئة بردود فعل الاتحاد الألماني، الذي تحول بدوره لعدو جديد للمدرجات.

أزمة الاستثمارات في ألمانيا متواصلة، ولم تبدأ عند هوفنهايم، وإن كانت تصريحات هوب "العنيد" أشعلتها، وجعلت الجماهير تصمم على موقفها ضده.

نادي ليبزيج، وصيف جدول ترتيب الدوري الألماني، حاليًا، هو الآخر وجه يكشف عداء الجماهير للأندية الاستثمارية.

ويطلقون على ليبزيج في ألمانيا لقب الطفل المعجزة لأنه تأسس عام 2009 ومع ذلك أصبح ينافس محليا و أوروبيا.

وامتلكت شركة ريد بول النمساوية 4 أندية في 4 دول مختلفة منها ألمانيا حيث اشترت عام 2009 رخصة ناد في الدرجة الخامسة وأسست نادي ليبزيج الذي صعد إلي الدرجة الأولى عام 2016 وتأهل بسرعة الصاروخ إلي دوري أبطال أوروبا لكنه كان مهددا بعدم المشاركة لان قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تمنع مشاركة أكثر من ناد تملكه جهة واحدة في البطولة.

تخطى ليبزيج هذه العقبة وشارك لأول مرة في تاريخه في دوري أبطال أوروبا لكنه خرج من دور المجموعات لينتقل إلي الدوري الأوروبي حيث فاز علي نابولي الايطالي و سان بطرسبورج الروسي وخسر في ربع النهائي أمام مارسيليا الفرنسي.

وفي الموسم الحالي، اصطدم ليبزيج بنادي توتنهام الإنجليزي، في دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا، ونجح في التفوق عليه بملعبه بهدف نظيف، ويقترب من تسجيل أول مشاركة له بدور الثمانية من مسابقة دوري الأبطال.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com