تطور قواعد وقوانين كرة القدم

تطور قواعد وقوانين كرة القدم

إرتبطت قوانين كرة القدم بهذه الرياضة بشكل كبير منذ لحظاتها الأولى، وقد تطورت هذه القواعد بشكل تدريجي ومستمر على مدار التاريخ.

إفتقرت الساحرة المستديرة للقواعد الثابتة في بدايتها حيث إستخدمت العديد من القوانين والقواعد المتغيرة على حسب المكان الذي تقام فيه المباريات وعلى حسب رغبة وأسلوب كل فريق.

بالطبع يختلف هذا الأسلوب تماما عن وقتنا الحالي حيث توحدت جميع قوانين اللعبة تحت شكل واحد فقط ولكنها بكل تأكيد إحتاجت لبعض الوقت للظهور بهذا الشكل المثالي. بدأت أولى محاولات وضع قوانين ثابتة في كامبريدج عام 1884 حيث أقيم أول إجتماع بخصوص قوانين كرة القدم، ولكن لم تصل الأندية إلى أي إتفاق إلا بعد مرور 15 عام ولكن إختلفت أيضا هذه القواعد عن القوانين الحالية المستخدمة في عصرنا الحالي.

في البداية كان من الصعب للغاية التفرقة بين الناديين في الملعب من ألوان القمصان نظرا لتشابه الألوان وإحتاجت كرة القدم لوقت طويل حتى ظهرت فكرت الأرقام الخاصة باللاعبين. إختلفت أيضا أحجام وقياسات ملاعب كرة القدم وكانت تحدد بناء على عدد اللاعبين المشاركين في المباريات.

إختلفت القوانين في إنجلترا خلال القرن ال19 نظرا لأن كل مدرسة حينها كانت تحدد القواعد التي تتناسب مع طريقتها لذلك لم تكن هناك أي ثوابت أو شكل محدد لقواعد لعب وممارسة كرة القدم.

بدأ ممثلوا المدارس الكروية المختلفة في إنجلترا بالبحث والتشاور حول كيفية إنشاء قواعد ثابتة ومحددة لممارسة كرة القدم وظهرت لأول مرة في عام 1884 بعد إصدار قواعد كابمريدج.

لكن هذا لم يمنع الجدل حول طريقة لعب المباريات حيث إضطر المسئولون لأقامة العديد من الإجتماعات ليقرروا في النهاية أن هذه الرياضة لابد أن تمارس بإستخدام القدم فقط ويمنع منعا باتا إستعمال الأيادي ونتج عن هذا الفصل التام بين كرة القدم ورياضة الرجبي لكن إستمرت العديد من الفرق في إستخدام الأيادي حتى عام 1863.

شهد التعديل الجديد للقوانين تقليل العنف والقسوة بين اللاعبين في الملعب ففي الوقت الذي يرى فيه البعض حاليا أن كرة القدم لعبة عنيفة ولكنها لا تقارن بأي شكل من الأشكال بطريقة اللعب والمباريات في الماضي. قبل حلول عام 1863، كان يسمح للاعبين بضرب وعرقلة الخصوم لإستخلاص الكرة وكانت تبرز هذه الطريقة فكرة دعم هذه الرياضة بأنه تخص الرجال فقط.

نصت القوانين التي صدرت عام 1863 على العديد من القواعد الجديدة للعب ولكنها لا تتشابه بأي شكل من الأشكال مع القواعد العصرية.

لم يتم إستخدام العارضة خلال هذه الفترة ولم يتم تحديد إرتفاع معين للمرمى بالإضافة إلى أنه إذا ما نجح لاعب في إستلام كرة عالية فيحق له الحصول على ضربة حرة. كان يحق للاعب الذي نجح في إستخلاص الكرة أول مرى بالحصول على رمية تماس إذا ما تخطت الكرة خط الملعب وأخيرا كان يتم تنفيذ رميات التماس بإستخدام يد واحدة فقط ولكن لم تتبع الأندية الأسكتلندية هذه الطريقة.

لم يتواجد الحكام في الملعب حتى عام 1871 حيث كان يتم الإعتماد على قادة الفريق في الملعب لحفظ النظام وتطبيق القواعد. بعد تأسيس بطولة كأس الإتحاد الإنجليزي عام 1871 تقرر الإعتماد على حكمين داخل الملعب للفصل بين قادة الفريقين إذا ما إختلفوا ولكن بعد مرور 7 سنوات أصبح الحكم هو المتحكم الوحيد في مجريات المباراة.

حدث تغير عصري أيضا في قوانين التحكيم حاليا وخصوصا في بطولة كأس العالم 2018 حيث تم إستخدام تقنية الفار لتحديد الحالات التحكيمية للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم.

إستخدمت ركلات الترجيح لتحديد الفائز في المباراة لأول مرة في تاريخ كرة القدم في عام 1970 وظهرت هذه الحالة بين فريقي هال سيتي ومانشستر سيتي في الدور نصف النهائي لبطولة كأس واتني. شهدت بطولة كأس العالم أول حالة لإستخدام ضربات الترجيح في عام 1982 بين كلا من ألمانيا الغربية وفرنسا في الدور نصف النهائي للبطولة.

لكن تعد الحالة الأكثر جدلا على مدار تاريخ قوانين اللعبة هو التسلل حيث كان له العديد من الأشكال وكان أول شكل له هو المراوغة والركض بالكرة دون تمريرها وكان هذا أول شكل لقانون التسلل في كرة القدم. إعتمد القانون الأول لتسلل على أن الكرات لابد تمرر إما للجانب أو للخلف وشهد عام 1866 تغيير هذه القاعدة حيث تم السماح بتمرير الكرة للإمام إذا ما تواجد 3 لاعبين من الخصم أمام المرمى.

أثرت هذه القاعدة الجديدة في معدلات التهديف بشكل كبير مما أدى إلى حدوث تغيير جديد في بداية القرن ال20. ظهر أول تعديل لهذا القانون في عام 1907 وأقرت أن اللاعب لا يصبح متسلل طلاما تواجد في منتصف ملعبه ومن ثم أضيفت قاعدة أخرى لتسهيل الأمور في عام 1921 تنص على أن إستلام الكرة من رميات التماس لا يعتبر تسلل.

تغيرت القوانين مرة أخرى لتسهيل الأمر على المهاجمين وتنص على أنه لابد من أن يتواجد مدافعين إثنين فقط بين الكرة والمرمى لحساب التسلل مما سهل الأمور كثيرا على المهاجمين.

أدت هذه التعديلات الحديثة على قانون التسلل إلى زيادة المعدلات التهديفية والشراسة الهجومية للفرق ولكن على المدى الطويل حدثت تغيرات تكتيكية في الملعب مما أدى إلى الإعتماد على عدد أكبر من المدافعين وتغير طريقة وأسلوب لعب الفرق بالإضافة إلى تطوير أساليب الدفاع والهجوم بالإضافة إلى أدوار اللاعبين داخل المستطيل الأخضر.

موضوعات أخرى:

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com