تأثير الإدارة الأمريكية على الأندية الإنجليزية

تأثير الإدارة الأمريكية على الأندية الإنجليزية

يمتلك فريق ليفربول الانجليزى العديد من العادات والتقاليد التى توارثتها الاجيال للعديد من السنوات، منذ أن أسسها الاسطورة بيل شانكلى، ويمكن القول أن هذه المبادئ قد تلخصت فى عبارة الجماهير الشهيرة " لن تسير وحدك ابدا "، فإذا ذهبنا للحظة الى اسبانيا واقترضنا شعار فريق برشلونة " اكثر من مجرد نادى "، سنجد ان الريدز هو اكثر نادى إنجليزى يمكن تطبيق هذه المقولة عليه.

لكن يواجه الريدز صعوبة كبيرة للغاية فى الحفاظ على هذه المبادئ والتقاليد فى عصر الكرة الحديثة التى يحكمها المال بشكل كبير للغاية.

للاسف لم تتجسد روح شخصية الريدز القديمة بعد قرارهم الاخير بتسريح عدد كبير من موظفين النادى مما ادى الى حدوث صدمة كبيرة لعشاق كرة القدم فى جميع انحاء العالم.

يمكننا القول ان هذا القرار نابع من الراس المالية الحديثة التى تتجسد حاليا فى عدة فرق مثل تشيلسى ومانشستر سيتى ايضا، لكنها لا تمت باى صلة لمبادئ الريدز القديمة والاصيلة.

اعتادت جماهير مانشستر يونايتد على هذه الهوية الحديثة منذ التعسينيات تحديدا بعد تولى عائلة الجلازر الأمريكية ملكية النادى الذين قد مسحوا اى هوية انجليزية قديمة للنادى.

لم يقتصر الامر ايضا على هذه الاندية حيث تعرض فريق ارسنال لنفس الشئ مع مالكه الحالى سام كرونكى وايضا توتنهام مع مالكه دانيل ليفى.

لكن الامر حاليا وصل الى مستوى مختلف، حيث ان كل مالك من هؤلاء قد اضاف تنوع ثقافى لمجتمع الكرة الإنجليزية نظرا لكونهم جميعا من جنسيات مختلفة ولكن فشل البعض منهم فى احترام تقاليد ثقافة الكرة الانجليزية.

فالامر مختلف بشكل كبير بالنسبة لهم لانهم لا يتعاملون بعاطفتهم ولا يدركون بشكل كبير ان عليهم مسئولية كبيرة فى المجتمع الإنجليزى وبالاخص فى الجانب الكروى ،ف هم يتعاملون مع الاندية على انها مؤسسات ربحية الغرض منها تحصيل الاموال فقط.

يعتبر ابرز مثال على ذلك هو مالك فريق تشيلسى رومان ابراموفيتش الذى تخلى تماما عن العواطف ورجح ادارة النادى بالعقل والاسباب فقط متخليا تماما عن اى مشاعر حب او شغف لقميص الفريق.

فهو يبرز بشكل كبير شخصية المالك الذى يحب التحكم فى كل شئ والتدخل فى كل شئ حتى اذا ما افتقد الى الخبرة الكافية للتعامل معها.

فشل ابراموفيتش فى التعامل مع العديد من المشاكل نظرا لقلة خبرته فى هذه الامور مما ادى الى غرق الفريق حاليا فى الكثير من الديون ولكنه كان ينجح دائما فى تجميل هذه الخسارة ليطمئن المستثمرين حتى يضمن وجود الدعم المالى الدائم له.

بالطبع اذا ما ذكرنا الراس مالية، علينا ان نذكر فريق مانشستر سيتى الذى يعتبر ابرز الوجوه لهذا الاسلوب الحديث. يعكس فريق السيتى رغبة ملوك ابو ظبى فى تحسين سمعتهم وصورتهم امام العالم برغبتهم فى تاسيس وابراز منظمة قوية ولامعة فى الوسط الغربى مهما كلفهم ذلك من امر نظرا لتعرض ملاك السيتى الى العديد من الاتهامات بشان انتهاكهم للعديد من حقوق الانسان فى مسيرتهم العملية بشكل كبير.

لكن لا يمكننا ان نلوم الملاك الحالين فقط على تاسيس هذا الاسلوب حيث سبقهم المالك السابق للفريق تاكسين شينا واترا الذى اراد تحسين سمعته السيئة فى المجتمع الدولى بسبب اتهاماته بالفساد وانتهاك حقوق الانسان اثناء فترة توليه رئاسة وزراء تايلاند.

لا يمكننا تشبيه حالة ابراموفيتش بهذا الثنائى نظرا لعدم وجود اى ارتباط سياسى له فى بلاده روسيا، لكنه يطمح فى ان يزيد من شهرته ومعارفه ليتمتع بالحصانه القوية التى ستحميه من اى عقوبات.

لكن دعونا حاليا نتحدث عن الخبراء فى امتلاك الاندية وهم الملاك الامريكان، فنحن نوصفهم بالخبراء لانهم قد كونوا ثروتهم من اعمال اخرى ولا يعتمدوا فقط على ارباح الاندية التى يمتلكوها. برع رجال الاعمال الامريكين كثيرا للعديد من السنوات فى هذا الامر حيث نجحوا فى بلادهم بشكل كبير للدرجة التى جعلتهم يوجهوا استثمارهم للخارج.

تعرض المستمثرين الامريكين فى البداية للمشاكل الكثيرة نظرا لعدم تاقلمهم على الوضع فى الاراضى الانجليزية، ولكنهم نجحوا فيما بعد بشكل كبير.

يمكننا ان نقول ان بداية هذا النجاح قد ظهرت مع راندى ليرنر وفريق استون فيلا، حيث قام المالك الجديد بصرف الكثير من الاموال التى ساهمت على تحسين الفريق وزيادة قاعدته الجماهيرية مما ادر عليه بالربح المناسب.

نجح ايضا الثنائى توم هيكس وجيورج جيليت فى ليفربول بشكل كبير على الرغم من قرارتهم السيئة والانانية التى اتخذوها ضد موظفين النادى خلال ازمة تفشى فيروس كورونا الحالى.

لكن منذ ان تولى هذا الثنائى ملكية الفريق فى موسم 2006، نجح المالكان بشكل كبير على الصعيد الادارى حيث يعتبروا هم انجح ادارة اجنبية لفريق اوروبى بفضل استراتيجيتهم الذكية فى شراء وبيع اللاعبين والاعتماد على المواهب الصغيرة والمميزة للغاية.

تكمن ايضا عبقريتهم المالية بعد ان تخلوا عن فكرة انشاء استاد جديد للفريق وقاموا ببعض التعديلات الجيدة لاستاد الانفيلد الحالى.
نجح الفريق فى تحقيق ارباح كبيرة من الدعايا حيث اعتمد الرجلان على الابقاء على المديرين الفنيين للفترة الكافية التى تسمح لهم باظهار فلسفتهم التدريبية، وهذا ما حدث مع الالمانى يورجن كلوب الذى نجح فى النهاية بتكوين فريق قوى للغاية حاليا.
فى العصر الذى اعتمد بشكل كبير على التعامل مع اندية كرة القدم على انها شركات بترول والغرض الاكبر منها هو تحقيق الربح فقط دون النظر الى الشغف والذى يعتبر هو القلب النابض لكرة القدم، ظهرت الادارة الامريكية المستقلة التى نجحت فى احترام الاختلافات الثقافية للمجتمعات والتوقف عن التعامل مع جماهير الفريق على انهم مستهلكين، فهم لا يبحثوا عن المال او الشهرة بل هم يسعدون فقط عندما يفوز فريقهم ببطولة.

لكن صٌدم جمهور كرة القدم من قرار هذا الثنائى من تسريح عدد كبير من موظفين النادى، فعلى الرغم من كونهم افضل وجه لملاك الاندية الاجانب الا انهم قد يتخذوا بعض القرارات التى تبرز الوجه القبيح للراس مالية.

موضوعات أخرى:

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com