الإمارات..رحلة إلى المجهول فى إيطاليا 90

الإمارات..رحلة إلى المجهول فى إيطاليا 90

فى الوقت الذى لازال الغضب فيه مستمر من حصول قطر على إقامة بطولة كأس العالم عام 2022، يشهد هذا العام الذكرى ال27 لواحدة من أفضل حكايات المنتخب الاماراتى فى بطولة كاس العالم والتى اقيمت فى ايطاليا عام 1990.

بدأ المنتخب الإماراتى التصفيات المؤهلة للبطولة فى عام 1989 بتشكيلة تكونت من لاعبى فرق العين والوصل والنصر والخليجى والشباب والشارقة ولم يكن يعلم اى منهم ان هؤلاء اللاعبون على وشك كتابة التاريخ.

لكن قبل أن تبدا هذه المرحلة حدثت بعد التغييرات الجزرية الكبيرة والتى تضمنت التعاقد مع العديد من أفضل المدربين فى عالم كرة القدم.

تولى المدير الفنى السابق لفريق ليدز يونايتيد دون ريفى تدريب المنتخب الإماراتى فى عام 1977 وقد احدث هذا القرار ضجة كبيرة فى انجلترا حيث اكتشفت ادارة الفريق الإنجليزى خبر استقالته من خلال الصحف.

تعرض ريفى لانتقادات لازعة خلال هذه الفترة ووُصف بانه لا يهتم باى شئ سوى المال وتحولت فيما بعد لاتهامات عديدة بتلاعبه بنتائج المباريات.

لكن على الرغم من حصوله على مرتب كبير للغاية مع المنتخب الخليجى، فهو لم يذهب فقط ليحصل على الاموال وينتظر المعجزة ليصعد بالفريق الى بطولة كأس العالم،  لكنه قام بالعديد من الانجازات حيث وضع خطة اصلاح وتاسيس وتطوير للمنشئات الكروية والتى استفادت منها الكرة المحلية فى دولة الامارات.

استمر ريفى فى التواجد مع الامارات حتى عام 1980 بعد ان حقق انجازات عملاقة للغاية وتولى المهمة بدلا منه المدرب الايرانى الكبير حشمت مهواجيرانى.

حقق مهواجيرانى نجاحا كبيرا مع بلاده حيث فاز مع المنتخب الايرانى ببطولة كاس الامم الاسيوية فى عام 1976 وتأهل من دور المجموعات فى البطولة الأوليمبية عام 1976 ونجح ايضا فى المشاركة ببطولة كأس العالم عام 1978.

لكن على الرغم من كل هذه النجاحات الكبيرة، الا انه حقق نجاحا محدود مع الامارات حيث تأهل الى بطولة كأس الأمم الآسيوية عام 1980 واحتل المركز الثالث لكاس الخليج العربى عام 1982.

رحل المدرب الايرانى عن صفوف الفريق وتم استبداله بالبرازيلى كارلوس البيرتو بيريرا فى عام 1984.

وضع بيريرا نفسه وسط المدربين الكبار بعد ان فاز بكأس أمم آسيا فى عام 180 مع منتخب الكويت ونجاحه فى التاهل بهم ايضا فى بطولة كاس العالم عام 1982.

لكن على الرغم من انه ضمن التاهل للمنتخب الاماراتى لبطولة كاس الامم الاسيوية عام 1988 الا انه اداءهم كان مخيبا للغاية ليرحل البرازيلى عنهم وينضم لتدريب المنتخب السعودى.

تولى الأسطورة ماريو زاجالو تدريب المنتخب الامارتى وهو من اعظم الاساطير الكروية حيث فاز ببطولة كاس العالم لمرتين فى عامى 1958 و1962 وفاز بها كمدرب فى عام 1970 ليصبح اول شخص فى التاريخ يحقق هذا الإنجاز.

طور زاجالو من اداء الفريق بشكل كبير حيث اضاف لهم العديد من الجمل التكتيكية المميزة لذلك بفضل عمله الفنى الكبير بالاضافة الى المجهودات العملاقة التى بذلها الذين سبقوه نجح المنتخب الاماراتى فى تحقيق الانجاز التاريخى.

شارك 25 فريق فى التصفيات المؤهلة للبطولة وتم تقسيمهم على 6 مجموعات ووجدت الامارات نفسها فى مجموعة تضم الكويت وباكيستان وجنوب اليمن.،لكن بعد انسحاب جنوب اليمن لذلك اصبحت الامور اسهل قليلا فى مجموعة مكونة من 3 فرق فقط.

شهدت مباراتهم الأولى منافسة قوية امام الكويت حيث استقبلت شباكهم لهدفين فى اول 26 دقيقة ولكن نجح اللاعب زهير سعد بخيت فى تسجيل هدفين ليعودوا مرة اخرى الى اللقاء وتصبح النتيجة 2-2، و لم يتحمل الفريق الاماراتى الضغط المتواصل من الفريق المستضيف وخسروا المباراة بنتيجة 3-2.

لعب الفريق مباراته الثانية ضد باكستان بعد 7 ايام على ارضهم واحتاجوا للفوز بشكل كبير نظرا لان منافسهم الكويت يحتل المركز الأول برصيد 4 نقاط وكان الفوز حينها يحسب بنقطتين فقط.

نجح الفريق الاماراتى فى ان يفوز بالمباراة بنتيجة 5-0 وكانت هذه الاهداف مهمة للغاية فى مشوار صعودهم بعد أن حقق منتخب الكويت الفوز على باكستان بنتيجة 2-0، ادرك زاجالو وفريقه انه توجب عليهم الفوز بالمباراتين المقبلتين لهم ليضمنوا التاهل.

كانت المباراة التالية ضد الكويت المتصدرة وكان لقاء صعبا للغاية انتهى بفوز المنتخب الاماراتى بهدف اسطورتهم عدنان خميس الذى يحمل الرقم القياسى فى المشاركات الدولية برصيد 161 مباراة.

نجحت الامارات فى الصعود بعد فرق الاهداف الكبير بينها وبين الكويت بعد ان فازوا على باكستان مرة اخرى بنتيجة 4-0 ليصعد الفريق الى المرحلة الثانية من التصفيات برفقة قطر والسعودية وكوريا الجنوبية والصين وكوريا الشمالية.

تعادل الفريق فى مباراته الأولى بهذه المرحلة امام كوريا الشمالية بنتيجة 0-0 وواجهوا المنتخب الصينى بعدها ب5 ايام ولكنهم كادوا ان يتعرضوا للهزيمة بعد ان سجل تانج يدونج الهدف الاول ولكن نجح خليل مباراك بتسجيل هدف التعادل فى الدقيقة 87.

استمر الضغط الاماراتى وقاموا بهجمة مرتدة فى نهاية اللقاء ادت الى تسجيل الهدف الثانى باقدام بطلهم عدنان خميس.

تعادل الفريق بعدها امام المنتخب السعودى والقطرى ووجدوا انفسهم امام المتصدر كوريا الجنوبية فى المباراة الاخيرة.

كان المنتخب الكورى هو الاقوى فى المجموعة نظرا لفوزهم بجميع المباريات وتسجيلهم 25 هدفا وعدم تلقيهم لاى هدف فى شباكهم.

كانت المباراة صعبة للغاية حيث استقبلت شباكهم الهدف الاول فى اول 8 دقائق ولكنهم نجحوا فى العودة سريعا وتسجيل التعادل فى الدقيقة 16 من راسية مميزة من اللاعب عدنان خميس.

احتاج الفريق الاماراتى الى التعادل فقط لضمان التاهل وبالفعل نجحوا فى ذلك وقام اللاعبين بحمل مدربهم زاجالو المخضرم احتفالا به مع الجماهير.

تفاجئ الجميع برحيل المدرب زاجالو عن المنتخب الاماراتى قبل ان تبدا البطولة ليتولى مسئولية فريق فاسكا دا جاما فى بلاده البرازيل ومن ثم عاد مرة اخرى كارلوس البيرتو بيريرا لهذه المهمة.

كانت علاقة بيريرا باللاعبين جيدة للغاية بالاضافة الى تمتعه بالخبرة فى بطولة كاس العالم نظرا لمشاركته مع الكويت فى عام 1982 لذلك كان يدرك كم التحديات التى ستواجهه فى ايطاليا عام 1990.

وقعت الامارات فى مجموعة ضمت منتخب المانيا الغربية وكولومبيا ويوغسلافيا وكانت المباراة الاولى لهم فى بولونيا بحضور 31 الف مشجع.

نجح المنتخب الاماراتى فى الخروج بالتعادل فى الشوط الاول امام المنتخب الكولومبى على الرغم من تواجد نجوم امثال فريدى رينكون وكارلوس فالديرما.

كادت ان تسجل الامارات الهدف الافتتاحى ولكن ضيع الطليانى فرصة سهلة للغاية بشكل غريب.

تعرض الفريق للخسارة امام المنتخب الكولومبى وذهبوا للمباراة التالية امام منتخب المانيا الغربية بتواجد يورجين كلينسمان رودى فاولر ولوثار ماثويس بحضور 71 الف مشجع.

فاز المنتخب الالماني بالمباراة بنتيجة 5-1 ولكن تعتبر اللقطة الابرز لهم تسجيل خالد مبارك هدفا رائعا فى شباك المانشافت.

كانت المباراة الاخيرة لهم امام المنتخب اليوغسلافى وكانوا قد خرجوا من البطولة على عكس يوغسلافيا التى كانت تسعى لحجز المركز الثانى فى المجموعة.

انتهت المباراة بنتيجة 4-1 لصالح منتخب يوغسلافيا واحتل المنتخب الاماراتى قاع المجموعة بعد ان استقبلت شباكه 9 اهداف. لكن تكمن عبقرية هذه المشاركة فى انهم وضعوا انفسهم امام عمالقة اوروبا.

استمر المنتخب الاماراتى فى تعيين مدربين على أعلى مستوى مثل هنرى مايكل وروى هودسون وديك ادفوكات.

أدت هذه المشاركة الى تغيير اراء ووجهات نظر الاندية الاوروبية واللاعبين المعتزلين حيث قام العديد منهم ببناء اكاديميات كروية فى هذه المنطقة بحثا عن المواهب المميزة منهم ولكن تظل ايطاليا 90 هى البوابة التى فتحت الازدهار والتالق للكرة الامارتية بشكل كبير.

موضوعات أخرى:

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com