يطمح العديد و العديد من لاعبي كرة القدم العرب في احتراف اللعبة في أحد الأندية الأوروبية. لكن الانتقال الى ريال مدريد هو دون شك حلم الجميع. و حيث أن هذا الحلم صعب على اللاعبين العرب نظرًا لفارق المستوى في الوقت الحالي. إلا أن أحدهم، وهو من جذور عربية، تمكن من تحقيق ذلك. الأمر المثير للدهشة أنه يلعب في خط الهجوم الذي يكون حكرًا عادة على نجوم أوروبا أو أمريكا الجنوبية. مهاجم ريال مدريد من اصول عربية، فلنكتشف حكايته معًا
لا يختلف اثنان عن قيمة نادي ريال مدريد و عراقته في عالم كرة القدم. و إنه لشرف كبير لأي لاعب يرتدي قميص هذا الفريق. لكن الفرصة لا تأتي للجميع. نجم اليوم انطلق من الأراضي الفرنسية. بدأت رحلته مع كرة القدم في نادي ليون. ربما كان الانضمام لناد مثل ريال مدريد مجرد حلم طفل صغير حينها. لكن ما يُحسب له هو أنه تشبث بحلمه. لا بد أنك عرفته. إنه كريم بنزيما
وُلد بنزيما في مدينة ليون لأبوين من اصول عربية و تحديدًا من الجزائر. لكنه عاش كامل حياته في فرنسا. ظهرت موهبته منذ نعومة أظفاره مما دفع اولمبيك لوين الى ضمه وهو في سن العشرة سنوات. سرعان ما برزت مواهب النجم الفرنسي مع فريق يُعتبر الجيل الذهبي لنادي ليون في خلال العشرية الأولى من الألفية الجديدة. وصل بنزيما للقمة خلال موسمي 2007-08 و 2008-09 حيث سجل 54 هدفًا في كل المسابقات على الفريق مما جلب أنظار ريال مدريد نحوه
مهاجم ريال مدريد من اصول عربية ؟ هو سؤال ربما طرحه كثيرون. لكن في سنة 2009، حدث هذا بالفعل وانتقل كريم بنزيما الى ريال مدريد. و منذ ذلك الحين، بدأت رحلة الفرنسي في في النادي الملكي. الحمل كان ثقيلًا خصوصًا مع انتداب كريستيانو رونالدو و كاكا في نفس الفترة. وكذلك مع رغبة ريال مدريد في إعادة أمجاد فريق كرة القدم الغائبة منذ سنوات. خصوصًا مع حلم فلورينتينو بيريز، رئيس النادي، بالفوز بدوري الأبطال العشرة والتي يبحث عنها الفريق منذ سنة 2003
كما كان منتظرًا، لم تكن البداية سهلة. دفع مدرب ريال مدريد، مانويل بيلليغريني، بكريم كأساسي. لكن الفرنسي صاحب الـ21 عامًا لم يؤد كما يجب. و شيئًا فشيئًا فقد الفرنسي مكانه لصالح الارجنتيني هيغواين. واجه مهاجم ريال مدريد من أصول عريبة عدة صعوبات خارج المستطيل الأخضر. لم يكن يُتقن اللغة الاسبانية مما صعب عملية التواصل. لكن الأهم أنه لم يعش تجربة التواجد في غرفة ملابس لناد عملاق مثل ريال مدريد
مع قدوم جوزي مورينيو موسم 2010-11 تحسن وضع كريم بنزيما في الفريق. استغل الفرنسي اصابة غونزالو هيغواين ليخطف مكانه كأساسي في هجوم الفريق. مع تقدم الموسم، اكتسب بنزيما ثقة كبيرة يعود الفضل فيها للمدرب البرتغالي. لكن نكسة ريال مدريد في الدوري الاسباني و خاصة في دوري ابطال اوروبا غطت على مردوده الجيد. أنهى بنزيما الموسم بـ26 هدفًا في كل المسابقات و هو ما يقارب 3 أضعاف عدد الاهداف التي سجلها في موسمه الأول
بمرور السنوات، أصبح بنزيما من كوادر ريال مدريد. ونال ثقة كل المدربين الذين تتالوا على الفريق. كما ساهم اللاعب بقوة في الفترة الذهبية التي عاشها الفريق و توج خلالها 3 مرات بدوري ابطال اوروبا خلال 4 سنوات. لكن المهمة الأصعب كانت خلافة كريستيانو رونالدو في قيادة هجوم الميرينغي بعد انتقال النجم البرتغالي الى نادي يوفنتوس الايطالي
نجح مهاجم ريال مدريد في سد الشغور الحاصل في هجوم ريال مدريد بنسبة محترمة. تبقى أرقامه دون شك أقل من أرقام رونالدو. لكن النادي الملكي وجد في بنزيما اللاعب القادر على قيادة الخط الأمامي للفريق. عدا عن كونه أصبح هداف الريال بـ27 هدفًا موسم 2019-20، تقمص اللاعب دورًا قياديًا بين كوادر الفريق. فصار مع سيرخيو راموس و لوكا مودريتش، الثلاثي صاحب القرار في غرقة تغيير ملابس النادي. عدة أصوات رشحته كذلك للفوز بالكرة الذهبية بعد كل ما قدمه مع الميرينغي في الفترة الأخيرة
لم يكن أن لاعب من اصول عربية يحلم يومًا بالوصول للمكانة التي وصل اليها كريم بنزيما في الريال. وما حققه الفرنسي الجزائري سيلهم دون شك بقية اللاعبين العرب حتى يسلكوا نفس الطريق. الأمر ليس سهلًا دون شك. فناد كريال مدريد لا يرضى الا بأفضل اللاعبين في العالم. و مع ذلك، فهناك بعض الأمثلة التي تبشر بالخير. منذ بضعة سنوات ظهر لاعب آخر من أصول عربية مع النادي الملكي وهو أشرف حكيمي. الظهير المغربي لم يتمكن للأسف من فرض نفسه في النادي. لكنه يتألق اليوم مع انتر ميلانو الايطالي
رحلة بنزيما مع النادي الملكي لا تزال متواصلة. سيخوض اللاعب هذا العام موسمه الثالث عشر بقميص النادي. ليس سهلًا أن تظل كل هذه السنوات مهاجم الريال الأساسي. و هذا ما يزيد من فخر الجماهير به. سيذكر التاريخ دومًا أنه مهاجم ريال مدريد من اصول عربية
