ساني .. النقطة المضيئة في نفق البايرن والسيتي

ساني .. النقطة المضيئة في نفق البايرن والسيتي

إنتشرت صور كثيرة لليروي ساني يوم الخميس الماضي بقميص فريق بايرن ميونيخ قبل إعلان إنتقاله بشكل رسمي وتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي هذه الصور بشكل كبير ، أدى ذلك الأمر إلى قيام المدير الرياضي للبايرن حسن صالح حميديتش بالإتصال بمدير فريق مانشستر سيتي تشيكي بيجريستين للإعتذار له ولتأكيد أن الفريق البافاري ليس له علاقة بهذا الأمر وأنه لا يستخدم هذه الطرق لإتمام صفقاته.

أشارت صحيفة The Athletic في تقرير لها عن  هذه الصفقة ان هذه ليست المرة الأولى التي يسبب فيها ساني مشكلة حيث أرسل الرئيس التنفيذي لفريق مانشستر سيتي فيران سوريانو برسالة رسمية لإدارة بايرن ميونيخ معبرا فيها عن إستياء ناديه من الإشاعات والحملات الإعلانية التي أشارت لإنتقال اللاعب للفريق الألماني على الرغم من تواجده مع السيتي، مما أدى في النهاية إلى إعتذار رئيس الفريق البافاري أولى هونيس عن هذه المشكلة.

https://www.youtube.com/watch?v=YqlmjHbNrvk

لكن بعد مرور عام على هذه المشكلة، إنتقل ساني أخيرا إلى صفوف بايرن ميونيخ بعد أن وضع الطرفان خلافتهما جانبا وأتموا الصفقة بقيمة 60 مليون جنية إسترليني.

تعتبر هذه هى المرة الأولى التي يخسر فيها السيتي لاعب ويرحل عنهم دون رغبتهم منذ أن تم الإستحواذ على النادي في عام 2008 نظرا لهيمنتهم على أسواق الإنتقالات طوال هذه الفترة بشكل كبير للغاية.

أبرز رحيل ساني عن السيتي خلال هذه الفترة وعلى الرغم من أنه لن يستطيع المشاركة مع بايرن ميونيخ إلا من الموسم المقبل حقيقة علاقته بالسيتي الفترة الماضية.

كانت رغبة الفريق الإنجليزي الإبقاء عليه في صفوفهم وتجديد عقده لمدة موسمين إضافيين وقررت الإدارة الإستمرار على هذا العرض على الرغم من تعرض اللاعب لإصابة بقطع في الرباط الصليبي في شهر أغسطس الماضي مما حث حينها البايرن على التريث والإنتظار.

https://www.youtube.com/watch?v=oP0Rj5W9jC0

لكن يبدو أن ساني كان متخذا لقراره منذ فترة كبيرة نظرا لإزدياد الخلافات بينه وبين مدربه بيب جوارديولا بشكل كبير في السنتين الماضيين وكانت المشكلة الأساسية في رغبة سانى باللعب لوقت أكثر بينما رأى جوارديولا أنه يحتاج لإكتشاب المزيد من الخبرة مع الوقت.

ساءت الأمور بشكل أكبر بعد رغبة زوجة اللعب في الرحيل عن مدينة مانشستر وبعدها قرر والدي اللاعب هذا القرار ورغبتهم الشديدة في الإنتقال إلى مدينة ميونيخ بالإضافة إلى كسبه للمزيد من الأموال بشكل أكثر مما كان في السيتي بالإضافة الى العديد من المغريات المميزة للاعب في عقده مع العملاق البافاري.

لكن على الرغم من تأكيد السيتي على تركهم اللاعب للرحيل مجانا إذا ما عجز البايرن عن إنهاء الصفقة هذا الصيف، إلا أن العملاق الألماني كان يدرك أن الحقيقة تختلف كثيرا وتحديدا بعد أن اخبر ساني إدارة السيتي أن لا مشكلة بالنسبة له أن يستمر معهم لموسم إضافي ومن ثم الرحيل مجانا إلى البايرن، مما عجل من إدارة الفريق السماوي بإنجاز الصفقة مع البايرن.

بدأت الأمور في التوضيح بشكل أكبر بعد أن صرح بيب جوارديولا في مؤتمر صحفي عن رغبة ساني في الرحيل هذا الموسم أو المقبل بشكل كبير مما أظهر خطة السيتي في هذا الوقت، فالجميع يعلم نوايا ساني وفي هذا الوقت إتضحت أيضا توجهات السيتي ومخططه بشكل كبير ، لكن تفاجئ الجميع أن الأمور إستقرت بشكل كبير بين الطرفين وأنهم نجحوا في الوصول إلى إتفاق على الرغم من الخلافات الكبيرة بين اللاعب والسيتي.

أشارت أيضا بعض المصادر المقربة لصحيفة The Athletic أن عملية المفاوضات جاءت بشكل إحترافي ومنظم ومهذب للغاية بين كلا من صالحميديتش وبيجرستين من أجل إتمام هذه الصفقة بنجاح. تعتبر الوظيفة الرئيسية للمدير الرياضي هي أن مصلحة النادي تأتي فوق كل شئ لذلك كان من السهل أن يصل هذا الثنائي لإتفاق.

كانت المخاوف من تعرض اللاعب لإصابة أخرى محركا كبيرا لهذه الصفقة مما حث السيتي على ترك اللاعب للرحيل نظرا لمخاوفهم من المشاكل في المستقبل بالإضافة إلى حقيقة أنه لم يكن ليشارك مع الفريق هذا الموسم بشكل كبير نظرا لشعور جوارديولا بأنه غير ملتزم. لكن لم تكن العقوبة التي تعرض لها السيتي بالمنع من المشاركة في دوري أبطال أوروبا لموسمين طرفا في هذه الصفقة أو محركا لرغبة اللاعب في الرحيل، وحاليا يستأنف الفريق هذا القرار مع المحكمة الرياضية.

لكن الشئ المميز الذي يكمن وراء هذه الصفقة هو توقيتها، فبعد أن إنضم صالح حميديتش إلى الإدارة وبدأ في عمله في يوم 1 من شهر يوليو الحالي، نجح في التعاقد مع ساني تانجاي كواسي المدافع  صاحب ال18 عام والذي إنضم في صفقة إنتقال حرة من صفوف باريس سان جيرمان.

أشارت العديد من المصادر المقربة لفريق باريس سان جيرمان أن تعاقد كواسي مع البايرن بهذا الشكل أثار غضب العديد في النادي وأبرزهم المدرب توماس توخيل ولكن براعتهم الإدارية أيضا قد ظهرت وبرزت بشكل كبير في صفقة ساني أيضا.

أشاد رئيس بايرن ميونيخ الحالي كارل هاينز رويمينجه بدور صالح حميديتش في إنهاء الصفقات بشكل سريع ومميز للغاية وتحديد مع ساني الذي تعثرت المفاوضات معه لمدة عام،ولكن في النهاية نجح صالح حميديتش والذي سبق له إرتداء قميص البايرن في الحصول على توقيع ساني بالإضافة إلى قدرته على إقناع المدرب هانس فليك بقدرات ساني المميزة وأنه سيضيف المزيد للفريق أكثر من تيمو فيرنر.

كان مهاجم ليبزيج فيرنر قد أبدى موافقته على الإنتقال لصفوف البايرن في الموسم الماضي ولكن تأخر المفاوضات معه أدى إلى فشلها في النهاية.

علمت صحيفة The Athletic  من مصادر داخل مانشستر سيتي أن راتب ساني سيصل إلى 22 مليون يورو في السنة مع بايرن ميونيخ، مما يعني أنه سيتقاضي ما يقرب من 430 يورو في الأسبوع الواحد فقط. لكن من جهه البايرن صدرت تصاريح تشير إلى أن راتبه لن يتعدى ال17 مليون يورو وقد حدث هذا التغيير نتيجة تفشي فيروس كورونا وهو أقل من العرض الذي قدمه الفريق في العام الماضي.

لكن على أي حال من الأحوال، شعر فريق بايرن ميونيخ بالإنجاز كونهم تعاقدوا مع لاعب بارز وموهوب للغاية بمبلغ أقل من ال120 مليون يورو والتي فرضها السيتي العام الماضي لرحيل اللاعب. لكن بعد أن تعرض اللاعب للاصابة في مباراة الدرع الخيرية، خسر السيتي مبلغ 70 مليون يورو من سعر اللاعب بالإضافة أيضا إلى 8 مليون يورو كمرتب للاعب أثناء فترة تأهيله من الإصابة.

لكن وسط كل هذه الإتفاقيات ونجاح المفاوضات بين الطرفين، إلا أن هذا لن يقلل من حده الخلافات والمشادات بين السيتي والبايرن ، بدأت هذه الخلافات بعد الإدعاءات التي قالها هونيس سابقا أنه كلما رغب جوارديولا التعاقد مع اللاعب تصل قيمته لأكثر من 100 مليون يورو، يقوم الشيخ منصور بعدها برفع سعر البترول لتعويض ما أنفقه ، لكن بعد العديد من المشادات والتصريحات والقضايا، قال هوينس أن تصريحه قد فهم بشكل خاطئ وأنه يقصد أن الشيخ منصور ينجح في بيع كميات أكبر من البترول لتعويض الأموال التي أنفقها في شراء اللاعبين.

بدت هذه الأمور للسيتي وكأنها معركة حول الأحوال المادية بين الماضي والحاضر، بينما يرى فريق بايرن ميونيخ الأمور بشكل مختلف وأن المشكلة ليست في مصادر دخل مانشستر سيتي بل لكونها لا تنتهي ودائما ستعطى الأفضلية لهم في سوق الإنتقالات.

تصاعدت المشاكل بين السيتي والبايرن بشكل متواصل على مدار السنوات الماضية، حيث دائما ما كان يرى السيتي أن الفريق البافاري غير محترفين في تعاقداتهم وطرق تعاملهم في شراء اللاعبين. برزت هذه المشكلة أثناء التفاوض مع بواتينج حينما قدم العملاق البافاري عرضا بقيمة 8 مليون يورو على الرغم من تحديد السيتي لقيمته حينها ب18 مليون يورو.

شعرت إدارة السيتي حينها بأن العرض مهين ومثير للسخرية ولكنهم لم يصرحوا بذلك بشكل علني، لكن على النقيض قامت إدارة البايرن بشن حملة هجومية في الإعلام على السيتي مما أدى إلى حدوث ضغط كبير وفي النهاية تمت الصفقة بمقابل 13 مليون يورو، ولكن على الرغم من مرور العديد من السنوات على هذا الموقف إلا أن السيتي لم ينسوه.

إزدادت الأمور سوءا أيضا عندما كان جوارديولا مدربا لبايرن ميونيخ وكانت هنام محاولات من السيتي للتفاوض معهم ليتولى تدريب الفريق. صرح رئيس النادي البافاري حينها فرانز بيكنباور أنه غير قلق تماما من هذه الأمور نظرا لأن جوارديولا لن ينظر إلى فريق بحجم السيتي.

شعرت أيضا إدارة السيتي بالإهانة الشديدة عندما قام كلا من رومينيجه وهوينس في إعطاء النصائح والتوجيهات لهم في كيفية إدارة الأمور، على الرغم من أن هوينس قد وقع عليه حكم بالسجن لمدة 3 سنوات في عام 2014 بعد تورطه في قصايا تزوير وتهرب ضريبي بقيمة 22.4 مليون يورو وأتى هذا الحكم بعد عام من دفع رومينيجه لغرامة قدرت قيمتها ب249 ألق يورو كضرائب على ساعتين روليكس كان قد أخذهما كهدية عندما كان في قطر.

لكن على الرغم من كل هذه المشاكل والخلافات، إلا أن علاقة جوارديولا وهوينس لم تتأثر ومازالت تجمع بينهما صداقة مميزة وإجتمع الثنائي في مدينة ميونيخ للعديد من المرات لتناول العشاء.

لكن في النهاية وعلى الرغم من كل هذه العوائق، نجح المديران الرياضيان لكلا من السيتي والبايرن في إنهاء صفقة ساني والتى يرى الجميع انه مربحة بشكل كبير للطرفين.

موضوعات أخرى:

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com