رحلة ريال مدريد نحو لقب الدوري رقم 34

رحلة ريال مدريد نحو لقب الدوري رقم 34

نجح فريق ريال مدريد بالتتويج ببطولة الدوري الأسباني لهذا الموسم في الوقت الذي أشار فيه العديد من الأشخاص إلى أن هذا التتويج جاء بسبب تعثرات برشلونة وهو الأمر الذي يعد ظلما كبيرا للغاية.

أنهى اللوس بلانكوس غيابهم عن البطولة والذي إستمر لمدة 3 سنوات بحسمهم لبطولة الدوري الأسباني رقم 34 في تاريخهم قبل إنتهاء البطولة بمباراة واحدة فقط ونجح الميرينجي في كسر هيمنة غريمهم برشلونة على البطولة بالإضافة إلى توسيع الفارق بينهم مما يضيف المزيد من الحلاوة والمتعة لهذه البطولة المميزة.

سيحتاج أي فريق للعديد من العناصر المكملة للتويج ببطولة الدوري بالإضافة طبعا إلى العزيمة وبعض الحظ. إمتلك فريق ريال مدريد هذا الموسم كل هذه المقومات نظرا لتقديم العديد من اللاعبين مستويات قوية للغاية على الصعيد الفردي بالإضافة إلى تألق الفريق بشكل كامل على الصعيد الجماعي.

إعتمد المدرب الفرنسي المخضرم زين الدين زيدان على العديد من العناصر المميزة للفوز باللقب رقم 34 ، لذلك ستعرض لكم وات ذا سبورت كيف نجح الميرينجي في الفوز بهذا اللقب المميز.

1- الصلابة الدفاعية

إشتهر أتليتكو مدريد بكونه أبرز وأقوى الأندية الدفاعية في مدريد، ولكن تغيرت هذه المفاهيم هذا الموسم تحت قيادة زيدان بالنظر إلى أسلوبه الدفاعي الجديد مع الفريق والذي يختلف تماما عن طريقة كلا من سانتياجو سولاري وجولين لوبوتيجي اللذان فشلا مع الفريق.

لنتخذ الموسم السابق كمثال، حيث إستقبلت شباك اللوس بلانكوس ل34 هدف وأنهوا الموسم بالمركز الثالث بفارق 19 نقطة عن المتصدر برشلونة. كان هناك العديد من الثغرات الدافعية للفريق في الخط الخلفي مما حث زيدان على التعاقد مع كلا من إيدير ميليتو وفيرلاند ميندي مقابل 88 مليون جنية إسترليني ولكن في النهاية إعتمد الفرنسي على ميندي بشكل كبير حيث شارك في 24 مباراة بينما تواجد ميليتو على فترات.

لا يوجد أي شك في قدرات مارسيلو الهجومية ولكنه لم يكن يوما قويا وصلبا في الناحية الدفاعية بينما نجح ميندي في إثبات نفسه وقدراته الدفاعية المميزة بشكل كبير.

نجح زيدان في الرد على جميع المشككين في قدراته الفنية والتكتيكية كمدرب بعد أن طور كثيرا من أسلوب ريال مدريد.

إتضح ذلك بعد أن إختفى تذبذب المستوى للفريق الذى ظهر في فترته السابقة حيث أصبح حاليا هناك تركيز أكبر على شكل الفريق ومنظومته المتماسكة. ظهرت تغيرات زيدان أيضا في الثلث الهجومي للملعب حيث حول المنظومة من الإعتماد على المرونة الهجومية إلى منظومة متماسكة بشكل أكبر لتضييق المساحات على الخصم ليضيف المزيد من التوازن والقوة للفريق.

نادرا ما تواجد كلا من توني كروس وكاسيميرو في المنطقة الهجومية نظرا لإعتماد الفريق على طريقة لعب ثابتة بشكل أكبر وميولهم لشن الهجمات المرتدة السريعة على الخصوم مستغلين المساحات الموجودة في الملعب. يختلف هذا الأسلوب تماما عن طريقة لعب ريال مدريد المعتادة ولكنها أتت بثمارها بعد أن نجح زيدان في تحديد نقاط القوة والضعف الخاصة بفريقه وتعديلها تدريجيا في المباريات.

إستقبلت شباك الفريق 23 هدفا فقط حتى الأن وحققوا الفوز بنتائج محدودة فهم لم يسجلوا في شباك خصومهم أكثر من هدفين بأخر 8 مباريات خاضوها في بطولة الدوري.

قدم كلا من راموس وفاران أفضل مستوياتهم الدفاعية خلال هذه الفترة بينما نجح ثيبوت كورتوا في إسكات المنتقدين بحفاظه على نظافة الشباك ل18 مباراة بالدوري حتى الأن.

وعلى الرغم من أن هذه الطريقة لا تعتمد على المتعة إطلاقا ولكنها كانت مفيدة للغاية في رحلة تتويج الميرينجي.

2- إستغلال بنزيما بأفضل طريقة

لا يوجد مهاجم في أوروبا أكثر تعاونا من كريم بنزيما وظهر ذلك أثناء تواجد زميله السابق كريستيانو رونالدو حيث لعب الفرنسي دور المساعد وكانت مهمته تقديم جميع الفرص المتاحة لرونالدو في الخط الهجومي.

تغيرت الأمور كثيرا بعد رحيل رونالدو نظرا لإنه لا يوجد مهاجم غيره وقد إستفاد بنزيما كثيرا من هذا الموقف حيث تحول إلى النقطة المحورية التي يرتكز عليها الفريق في المنطقة الهجومية.

لكن بالنظر إلى مستواه، فإن بنزيما قد نجح في تحسين مستوى اللاعبين من حوله فعلى الرغم من تعرض هازارد للعديد من الإصابات التي أبعدته عن الفريق هذا الموسم لفترات طويلة، لكن هذا لم يمنع ظهور بعض البودار المميزة في التفاهم بينهما حيث قدم البلجيكي أفضل مستوياته مع الفريق بتواجد بنزيما في التشكيل.

سجل بنزيما هذا الموسم 21 هدفا في الدوري ولكن من ضمنهم واحد من أفضل أهداف هذا الموسم وصنع 8 أهداف من ضمنهم أيضا واحدة من أفضل التمريرات الحاسمة لهذا الموسم.

قدم بنزيما مستويات مميزة سواء في الصناعة أو التسجيل ولكن يتوجب علينا الإشادة بمستوياته البدنية وحفاظه على لياقته طوال الموسم نظرا لأن تأدية هذا الدور تحتاج إلى لياقة كاملة وهذا هو ما قدمه الفرنسي هذا الموسم حيث غاب عن الفريق لمباراة واحدة فقط.

لا يهم كيف سيتواجد بنزيما في الملعب سواء في السقوط لمنتصف الملعب أو أن يتواجد على الأطراف لفتح المساحات لزملاءه، فعلى أي حال من الأحوال سيقدم اللاعب أفضل ما عنده لمصلحة الفريق. قدم اللاعب صاحب ال32 عاما درسا مثاليا للاعبين الصغار عن أهمة الإيثار وحثهم على تفضيل مصلحة الفريق على مصلحتهم الشخصية وقد برز ذلك كثرا بعد أن أصبح قدوة لهم حاليا.

3- تسجيل الجميع للأهداف

إستحق بنزيما المدح الكبير على أداءه مع الفريق هذا الموسم، ولكن في نفس الوقت نجح اللاعبين في تخفيف الحمل عنه قليلا وقاموا بتسجيل الأهداف ليتشارك الجميع في مسئولية التسجيل.

نجح 21 لاعب من صفوف اللوس بلانكوس هذا الموسم في زيارة شباك الخصوم وهو الإنجاز الذي يتحقق لأول مرة في تاريخ بطولة الدوري الأسباني.

قد يثير هذا الأمر غضب الجماهير تجاه مهاجم الفريق ويحثهم للتشكيك في قدراته في أي فريق ولكن ليس مع بنزيما المتألق، لكن على أي حال من الأحوال فإن نظام المشاركة قد نجح بالفعل لذلك لا داعي لتوجيه إي إنتقادات.

قيدت الحرية الهجومية للفريق هذا الموسم وسط التقيدات الدفاعية التي وضعها زيدان هذا الموسم ولكنه حث اللاعبين في نفس الوقت على التتواجد بمناطق الهجوم والتسجيل أيا كان مركزهم وجاء ذلك بنتيجة جيدة للغاية حيث لم يغجز أي لاعب عن التسجيل هذا الموسو سوى ميليتو وبراهيم ديز.

توضح أيضا هذه الإحصائيات مدى ثقة زيدان في لاعبيه بالإضافة إلى إعتماده على تدوير اللاعبين بشكل رئيسي هذا الموسم ونجح في إخراج أفضل المستويات منهم كلما شاركوا في المباريات سواء كانوا سيستمروا مع النادي في المستقبل أم لا.

يتميز ريال مريد حاليا بروح الفريق وأخلاقيات المشاركة وهو الأمر المميز للغاية نظرا لصعوبة تطبيقه مع الفرق ولكن بحسب لزيدان نجاحه في تطبيق هذه القاعدة بشكل مميز للغاية.

4- التعامل مع موقف جاريث بيل

لتضع رأيك الشخصي تجاه تصرفات بيل حاليا سواء كنت مقتنع أنها تنتج عن المعاملة التي يتلقاها من النادي أو إذا كنت مقتنع أنها بسبب سلوكه غير المحترف والطفولي ولكن في أي حاي من الأحوال فإن هذا الموقف يسبب مشكلة وتشتيت كبير ستعجز أكبر الفرق عن التعامل معها.

بدأ بيل الموسم على مقاعد البدلاء ومن ثم إبتعد تدريجيا عن المشاركة بسبب إنخفاض مستواه وتعرضه للعديد من الإصابات، لكن على الرغم من ذلك إلا أنه إستمر في التواجد داخل الصورة بسبب تصرفاته الساخرة من الفريق والتي كادت أن تسبب إضطرابات ومشاكل غير مرغوب فيها.

لكن على الرغم من كونه خارج حسابات زيدان، إلا ان المدرب الفرنسي دائما ما كان ينفي حدوث أي مشاكل بينه وبين اللاعب كلما تعرض لسؤال حول بيل.

كان قد صرح زيدان من قبل بعدم إيمانه أو رغبته في الإعتماد على اللاعب صاحب ال31 عام ولكنه قرر إغلاق هذه الخلافات حاليا والتركيز بشكل أكبر على هدف أهم هذا الموسم وهو التتويج ببطولة الدوري. يتشابه موقف بيل حاليا مع اللاعب مسعود أوزيل في أرسنال، بإستثناء مشكلة الجولف إلا أن مشاكل الألماني مع الجانرز قد أثرت كثيرا على الفريق وأصبحت محور الحديث على نقيض ما يحدث داخل قلعة اللوس بلانكوس.

5- مزج عنصر الخبرة مع الشباب

يعتبر كلا من راموس وبنزيما حاليا هم الأبرز في التشكيلة بالإضافة إلى كونهم من أكبر اللاعبين داخل الفريق ولكن نجح زيدان في ضخ دماء شابة للفريق ستساعده كثيرا في المستقبل.

أثبت كلا من فيدريكو فالفيردي وفينسيوس جونيور وردريجو وميليتو بأنهم يتحسنون مع كل مباراة بالإضافة إلى إكتسابهم الخبرة من زملاءهم الأكبر منهم داخل الملعب. يتواجد حاليا مزيج مميز للغاية من الخبرة والشباب داخل ريال مدريد سواء كان مع فينيسيوس وبنزيما في الأمام أو بين راموس وميليتو في الدفاع أو حتى بين كروس وفالفيردي في خط الوسط.

لا يقتصر الأمر على هؤلا الثلاثة فقط بل أيضا بالنسبة للاعبين الذين لم يشاركوا مع الفريق لكونهم في إعارة مثل تاكي كوبو وسيرجيو ريجوليون ومارتن أوديجارد ففي الوقت الذي أوشكت فيه هيمنة برشلونة على الإنتهاء، جح ريال مدريد في الإستعداد بشكل قوي للغاية في فرض هيمنته للعديد من السنوات القادمة.

موضوعات أخرى:

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com