باستيان شفاينشتايحر..النمر الألماني

باستيان شفاينشتايحر..النمر الألماني

تقابل البايرن مع تشيسلي في نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب الأليانز أرينا وكان يسعى العملاق البافاري للفوز باللقب للمرة الأولى منذ عام 2001.

إنتهى اللقاء بالتعادل بنتيجة 1-1 طوال ال120 دقيقة ليلجئ الحكم إلى صربات الجزاء. كان باستيان شفاينشتايجر حينها واحد من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم ومن أكبر اللاعبين في صفوف البايرن.

دخل اللاعب ليسدد الكرة الخامسة ولكن لسوء حظه إرتطمت الطرة في العارضة ليسجل دروجبا بعدها الهدف ويتوج البلوز باللقب.

إنفطرت قلوب الفريق الألماني لخسارة اللقب ولكن الحزن الأكبر كان بسبب شفاينشتايجر، فهو متواجد مع هذا النادي منذ أن كان صغيرا وكانت هذه الفرصة الوحيدة ليصنع تاريخه وسط الناس الذين أحبوه ولكن أتت الرياحح بما لا تشتهي السفن.

بالنظر إلى هذه النقطة سنجد أن مسيرة شفاينشتايجر كان لها طريقين فقط، الأول وهو أن يصاب بالإحباط ويترك الحزن يؤثر ويضيع كل شئ منه حتى يذهب في طي النسيان أما الطريق الأخر هو أن يتعافى من هذه الأزمة ليعود كسابق عهده.

إختار اللاعب الألماني الطريق الثاني فطوال مسيرته تعرض أسطورة بايرن ميونيخ للعديد من الإختبارت والظروف العصيبة والتغيرات الجزرية التي لعبت دورا كبيرا في تخطيه صدمة هذا النهائي.

إرتبط إسم بايرن ميونيخ بشكل كبير باللاعب فهو النادي الذي ترعرع فيه والذي تواجد فيه بمعظم فترات مسيرته.

بالعودة للماضي قليلا، سنجد أن شفاينشتايجر كان ليحظي بمسيرة مختلفة تماما نظرا لكونه متزلج جيدا للغاية ولاعب كرة سلة موهوب حيث إعتاد عندما كان مراهقا أن يتنافس مع فيليكس نويروتير المتزلج المحترف ولكنه إحتاج لأن يتخذ قرار في مسيرته عندما بلغ عامه ال14.

وجد الدولي الألماني السابق نفسه داخلل المستطيل الأخضر وكان بايرن ميونيخ هو العنصر الأبرز لإتخاذ هذا القرار.

أدرك النادي على الفور أن بحوزتهم موهبة كبيرة للغاية وفي عمر ال18 بموسم 2002، شارك اللاعب مع البايرن لأول مرة في بطولة دوري أبطال أوروبا حينما دخل كبديل أمام النادي الفرنسي ليل.

شهد هذا اللقاء أيضا تواجد صديقه المقرب فيليب لام لأول مرة بقميص البافاري وكانت هيه نقطة تحول كبيرة للمنتخب الألماني وللفريق أيضا.

لكن على الرغم من صغر سنه حينها على التواجد بشكل أساسي مع الفريق الأول، إلا أن المدير الفني للبايرن في هذا الوقت أوتمار هيتزفيلد شعر أن شفاينشتايجر كان جيدا للدرجة التي تسمح له بالمشاركة في عدد دقائق أكثر.

شارك اللاعب على فترات في النصف الثاني من موسم 2003/2002 ولكن كان في مركز الجناح وتوج حينها البافاري بالثنائية المحلية.

شارك اللاعب بشكل أكبر في الموسم التالي مع الفريق وسجل 4 أهداف ولكنه كان موسما سئيا للفريق بعد أن فشلوا في التتويج بأي لقب ولكنه حصد ثمار مجهوداته بنهاية الموسم بعد أن تم إستدعاءه لمنتخب ألمانيا للمشاركة في بطولة اليورو 2004.

كان الشهر التالي بمثابة نقطة تحول حاسمة في مسيرة شفاينشتايجر، فعلى الرغم من أنه شارك مع بلاده في البطولة إلا أنهم تعرضوا للإقصاء وإتضح للجميع حينها أن الفريق يسير بالطريق الخطئ فلقد كان يحتاج الفريق لتغيير شامل.

كان المشهد متشابها تماما مع ناديه نظرا لأنهم على الرغم من تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا من 3 مواسم، إلا أن البايرن إفتقد لثبات المستوى وفشلوا في المنافسة على الألقاب.

ودع البافاري البطولة من دور المجموعات وربع النهائي في العامين التاليين لتتويجه، لذلك اصبح شافيني صاحب ال20 عام محور إرتكاز المنتخب والنادي إبتداء من موسم 2004/2005 لتبدا بعدها الإنجازات الكبيرة.

على مدار السنوات التالية، أصبح شفاينشتايجر ركيزة أساسية مع فريقه ومنتخب بلاده وقامت ألمانيا بعمل تغيير شامل وإعتدمت على اللاعبين الصغار لتتجنب تكرار فشل الأعوام السابقة بينما كان البافاري يجهز لهيمنته على البطولات المحلية بقيادة المدرب فيليكس مجاث وبالفعل فاز النادي ببطولة الدوري لموسمي 2004/2005 و2005-2006 مما أعد شفاينشتايجر بشكل كبير للمشاركة في كأس العالم مع بلاده على أرضهم.

تواجد اللاعب مع ألمانيا وسط مجموعة كبيرة من اللاعبين الصغار والمميزين مثل بير ميرتساكر وفيليب لام ولوكاس بودولسكي، لكن على عكس بطولة اليورو السابقة لعب شفاينشتايجر دورا مهما للغاية مع الفريق في هذه البطولة وساهم في صعود المانشفات من دور المجموعات بمنتهى السهولة.

لم تتوقع الجماهير الإنجازات الكبيرة من الفريق بسبب إخفاقتهم العديدة بالسنوات الماضية بالإضافة إلى تواجد يورجن كلينسمان كمدرب وهو لا يمتلك الخبرة التدريبية الكافية.

لكن على عكس جميع التوقعات، نجح هذا الفريق في مفاجأة الجماهير بعد أن تخطوا كلا من السويد والأرجنتين في الأدوار الإقصائية ولكنهم فشلوا في تخطي إيطاليا بنصف النهائي.

تألق شفاينشتايجر بشكل مميز في هذه البطولة وسجل هدفين في شباك البرتغال بمباراة تحديد المركز الثالث وكاد أن يسجل هاتريك لينهي البطولة بشكل رائع للغاية.

عاد شافينشتايجر لفريقه وإستمر في الفوز معهم ولكن حدث إنخفاض في مستوى الفريق تحت قيادة فان خال في موسم 2010/2011 حيث أنهى الفريق الموسم في المركز الثالث وتعرضوا للإقصاء من دوري الأبطال على يد إنتر ميلان من دور ال16 ليرحل بعدها المدرب الهولندي. تعرض شفاينشتايجر لواحدة من أسوء لحظات مسيرته في الموسم التالي بعد أن ضاع منه لقب دوري أبطال أوروبا بسبب إخفاقه في تسجيل ركلة الجزاء بالإضافة إلى إحتلاله لمركز الوصيف في كلا من الدوري والكأس.

لكن ليزداد الأمر سوءا خسرت ألمانيا نصف نهائي اليورو وودعت البطولة ليبدا الجميع في التساءل عما إذا كان شفاينشتايجر أتعس شخص على وجه الأرض أم لا؟

عاد يوب هاينكس لصفوف البايرن وتعاقد الفريق مع خافي مارتينيز بصيف 2012 ليبدا موسم 2013 معهم ليحل محلا اللاعب فان بومل ومن ثم إكتسح الفريق بطولة الدوري بشكل رائع للغاية وحسموا اللقب بمنتهى السهولة في شهر إبريل بعدأن حققوا أكبر عدد من النقاط في تاريخ الدوري الألماني وصل إلى 91 نقطة بالإضافة إلى أكبر معدل مكسب بواقع 25 مباراة وتعرض البافاري للخسارة لمرة واحدة في الدوري فقط.

إستمر العملاق البافاري في إكتساح الجميع بتواجد شفاينشتايجر بأفضل حالاته في خط الوسط وفازو بلقب الكأس بعد التغلب على شتوتجارت في النهائي وإستمروا في تدمير خصومهم بدوري أبطال أوروبا بعد أن سحقوا برشلونة الأسباني بنتيجة 7-0 بمجموع اللقائين بنصف النهائي ليصعدوا لمقابلة دورتموند في النهائي المنتظر.

نجح هاينكس في تحسين شفاينشتايجر بشكل كبير هذا الموسم مما أضاف المزيد من القوة للفريق بالإضافة إلى تواجد كلا من توني كروس ومارتينيز مما أعاد التوازن مرة أخرى لخط الوسط وظهر ذلك بشكل كبير أمام برشلونة حيث نجحوا في عزل خط هجوم برشلونة عن باقي الفريق بالإضافة إلى إستغلالهم لإصابة ميسي حينها التي أثرت على مستواه بشكل كبير.

نجح شفاينشتايجر في الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا أخيرا مع البايرن في النهائي أمام دورتموند ليحقق الثلاثية التاريخية في موسم كبير ورائع للغاية مع البايرن.

إستكمل الدولي الألماني مسيرة إنجازاته مع منتخب ألمانيا في العام التالي ببطولة كأس العالم 2014 حيث قدم أداء قويا للغاية في البطولة وفازوا على البرازيل بنتيجة 7-1 على أرضهم ووسط جماهيرهم ومن ثم نجح في الوصول للنهائي أمام الأرجنتين وقدم شفاينشتايجر مباراة كبيرة للغاية حينها.

تعرض اللاعب لإصابة قوية في جبينه بعد تدخل عنيف من أجويرو ولكنه رفض الخروج وقرر إستكمال المباراة ليفوز بعدها المانشافات بالبطولة بعد أن سجل ماريو جوتزه هدف الفوز في أخر لحظات الوقت الإضافي ليكمل شفايني مسيرة كبيرة من الإنجازات الرائعة.

أعلن الأسطورة الألمانية إعتزاله في عام 2019 وهو بكل تأكيد واحد من أفضل وأعظم لاعبي خط الوسط من أبناء جيله فبعد العديد من الإنتكاسات والإخفاقات نجح شفايني في تخطيهم جميعا وأن يخرج من المستطيل الأخضر لأخر مرة مرفوع الرأس.

موضوعات أخرى:

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com