أليكسندر أرنولد.. فتى ليفربول الذهبي

أليكسندر أرنولد.. فتى ليفربول الذهبي

جميع الأندية الكبيرة تحتاج إلى هذا اللاعب الذي قد يفعل أي شيء من أجل مصلحة الفريق والذي لا يهمه أي شيء في مسيرته سوى الفوز والتتويج بالألقاب مع فريقه.

ستجد نفسك تتذكر بعض اللاعبين بمجرد قراءتك لأول سطر في هذا الموضوع مثل إيكر كاسياس في ريال مدريد، وفرانشيسكو توتي في روما، وستيفين جيرارد في ليفربول.

كان جيرارد مصدرًا لإلهام الكثير من اللاعبين الصغار، وبالطبع كان ترنت أليكسندر أرنولد واحدًا من ضمن هؤلاء الشباب، لذلك كان من المنطقي للغاية أن يتوج الريدز بلقب الدوري هذا الموسم وبدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، فإن أرنولد كان بمثابة الرئة التي يتنفس بها الريدز في جميع البطولات.

بدأ ترنت مسيرته كلاعب رجبي في بداية حياته الرياضية ولفت اللاعب الصغير أنظارَ الجميع بفضل سرعته الكبيرة التي تمتع بها؛ نظرًا لكونه في عمر السابعة حينها.

وأصبحت سرعته حاليًا واحدةً من أهم مميزاته التي يعتمد عليها في طريقة لعبه، والتي سمحت له في مجاراة زميله الملك المصري محمد صلاح من الجانب الأيمن ليشكلوا إزعاجًا كبيرًا للغاية لدفاعات الخصوم.

كانت ستتغير مسيرة أرنولد بشكل كامل لولا أن حظه وضعه وسط الأطفال الذين شاركوا في المعسكر الصيفي بالنادي، فكما يقولون أحيانًا نحتاج إلى القليل من الحظ لنصعد سلالم المجد وبمجرد أن وطأ أرنولد بقدمه على أول درج، لم ينظر خلفه مرة أخرى.

وتولى اللاعب شارة قيادة الفريق تحت سن الـ16 عامًا وتحت سن الـ18 وتألق معهم بشكل كبير للغاية، ما أسفر عن تصعيده للمشاركة مع الفريق الأول ابتداءً من موسم 2017/2018 وعلى الرغم من كونه في الأصل لاعب خط وسط إلا أنه وجد أن الحل الوحيد للتواجد في تشكيلة يورجن كلوب هو مركز الظهير الأيمن.

بدأ أرنولد بالمشاركة والظهور بشكل جيد مع الفريق وكانت أول مباراة له مع الفريق الأول ضد توتنهام في بطولة كأس الرابطة ومن ثم شارك في الدوري لأول مرة أمام مانشستر يونايتيد في الأولد ترافورد وشارك في أول ديربي ميرسيسايد وبدأ في التأقلم بشكل كبير مع الفريق ولكنه كان يرغب في المزيد والمزيد من المشاركات.

شارك اللاعب في العديد من المباريات ولكن لم يتطور بالشكل الكافي أو المناسب لكم الوقت الذي لعبه مع الريدز، لذلك بدأت الاتجاهات تشير إلى اقتراب إعارته لاكتساب المزيد من الخبرات، لكن الحظ تدخل مرة أخرى لينقذه بعد أن تعرض الظهير الأيمن الأساسي للفريق والرجل الأول لكلوب ناثنيال كلاين لإصابة قوية للغاية في ظهره ستبعده لفترة طويلة عن الملاعب، لذلك قرر الريدز الاعتماد على أرنولد مرة أخرى وإعطاءه فرصة أخرى حتى نهاية الموسم ليثبت لكلوب أنه أصبح جاهزًا بالفعل.

نجح أرنولد بالفعل في إثبات قدراته الكبيرة للجميع ولم يجد أفضل من مباراة هوفنهايم في دوري أبطال أوروبا ليظهر معدنه الحقيقي فيها، وشارك اللاعب في الجانب الذي يتواجد فيه كل من صلاح وهندرسون وتألق بشكل كبير ونجح في تسجيل هدف رائع للغاية من ركلة حرة، وكان من أبرز الأسباب في وصول الفريق إلى نهائي دوري الأبطال.

استمر اللاعب في التألق بشكل كبير وبعد مرور 18 شهرًا على مشاركته الأولى مع الريدز، يواجه المرشح للفوز بجائزة أفضل لاعب ناشئ في العالم تحديًا كبيرًا للغاية في مسيرته، فرغم أنه قد تمكّن بشكل كبير من مركزه كلاعب في الظهير الأيمن وتحديدًا في القدرات الهجومية، إلا أنه يعاني العديد من القصور والثغرات الدفاعية التي تؤثر على الفريق بشكل كبير.

وتعاقد ليفربول مع شكردان شاكيري، وكان الهدف منه أن يعطي المزيد من الحرية لأرنولد في الخط الأمامي ولكن هذا لم يمنع ترنت من تطوير قدراته الدفاعية وهو ما ظهر بشكل كبير خلال مباريات عديدة؛ حيث بدأ في اكتساب الخبرات من اللعب وتطويعها له ليستمر في التطور موسمًا تلو الآخر.

فاز أرنولد أخيرًا بأول لقب دوري إنجليزي مع الفريق وهو أيضًا لقب الدوري الأول للنادي منذ 30 عامًا، وقد نجح الظهير الإنجليزي في تحقيق وعده وحلمه في الفوز بهذه البطولة الغالية. تألق اللاعب بشكل كبير في نفس الوقت الذي أظهر فيه زميله بالجانب الآخر أندي روبيرتسون مستوياته الكبيرة، ومن ثم قام ترنت بتجديد عقده مع الريدز بعقد جديد طويل الأمد تقديرًا لمجهوداته وقدراته الكبيرة مع الفريق.

لكن الأمور الأهم حاليًا هي أن أرنولد لا يشغل باله كثيرًا بكم الدقائق التي يشارك فيها سواء مع النادي أو المنتخب، لكن على الرغم من هذا إلا أنه يشارك مع الريدز بشكل أساسي، وقد صرح اللاعب من قبل بأن أسعد لحظات مسيرته كانت عندما أخبره مدربه يورجن كلوب بأنه سيتوجه مع منتخب إنجلترا للمشاركة في بطولة كأس العالم.

لكن على الرغم من أنه شارك في مباراة واحدة فقط وكانت غير مهمة أمام بلجيكا في دور المجموعات، إلا أنه وصل حاليًا إلى المستوى الذي يجعله يشارك أساسيًا بدلاً من كيران تريبيه حيث سيتناسب بشكل كبير للغاية مع تشكيلة ساوث جيت وتحديدًا بعد أن سجل هدفه الأول بقميص منتخب الأسود في شباك الولايات المتحدة الأمريكية.

يمكن القول بأن مسألة مشاركته مع إنجلترا هي مجرد مسألة وقت، فحينما تشارك مع فريقك في دوري أبطال أوروبا لأول مرة في مسيرتك ومن ثم تشارك مع منتخب بلادك في كأس العالم في غضون شهور قليلة فعليك أن تحافظ بشكل كبير على مستواك بالملعب.

موضوعات أخرى:

Related Stories

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com